|
Re: أداء قوى الحرية و التغيير: بين الإشادة و ا� (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
مما لا شك فيه أن المفاوضات عبارة عن أداء تكتيكي دقيق قائم على العلم و الخبرة و يحتاج إلى المرونة و الصبر. يجيده من خبروا دهاليز السياسة و من هم يجيدون أساليب المراوغات و المناورات. و من هم يحذقون أسلوب المساوامات و المفاصلات و من يدركون نقاط القوة و الضعف للخصم المفاوض و معرفة مراميه القريبة و البعيدة، و أهدافه المعلنة و المضمرة و خلفياته، و من يقفون معه و خلفه...إلخ لا أجزم بأن مفاوضي قوى التغيير يجهلون هذه المهارات...و لكن... لابد أن نعترف بأن ممثلي قوى التغيير رغم أنهم يدخلون تلك المفاوضات مفوضوين من الجماهير العريضة ،إلا أنهم متفقون من حيث هم مختلفون..فاتفاقهم يحمل في ثناياه تباين الرؤى .و هو كما يحمل شغف البدايات فهو كذلك يحمل الخوف من النهايات.. فقوى التغيير يسندها الشارع..الشارع الشاب الممتليء حماسة و يقظة ثورية و الذي تسوقه الأحلام و الرومانسية السياسية لصياغة أوضاع جديدة.. و هذا الحماس و الرغبة العارمة في التغيير تقابلها قوى داخل و خارج منظومة قوى التغيير تتسم بالخبرة السياسية و التوقع و عدم اليقين الناجم عن الخبرات السابقة و المتعددة..و التي تصطدم في بعض جزئياتها رؤاها مع رؤى الشباب الذي أنجز الثورة و مهرها بدمه و عرقه و حياته..مما يعكس احيانا رسائل امتعاض و نقد من هؤلاء الشباب. هذا التباين في النظرة للمستقبل و التي تنعكس في مراحل التفاوض المختلفة تقلل بلاشك من قدرة ممثلي قوى الحرية و التغيير في إدارة الحوار بالصورة المثلى...و ليس ذلك بالطبع تقليل من قدراتهم و مهاراتهم و لكن ما ذكرت من تحديات و معوقات يقلل بداهة من أدائهم داخل قاعات التفاوض.
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|