تلقيت اليوم ايميلا ًمن منظمة إسرائيلية بخصوص السماح بنشر "نصين شعريين"

Quote: قصتان من حياة محمود درويش.. مع «راكاح» الإسرائيلى وحبيبته «ريتا» محمود درويش.. الحب والسلام يتجاوز الهويه الاماكن والجغرافيا لا تمنع لقاء العشاق، واللغات ليست حائلا عن التواصل، كذلك الاعراق والطوائف والديانه واللون والعمر، كلها امور عنصريه لا يمكنها ان توقف الشغف ان بدا بين حبيبين يعيشان خارج قوانين البشر وصراع الهويات، شيء واحد فقط يمكنه ان يفرق بين البشر جميعا، وليس بين عاشقين التقيا دون اختيار، انها الحرب التي تمزق شرايين البشريه وتسيل دماء ودموعا. بقيت قصه الشاعر الفلسطيني، محمود درويش، الذي تحل ذكري وفاته اليوم، من بين اكثر القصص انسانيه، فهو الشاعر المسالم الذي فضل السلام عن الحرب، وعشق فتاه يهوديه، وحفظ سرها في قلبه، ولم يصرح باسمها، حتي قررت هي ان تعلن عن قصتهما، حيث فجرت الراقصه اليهوديه من اصل بولندي تمار بن عامي، مفاجاه العام الماضي، عندما كشفت عن هويتها الحقيقيه، واعلنت انها "ريتا" بطله قصيدتي "شتاء ريتا الطويل" و"ريتا والبندقيه"، لمحمود درويش، تلك الجميله التي وصفها في قصيدته بذات العيون العسليه. وياتي هذا الاعتراف بعد اربعين عاما من افتراق الحبيبين عندما تم استدعاء تمار للجنديه بسلاح البحريه بالجيش الاسرائيلي، فافترقا؛ لانها كانت تؤدي واجبها الذي يتعارض مع قضيه حبيبها الوطنيه، وكانت تمار بن عامي، قد ظهرت في فيلم "سجل انا عربي" للمخرجه ابتسام مراعنه، الذي عرض في تل ابيب في مايو من العام الماضي، وحصل علي جائزه الجمهور، وعرضت فيه بن عامي صورا فوتوغرافيه تجمعها مع الشاعر، محمود درويش، ورسائل كتبها لها بخط يده بالعبريه. وقالت تمار في الفيلم ان علاقتها بدرويش بدات بعد رقصه ادتها في مقر الحزب الشيوعي الاسرائيلي الذي كان درويش عضوا فيه قبل استقالته، وكانت تمار وقتئذ تبلغ من العمر سته عشر عاما، ولم يصرح درويش باسمها الحقيقي في كتاباته الشعريه. اما قصه نشاط درويش في الحزب الشيوعي الاسرائيلي لا يعرفها اغلب الناس او قد تلتبس عليهم الامور، وان بدا غريبا ان يكون شاعرا وطنيا عضوا في حزب يهودي. محمود درويش من "راكاح" الاسرائيلي الي صداقه ياسر عرفات: لم يكن القمع الاسرائيلي والهيمنه ومصادره الارض الفلسطينيه والحريات اضافه الي التعصب العنصري اساليب ناجحه في هزيمه الشعب الفلسطيني، بقدر ما كانت اداه مهمه في بناء وتنشيط المقاومه علي الجانب الاخر بجميع اشكالها، لذلك قرر الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش ان يخوض الحرب السياسيه مع اسرائيل بانضمامه لحزب "راكاح"، وهو احد اجنحه الحزب الشيوعي الاسرائيلي الذي انشق عام 1965. وكان الحزب الشيوعي قد ولد في عام 1922 اثر خلاف نشا بين اعضاء مؤتمر العمال الصهيونيين في بولونيا، وتركز الخلاف انذاك حول الانضمام الي الحركه الصهيونيه او الانضمام الي الحركه الشيوعيه العالميه، بعد انتصار الثوره الاشتراكيه في الاتحاد السوفيتي، وادان "راكاح" حرب 1967 والاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربيه المجاوره، كما طالب بتنفيذ قرار مجلس الامن رقم 242 الصادر عام 1967، علي اساس انه يقدم حلا عادلا للنزاع العربي الاسرائيلي. لذلك تم اقصاء الحزب عن الحكومات الائتلافيه الاسرائيليه بسبب موقفه المعادي للصهيونيه، كما استبعد اعضاؤه في الكنيست من دخول اللجان المهمه، اضافه الي ان معظم مؤيديه هم من العرب واليهود الملتزمين بالخط الاشتراكي الماركسي اللينيني، وانضم درويش لعضويه الحزب بعد ان انهي تعليمه الثانوي، وكانت حياته عباره عن كتابه للشعر والمقالات في جرائد مثل "الاتحاد" ومجلات مثل "الجديد"، التي اصبح فيما بعد مشرفا علي تحريرها، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي، كما اشترك في تحرير جريده "الفجر".