مِنْ حَرِّ الْبَلِيْلَةِ مَا يُضْحِكُ حَتَى يُجْهِشَكَ البُكَاءُ

{63}
صفقة مربحة :
♤ ذهب الوزير في الصباح الباكر إلى بيت الشيخ و راح يجتر معه الأسئلة السابقة ما
معناها و ما الإجابات التي أجابها عليها وهنا طلب الشيخ ألف درهم للإجابة على سؤال الوزير و بالفعل تمت الإجابة على السؤال الأول و قال الشيخ سألني الملك عن الاثنين
و هما رجلاي وقد أصابهما الوهن وأجبته بأنهمم أصبحتا ثلاثاً، لاستخدامي العصا.

♤ و للسؤال الثاني عن حال القوي، قال الشيخ يجب أن تدفع ألفي درهم، واستجاب الوزير، فأجاب الشيخ كنت أمتاز بالسمع الحاد و القوي و الذي أصبح مع تقدمي في السن ضعيف، فسأله الوزير و ما هو البعيد الذي اقترب ؟!وهنا لمعت عينا الشيخ و قال للوزير يجب أن تدفع أربعة آلاف، و لم يتردد الوزير الذي كان تواقاً لمعرفة الإجابة على بقية الأسئلة.

نهاية القصة :
♤ أخذ الشيخ المبلغ وأجاب : البعيد هو نظري الذي كنت أبصر به، و قد دنا قريباً،
و هنا ازداد فضول الوزير لمعرفة بقية القصة و الإجابة على السؤال الأخير فسأل
الشيخ عن سؤال الملك الأخير و ما هو الشيء الذي سوف يبيعه و يوصيه عليه
الملك بألا يبيعه بقمنٍ بخسٍ، فضحك الشيخ و قال له : لا أجاوبك على هذا السؤال
أبداً، فأحس الوزير بأهمية السؤال وبدون تفكير عرض على العجوز مائة ألف درهم،
فوافق الشيخ على ان يعطيه المال أولاً وبعد أن قبض المبلغ كاملاً أجاب.

فراسة الملك :
♤ علم الملك أنك على قدرٍ كبيرٍ من الفضول وحب المعرفة وأنك سوف تأتيني
لمعرفة الإجابة على هذه الأسئلة فأوصاني أن أبيعك إياها بثمنٍ باهظٍ ليعينني على
الحياة حتى أموت و قد أجبته أنها فرصةٌ ملائمةٌ وأنا حريص عليها، اندهش الوزير
لقوة ذكاء الرجل وكيفية استدراجه له أثناء الإجابة على الأسئلة حتى حصل في النهاية على مائة ألف درهم كإجابة لسؤال واحد وأنه وقع ضحية لفراسة الملك ومعرفته بأنه ذا فضول قوى إلا انه ضحك كثيراً من هذه المكيدة التي أوقعه بها هذا العجوز والملك.