|
Re: دارفور إلى أين ؟ قراءة متأنية لبيان القيادات الميدانية الرئيسية - التجاني الحاج عبدالرحمن (Re: Nazar Yousif)
|
ثانياً: ينطلق البيان من رفض للتشرذم وقد إجتهد إلا يسمي أي من الرموز النضالية لتفادي سيناريو إجترار الخلافات، لكن في ذات الوقت إستدعى أحد الرموز السياسية للنضال المسلح في دارفور. وكما هو معلوم كان شريف حرير من أول الداعين والعاملين على فتح جبهة الغرب، والعديد من القيادات السياسية والعسكرية البارزة في دارفور تؤكد دخولها للمقاومة المسلحة عبر بوابة التحالف الفدرالي الديقمراطي وتفاعلهم مع دعوة وأفكار د. شريف حرير.
ثالثا: إستهدف البيان وبصورة ضمنية مراعية للظرف والواقع إدانة قوية لسلوك الإتحاد الأفريقي في تعامله مع قضية دارفور بالإشارة إلى "اللعب على التناقضات" والإستناد على معلومات "غير دقيقة" عن الواقع في الإقليم. ومن هذا المنظور تسعى القوى المقاتلة إلى تنبيه الإتحاد الأفريقي لضرورة الحفاظ على حياديته ومقاومة مساعي الإستقطاب من المؤتمر الوطني بالإغراءات المالية أو المعلومات الغير دقيقة.
رابعاًً: كان البيان واضحاً وموضوعياً في تحذيره للقيادات السياسية المفاوضة من مغبة التوقيع على إتفاق أشبه بإتفاقية الخرطوم(السلام من الداخل) عام 1997م بين النظام وكلٍ من رياك مشار ولام أكول. كما عبرت الوثيقة عن القلق لتداعيات الإتفاقيات الجانبية والتي لن تهدد الإستقرار والسلام في دارفور وحدها وإنما قد تنسف إنجازات نيفاشا على ضآلتها. كما حذر البيان أيضاً من تمدد الإضطرابات إلي منطقة وسط وشمال أفريقيا بأسرها.
خامساً: في نهاية المطاف يبدو أن الجهة المقصودة من الوثيقة هي المؤتمر الوطني والرفض التام الممزوج بغضب عميق من الإستراتيجية التي يتبعها في أبوجا، والذي عبرّت عنه بعض القيادات الميدانية بوصفه كـ "حقارة"، لأن في رأيهم أن الحزب الحاكم يسعى لحل "بأرخص ثمن" لايمس سيطرته على دارفور الآن أو في المستقبل. ومما يزيد من إحساس القيادات المرارة رهان المؤتمر الوطني الواضح على إختراق الجمود في أبوجا وكسره بقسمة الصف الواحد وتفتيت مواقف القيادات السياسية وإستغلال التناقضات بينها. ويندلق جزء من اللوم لدور الحركة الشعبية والذي يصر القادة الميدانيين على أنه لا يقارب بأي درجة توقعاتهم من قوى سياسية كانت رأس الرمح في النضال المسلح لأكثر من عقدين، ويتساءلون أين حلمهم المشترك من موقف الحركة الآن، ولماذا هذا الدور الهامشي، ولماذا لا تقاوم هيمنة المؤتمر الوطني.
إضافة إلى ماسبق جاء التدهور السريع في العلاقات بين الخرطوم وتشاد بسبب المحاولة الفاشلة للإطاحة بالرئيس دبي، والتي أدت إلى إنقلاب كامل في التحالفات القديمة، وتحول 180 درجة في العلاقة بين البلدين، هذا المتغير سينعكس حتماً على الموقف السياسي والعسكري لقوات الحركات المسلحة على ساحة دارفور، وبالضرورة على موقفها التفاوضي بأبوجا وستؤثر الأوضاع الجديدة على الواقع العسكري. لكل ذلك يصبح من الضروري أخذ البيان على محمل الجد. وعندما نستدعي حقيقة الإنقسامات التي عانت منها حركة تحرير السودان ـ بصرف النظر عن المبررات السياسية التي سيقت ـ إلا أن طابعه ظل شخصياً خالي من الأبعاد الفكرية/السياسية، أو قبلياً بحتاً كما يرى بعض المعلقين. وبالنظر إلى التركيبة السكّانية للإقليم وما أشار إليه البيان، نجد أن هناك مجموعات قبلية كبيرة(المساليت، البرتي وبعض القبائل العربية وغيرها)، لم تكن طرفاً في تلك الإنقسامات، والمصادر تشير إلى أنها تعيد ترتيب أوضاعها إستعداداً للظروف المتغيرة ولمواجهات قادمة مع الحكومة. إن الواقع في الميدان يؤكد أن هذه القوى وبقاعدتها الإثنية العريضة على وشك أن تساهم بفاعلية في تحولاً كبيراً بدارفور.
|
|
|
|
|
|
|
|
|