الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: ما تطلعي (Re: عبدالحفيظ ابوسن)
|
ومرقت شكرا سلمي كتبت Salma Abdulla Almisbah
*الحب في ذاته مبرر كافي و مافي مبرر غير الحب*
#الثوره
❤❤❤
قبل اربعه اعوام خرجت من قاعه الامتحان شبه منهاره ، ابكي بكاء مرا على صعوبه الامتحان و استحاله نجاحي .. فيواسيني زميلي السوداني في الغربه قائلا ( والله يا سلمى ما بتجيك عوجه ) ، لا اهتم لكلامه ، و اواصل البكاء المر حينها ..
في يوم النتيجه يتلقى هاتفا من الاستشاري المسؤول عنا كنواب و المكلف بابلاغنا النتائج
يهاتفه قائلا .. يا فلان اتصلت اخبرك النتيجه ، فيباغته بالرد ( نتيجتي خليها ، سلمى سوت شنو !! قول لي سلمى نجحت )
يستغرب هذا الشخص ( غير السوداني ) (يعني الحين انت متلهف لي نتيجه سلمى اكثر منك )..!
اما انكم يا السودانيين شعب غريب !!!
و يبقى يكرر هذا التعبير كل مره ، كلما رآنا في الممرات ، او امام العنابر يلفت نظر الحضور ( شوف شوف السودانيين كيف واقفين مع بعض ، شوف شوف كيف بحبو بعض )
لم نكن بحاجه حقا لتعليقه فنحن نعرف هذا ، لكن الثناء يزيدنا اعتزازا بنفسنا
#نحن_السودانيين
الفينا مشهوده !!! .....
الآن و بعد مرور اعوام طويله في هذه الحياه على تشكل وجداني السوداني ، ذلك الوجدان الذي يقدس كل ما فينا ابتداءً بالتوب و الجلابيه و العمه و انتهاءً بالضمير الابيض ..
أجدني الآن ، أنا ابنه هذه البلاد ، اقول لنفسي و تغلبني العبره ( شوف شوف السودانيين كيف واقفين مع بعض ) !!
...
كلما وضعت في فمي لقمه مؤخرا تذكرت الجوع في البلاد و قله حيله العباد ، و غصصت في عبرتي ..
لكنني سرعان ما تتسرب لروحي صوره ذاك الطفل الصغير ذو العشره اعوام او اقل ، يحمل كيسا كبيرا من الطعام يفوق وزنه و قدرته ، لكنه يحمله رغما عن اي شي ..
يقدم الطعام للغرباء في الشارع .. *ليسوا غرباء ابدا*
( كلنا اولاد البلد دي ) ، مافي وسِطنا واحدا ما انكرب زنده ، البيعجز يقع بيناتنا بِنسِندو !!
تبرد نار قلبي ، و تحدثني نفسي ( *والله ما بنجوع ابدا و بيناتنا اولاد زي ده* )
كيف استطاع هذا الصغير سنا و حجما ان يكون عملاقا هكذا !!
كيف قفز من سنه لي سنين كثيره و كبيره و حاز على هكذا ضميرٍ حي !!
هل يعلم كم تبعث صورته هذه في قلبنا الدفء و الحياه و اليقين ؟
*انه الوجدان السودانيُّ الحق ، ليس إلا* ..
ثم تتوالى المشاهد للنساء اللطيفات ، العفيفات ، الشريفات ، القادرات على خلق حياه من طين و عدم
يحملن الطعام في اوانيهن و يقفن امام البيوت يوزعن ، ينادين بكل صوت عال ٍ هو صوت الوطن
( *تعال يا ولد أُكل ، تعال شيل ليك حاجه*)
تستحضرني مقولته ( غريبين انتو يا السودانيين )
(أيوه فعلا ، غريبين نحن و مدهشين )
ليس هناك شعب او هكذا أمّه ، يموت احدنا ، فترى الحي كله في الشارع ، رجالا و نساء و شبانا و شابات ، يبكون ميتهم ، و يعلو عويلهم ، و يهم كل منهم الى دوره في العزاء دون تنبيه ..
ما بالك و الحزن اليوم أكبر و الموتى ، هم موتى الوطن ..
يخرج الوطن كل الوطن ، لوفاتهم ، يبكيهم القاصي و الداني ، بنات لا يعرفن الميت ولم يلتقينه ابدا ، يقفن في الشارع العام و تحضن احداهما الأخرى و تبكي بكل مراره ..
هذا الشعب الغريب !!
الطيّب ، الحبيب ، الكريم ، الذي يجيد البكاء في الحزن و الفرح ..
تشدني قصه صديقه تحكيها ،، تقول ( لما قريت في الفيسبوك انه عقد سامح الليله و بعد شويه ، من غير ما احس لفحت طرحتي و لبست سفنجه و جريت المستشفى ، قلت احضر حتى لو اقيف بعيد !!
