دعوة للعلماء والباحثين والأكاديميين والسياسيين السودانيين أدعو العلماء والباحثين والأكاديميين السودانيين إلى الآتي: 1 – التوقف عن التهافت على المناصب السياسية والتنفيذية التي تبعدهم عن ممارسة البحث العلمي وتكوين العلماء والمتعلمين وإنتاج الفكر والمعلومات التي هي قوام تقدم أي أمة. ففي ذلك نزيف للموارد البشرية وإهدار للمواهب. 2 – يجب العلم أن الحصول على الشهادات العليا – وعلى رأسها الدكتوراه – ليس شرطا للنجاح في الممارسة السياسية بمعناها الضيق (أي ممارسة الحكم) والممارسة التنفيذية، ولكنها تثمر أفضل ما يكون الإثمار عندما تستغل ممارسة العلم وإنتاج المعرفة. 3 – إن الدور الأمثل للعلماء والباحثين والأكاديميين – في علاقتهم بالسياسيين والتنفيذيين – يكمن في تقديم الاستشارة المباشرة أو من خلال مراكز البحوث التي تنتج المعرفة اللازمة لاتخاذ القرار، وليس تقلّد منصب المعتمد أو الوزير أو حتى رئيس الجمهورية. 4 – لقد عانى السودان خلال العقود الماضية من هدر موارده العلمية وإفساد البيئة العلمية التي كرّست وجود بعض العلماء والباحثين والأكاديميين الزائفين، وهذا سوف يعيق تقدم السودان المنشود، فلابد من إصلاح هذه البيئة من الداخل ومن الخارج. 5 – أدعو جميع السودانيين المشتغلين بالبحث العلمي إلى تشمير السواعد وإنتاج معرفة علمية في كافة المجلات تعين الحكام على اتخاذ القرارات الملائمة. أدعوهم لكي يصبحوا جديرين بوصف "أهل الذكر" الذين يعلمون. كما أدعو السياسيين والتنفيذيين السودانيين إلى الآتي: 1 – إتاحة الفرصة للوصول إلى المعلومة هو الطريق الأقرب والأسلم لإنتاج معرفة تقول إلى الخروج من براثن التخلف واللحاق بركب الأمم المتقدمة، فلابد من توفير التشريعات والإرادة اللازمة لتمكين الباحثين من الوصول إلى المعلومة. 2 – إن الاشتغال بالبحث العلمي يحتاج إلى الموهبة والعزم، وفوائده لا حصر لها، لذا يجب تهييئ البيئة اللازمة للاشتغال ماديا ومعنويا، حتى لا يتهافت العالم والباحث والأكاديمي على المناصب السياسية والتنفيذية والإدارية التي تبعده عن العلم ولكنها توفر له امتيازات يفتقرها في البيئة العلمية. 3 – لابد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستعادة السمعة السودانية العلمية، بعد أن لحقت بها تشوهات بالغة خلال العقود الماضية. 4 – يجب معرفة أن حسن النية وحدها غير كافية لإحداث الإصلاح في غياب المعرفة العلمية التي تقدم أفضل الحلول للمشكلات القائمة، لذا لابد من إعطاء الأولوية للإنتاج العلمي الذي يكون حصيلة للاهتمام بالتعليم في كافة مراحله. أخوكم محمد الأمين موسى، جامعة قطر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة