ذو النون مرة أخيرة

Quote: بذل ذو النون من الاعتذارات للجميع أكثر مما يزعمون أنها أخطاء ارتكبها في مسيرته القاصدة والمتضامنة بل والصانعة للحراك السوداني تطلعا للحرية والتغيير والعدالة والسلام، ومد الرجل يده بيضاء هاشا باشا في وجه من أختلف معه أو ظن في سلوكه الظنون، وأعلن جازما أن جهوده وأفكاره في خدمة الثورة وإن اختلفت التعابير والتدابير، ولا يزال يتابع خدماته قولا وعملا اسهاما منه في تعبيد الطريق إلى الهدف المنشود حتى يتحقق بناء الوطن الذي يحلم به الجميع يوماتي . لكن المواجد الشخصية ظلت حاضرة تحاصره بالمناوشات والاتهامات والوصايا المتعجرفة مستصحبة ماضيه في المؤتمر الشعبى، الذي اعترف به جهارا نهارا في أكثر من مناسبة مرفقا معه ديباجة اعتذار فصيحة مؤطرة بالتوبة والاستبراء من التنظيم الذي جاءه مدفوعا بحماس الشباب تعوزه الفكرة والخبرة وخرج منه ناضج السلوك والتمييز ومدركا للمآلات والتداعيات المنتظرة حينما يكرس الولاء للطوائف السياسية وطرائق الحزبية القدد دونا عن مصلحة الوطن الكبير، وفي تجارب العهود الغابرة عبرة لمن يبتغى الإصلاح والترفع عن مقامات القصر والدنس القديم. لا يعيب ذو النون إلا أنه اختار لنفسه تقديراته واستراتيجيته تفاعلا مع الثورة لائذا بالديمقراطية التي تطرق أبواب السودان وترتفع شعاراتها على ساريات ميادين الاعتصام، فلماذا يستكثر عليه الآخرون خياراته وينتاشونها جهارا نهارا بالإيحاءات الخبيثة والإملاءات الفوقية تقزيما لدوره الفاعل في الحراك وتمهيدا لاغتيال شخصيته لمجرد أن بعضهم لا تسره نجوميته الوامضة في الشارع السوداني ربما حسدا أو خوفا من أن تحجب اشراقاته بعض الأضواء الباهتة التي يريد لها البعض أن تسطع في سماء التحول المنتظر.