لما مشيت هناك لقيت كل الناس ما بعرفوه معرفه شخصيه ، بس جو عشان يهنوه ) !!
يرنّ في رأسي صوت العطبرواي الشجي .. *نحنا بلدنا بي خيراتا ، البلد البتشبها ياتا* ؟!
*هذه البلاد تغرق في خيرات لا حصر لها ، لكن خيرها الحقيقي هو إنسانها*..
الأكلح ( الاغبش ) البسيط و النقي ، الذي يشيع و يسير في موكب العزاء و يفرح و يقف في باب الافراح ، هكذا دون دعوه ، دعوته الوحيده هو قلبه الحي !
...
لم أشعر في حياتي بعد ان مات ابي ابدا برغبه ان اوقظه من نومته الهادئه ، كما اشعر بها الآن
كنت اتمنى لو ان في الاقدار هكذا خَيار ، ( قوم يابا شوف الحاصل شنو )
ما أجج هذه الرغبه في صدري ، صوره الأب الذي يقود كلا ابنتيه ، يمسك بكل واحده منهن بيد ..
و البنتان تهتف كل واحده باليد الأخرى ..
يد تمسك بتلابيب ابيها و اليد الأخرى *تمسك بتلابيب الوطن* !!
في منتصف الليل ، و وسط الزحام و في قلب البلاد التي تغلي كل اركانها ، خرج هذا الاب مع ابنتيه رغم الشيب و كبر السن ..
حزن البلاد و تشييع الموتى لا يعرف شيبا ولا بنتا ولا غيرَه ..
لا يعرف الا هذه القلوب النقيه ..!!
سألت صديقي ، ( أها و حصل شنو الليله ) اخبرني ، ( كانو سايقني في البوكس ،لكن في *مراه ما بعرفها* جات جاريه من قدام بيتا و بكت لي الرجال و قالت ليهم ده ولدي واحد عندي فكوه و بقت تكورك ، لحد ما فكوني ..
ساقتني البيت و مرقت تاني !! )
هذا الشعب الذي يدفعه الحب ، يحركه الحب ، و يصل به الى بر الأمان ، لا يمكن ان يظلم ابدا او يرزح تحت القهر ..
هذه المحبه التي غمرت البيوت و الشوارع و القلوب اجمعين ، تشعر ان كل من في الشارع اخوك او اختك او عمك ..
اننا من المجد بمكان ان فتاه ارادت ان تعبر الى مكانٍ عالٍ ، فانحنى لها رجل لتتسلق ظهره و مد لها رجلان آخران اياديهما ليلتقطانها من الضفه الاخرى !!
نحن اسياد شهامه و الكرم جنده !!
هذه يا سادتي ملامح بسيطه من هذا الشعب العجيب ، لا يعرف سوى المحبه و الحب الشديد
*و الحب في ذاته مبرر كافي و مافي مبرر غير الحب* ..
#سلمى_المصباح
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ما تطلعي | عبدالحفيظ ابوسن | 02-05-19, 11:33 AM |
Re: ما تطلعي | عبدالحفيظ ابوسن | 02-05-19, 11:35 AM |
Re: ما تطلعي | Kostawi | 02-05-19, 12:44 PM |
Re: ما تطلعي | عبدالحفيظ ابوسن | 02-05-19, 03:27 PM |
Re: ما تطلعي | عبدالحفيظ ابوسن | 02-05-19, 03:29 PM |
Re: ما تطلعي | عبدالحفيظ ابوسن | 02-05-19, 03:37 PM |
Re: ما تطلعي | عبدالحفيظ ابوسن | 02-05-19, 03:54 PM |
Re: ما تطلعي | عبدالحفيظ ابوسن | 02-05-19, 05:16 PM |
Re: ما تطلعي | عبدالحفيظ ابوسن | 02-06-19, 07:21 AM |
Re: ما تطلعي | MOHAMMED ELSHEIKH | 02-06-19, 07:43 AM |
Re: ما تطلعي | هاشم الحسن | 02-06-19, 07:43 AM |
Re: ما تطلعي | Yasir Elsharif | 02-06-19, 08:33 AM |
Re: ما تطلعي | عبدالحفيظ ابوسن | 02-06-19, 12:04 PM |
Re: ما تطلعي | نعمات عماد | 02-06-19, 06:17 PM |
Re: ما تطلعي | عبدالحفيظ ابوسن | 02-07-19, 07:00 AM |
Re: ما تطلعي | عبدالحفيظ ابوسن | 02-07-19, 01:20 PM |
Re: ما تطلعي | عبدالحفيظ ابوسن | 02-08-19, 01:16 PM |
Re: ما تطلعي | عبدالحفيظ ابوسن | 02-09-19, 09:00 AM |
Re: ما تطلعي | عبدالحفيظ ابوسن | 02-10-19, 06:20 AM |
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|