|
Re: (نحوَ حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(2) فما هي � (Re: صلاح عباس فقير)
|
(2)(أن تبسط سلطانَ وعيك أنتَ على حياتك):
في كتابه عن (حرية الإنسان في الإسلام)، يُشير الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد -رحمه الله- إلى أنّها تستندُ إلى جمهرةٍ من الآيات القرآنيّة، تتضمَّن معنيين يلمسُهما بوضوح كلُّ من يتلو القرآن: -في المعنى الأول، يمتنُّ اللهُ تعالى على عباده، بما ميّزهم به من قدرةٍ على السّمع والبصر والفكر، كما في قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78]. -وفي المعنى الثّاني، يتوجّهُ من الله تعالى ذمٌّ شديدُ اللّهجة، على الإنسان الّذي يُعطّل قدراتِ الوعي التي خصّه بها، لأنّه عندئذٍ قد يفقد إنسانيّته، ويندرجُ في مصاف الصُّمّ البُكم الّذين لا يعقلون. فالحرّية تعني: أن يبسط الإنسانُ سلطانَ وعيِه وعقله على حياته وعلى علاقاته، فلا يصدر في كلِّ أخذٍ وردٍّ إلا عن العقل الّذي خصَّه الله تعالى بهذا المقام،
وليس صدفةً أنّ الفقهاء المسلمين قد أجمعوا على أنّ أساس التّكليف الشّرعيّ، هو العقلُ، وليس صُدفةً كذلك: إجماعُ العلماء على أنّ الشّرط الأساس لقبول الأعمال عند الله تعالى، هو قيامُها على قاعدة النّيّة الخالصة، وهل تصفو النّيّةُ إذا كان فضاءُ ذاتك مزحوماً بالأغيار؟ بالطّبع لا، فلا تصفو النّيةُ إلا بأن يكون عملُك خالصاً لله وحده.
عزيزي القارئ، ولن تكون هناك مصادفةٌ، إن وجدنا أنّ هذا المفهوم، أي مفهوم حرية الإنسان في الإسلام، يترادفُ أو يسبح في ذات الفضاء الإنسانيّ الّذي يسبحُ فيه "مفهومُ التّنوير" لدى الفيلسوف الألماني عمانويل كانط. يقول كانط: (التَّنويرُ هو: تحرُّرُ الفرد من الوصاية التي جلبها لنفسه)، وما هذه الوصايةُ؟ يقول: (هي عدمُ قدرة الفرد على استخدام فهمهِ الخاصّ دون توجيهٍ من الآخر)، وما هو سببُ جلب الإنسانِ هذه الوصاية على نفسه؟ يَقول كانط: (السَّببُ انعدامُ الإقدام والشَّجاعة على استخدامه [أي العقل] دون توجيهٍ من الآخر). ثمّ يدعوك قائلاً: (فلتكن لديك الشَّجاعةُ لاستخدام عقلك الخاص! هذا هو شعار التَّنوير). ثمّ يؤكد كانط العلاقة الصَّميمة بين التنوير والحرية، قائلاً: (التنوير لا يتطلّب إلا الحرية؛ وأبسطُ ما يمكن تسميته حريّة هو: أن يكون الفردُ حراً لاستخدام عقله الخاص علنيّاً، في كل الأمور)، ثمّ يقول متعجّباً: (لكنَّني أسمعُ من الجميع: لا تجادل! الضابط يقول: لا تجادل، نفّذ! جامع الضرائب يقول: لا تجادل، ادفع! القسِّيس يقول: لا تُجادل، آمِنْ!)(7). إذن، مبدأ الحرّية هو انطلاقُ العقلِ من جميع القيود التي تُكبّلُه، لارتياد عوالم الأنفس والآفاق، فحريةُ العقل شرطٌ مبدئيٌّ لتحقيق حرية الإنسان، وتحليقِه في ملكوت السّماواتِ والأرض. وهذا التّعريفُ، وما سبقه، ربما سيستثيرُ ذلك الظّنّ الخاطئ والرّائج عن معنى الحرّيّة، وهو أنّها شيءٌ مطلقٌ، ولا قيد يُقيّده.
(3)(دفع ظنٍّ خاطئٍ):
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
(نحوَ حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(2) فما هي حقيقة الدّيمقراطيّة؟ | صلاح عباس فقير | 02-27-19, 07:40 AM |
Re: (نحوَ حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(2) فما هي � | صلاح عباس فقير | 02-27-19, 07:44 AM |
Re: (نحوَ حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(2) فما هي � | صلاح عباس فقير | 02-27-19, 08:03 AM |
Re: (نحوَ حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(2) فما هي � | صلاح عباس فقير | 02-27-19, 08:10 AM |
Re: (نحوَ حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(2) فما هي � | صلاح عباس فقير | 02-27-19, 08:18 AM |
Re: (نحوَ حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(2) فما هي � | صلاح عباس فقير | 02-27-19, 08:27 AM |
Re: (نحوَ حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(2) فما هي � | صلاح عباس فقير | 02-27-19, 08:47 AM |
Re: (نحوَ حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(2) فما هي � | صلاح عباس فقير | 02-27-19, 09:13 AM |
Re: (نحوَ حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(2) فما هي � | صلاح عباس فقير | 02-27-19, 09:21 AM |
Re: (نحوَ حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(2) فما هي � | صلاح عباس فقير | 02-27-19, 09:25 AM |
Re: (نحوَ حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(2) فما هي � | صلاح عباس فقير | 02-27-19, 09:28 AM |
Re: (نحوَ حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(2) فما هي � | صلاح عباس فقير | 02-27-19, 09:31 AM |
Re: (نحوَ حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(2) فما هي � | صلاح عباس فقير | 02-27-19, 09:38 AM |
Re: (نحوَ حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(2) فما هي � | صلاح عباس فقير | 02-27-19, 09:41 AM |
Re: (نحوَ حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(2) فما هي � | صلاح عباس فقير | 02-27-19, 09:52 AM |
Re: (نحوَ حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(2) فما هي � | صلاح عباس فقير | 02-27-19, 09:55 AM |
Re: (نحوَ حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(2) فما هي � | صلاح عباس فقير | 02-27-19, 09:57 AM |
Re: (نحوَ حراكٍ وطنيٍّ ديمقراطيّ)(2) فما هي � | محمد عبدالقادر سبيل | 02-27-19, 01:42 PM |
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|