أدى المعتصمون صلاة الجمعة أربع مرات بما فيهن جمعتين صيام تحت الشمس الحارقة ولامست جباههم الوضيئة تراب القيادة العامة المطهر بحرارة تجاوزت ال 40 درجة وناجوا خالقهم في ركوعهم وسجودهم بأن يمنن على الوطن بالحرية والسلام والعدالة وهي مفردات مستوحاة من أسماء الله الحسنى التي يحفظونها في قلوبهم قبل عقولهم، بينما لاذ المرجفون بالمكيفات الباردة في المساجد خمسة نجوم قبل أن يخرجوا ليتصايحوا رافعين شعاراتهم الحنجورية الكذوبة منادين بالإسلام وكأنهم يجولون بشوارع مكة أيام الجاهلية، وليس في شوارع الخرطوم التي عرف أهلها الإسلام والتدين قبل الثورة المهدية عندما كانت تقابة أرباب العقائد تنير عقول الناس بالتصوف وتعبد طريقهم إلى الله. الذين خرجوا في مسيرات الفتنة منادين بالشريعة ودين الله هم ذاتهم الذين قبعوا في كهوف الصمت البئيس عندما كانت هذه الشريعة تتقاذفها أمواج العبث والأهواء من تجار الدين الذين اتخذوها جسرا للعبور به إلى مصالحهم يبتغون اكتناز الثروات وركوب الفارهات وتشييد العمارات، والتمتع بالمطايب والملذات من كل صنف ونوع، في حين يموت المئات جوعا وقهرا في أصقاع الوطن الحزين، ويغوص مثلهم في وحل الجهل والتخلف متكدسين في خيام النازحين عراة حفاة تطاردهم آفات المرض ويتربص بهم المستقبل البهيم، فما الذي جعل هؤلاء يستيقظون فجأة من سباتهم العميق إن لم يكن الخوف على مصالحهم التي أوشكت على الغرق مع سفينة عهد الطاغوت ؟. انتهى عهد تزيين الشعارات الدينية ومكيجتها بالخطب الرنانة والمفردات الجهادية لشحذ مشاعر البسطاء ولم يعد أحدا يصدق دعاوى المتأسلمين وإن صدقوا بعد أن جربوها وعاشوها لمدة ثلاثة عقود عجاف مفعمة بالإحباط وحاشدة بالتدليس والنصب والاحتيال من ذات فصيلة التماسيح الذين جاءوا إلى كراسي الحكم مشرعين للدين مراكب النفاق والخداع وتغبيش الوعى فما ربحت تجارتهم وكانوا من الغارقين، وقد أكذب المرجفون وإن صدقوا .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة