لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَ لِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ(2)

*وصفةٌ لتجبير كسور الخواطر و تضميد كدَمات النفوس*
♤ في بعض الملمات الإخوانية و حتى العائلية قد يصادمك
شخص ٌ ما ملقوفٌ أو حاقدٌ سليط اللسان؛ إذ يلاطعك بسببٍ
أو بدون ذنبٍ اجترٍحته ، بكلامٍ مؤذٍ له مخالبُ جارحةُ كسهمٍ
مسمومٍ، و كرُمحٍ (منشاريٍّ) سنانُه داميةٌ؛ أو يُنابزك بالقابٍ بئيسةٍ
و ألفاظٍ نابيةٍ بذيئة تصم الآذان و تزكِم الأنوف . فيصيبك منه
شرَرُ يحرق ثيابك ، تماماً كجليس السوء نافخ الكير .ةفكيف لك
أن تشفيصدرك من أذاه؛ بأُوقية وقايةٍ كخيرٍ من قنطار علاج؟!

♤ لأن تأتيَك المذمَّةُ من ناقصٍ جاهلٍ بقدرك فلربما كان ذاك عينُ
الدليلِ على أنك كاملُ. ذلك لكون من يجهلك ، فلا تثريب عليه
إذا لم يعزِّك بفقدك أباك . و أما أن تصيبك الأذية من أقرب عشيرتك
الأفربينَ ، مَنْ يُرجى منهم و يُتعشم فيهم أنهم الأولى ليُقموا لك
و لو وزن ريشةٍ و مثقال حبة خردلٍ من بِرٍّ ، لكي يقدروك حقَّ
قدرِك ، فيُبوِّوك منزلةً على سطح القمر فذاك لعَمْرُك الأدهى و أمر.