|
|
 Re: آخر البدع ... السعودية تراقب المساجد الكترونيا !!! (Re: خالد العبيد)
|
التحية لك أخي العزيز خالد..
على إيراد هذا الخبر ..
النتيجة لمثل هذه الرقابة قد تكون غير مضمونة العواقب للوزارة , والحكومة من ورائها .. ولكن بالقطع الشعور المخيف الذي لحق العاملين في أجهزة الدولة الأمنية وبقية المرافق الحكومية بعد الأحداث الدموية التي قامت بها جماعات دينية متشددة والتي ما زالت تقع بين الفينة والأخرى , وهي بالطبع خريجة مدرسة دينية واحدة لها ما يزيد عن 200عام مسيطرة وسارية المفعول في جزيرة العرب . وبما أن العلاقة بين المؤسسة الدينية والسلطة الحاكمة كانت قائمة منذ البدء على ما يشبه الاتفاق بينهما بصورة تكاد تشبه علاقة الفصل الكنسي بين السلطتين , وبعد ذلك السكوت وغض الطرف فيما بينهما هو الأمر السائد والمشبع لغرائزهما . واستمرت هذه العلاقة على هذا المنوال ردحا من الزمان ولكن بظهور مدارس ( منازعة السلطان أمره ) أو حركة الإسلام السياسي التي بدأت بدعوات جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا وتبلورت في طروحات حسن البنا والمودودي ومن ثم استطاع سيد قطب أن يخرج منها بمنظومة تشبه قطعة الفولاذ الواحدة في رفضها للواقع والمجتمع الذي وصفته بالجاهلية الحديثة بعد أن ادعت أنها أعادت صياغة التوحيد في شكل الحاكمية لله , وهو نفس المسوغ الذي اتخذته الدعوة في الجزيرة العربية مبررا لها ( التوحيد ) ـ الأمة أشركت ـ هنا طبعا مكان اللقاء والاتفاق الحقيقي بين المدرستين وإن لم يدرك التلاميذ هذا الوفاق إلا مؤخرا وبصور متفاوتة ؟ عند مدراس السروريين ( نايف بن سرور ) الذي نتج عنه سلمان العودة وسفر الحوالي ومحمد عبد الكريم ..... وغيرهم ( طبعا أقصد النسخة الأولى من هؤلاء وليس الآن ! )
وباختصار شديد فأن سيد قطب الذي صب جل إمكانياته الأدبية في مسألة جاهلية القرن العشرين ورفع الحصانة من الحكام بدعوة الحاكمية لله , بالإضافة إلى الخلفية الفقهية الحنبلية الوهابية ذات الرأي الواحد في قضايا العقيدة وبقية الأحكام لما آلت إليه المؤسسة الدينية في جزيرة العرب . كان لا بد لهذين المدرستين الأصليتين من ان يتم التلاقح بينهما , وبما أن المدرسة الوهابية نشأت من الأساس لمحاربة التعدد المذهبي وكثرة الأراء التي اعتبرتها ما بين البدع والشركيات ـ فقد كانت متهيئة تماما لما آلت إليه الأمور مؤخرا إذ أن روح العنف والاستئصال والتكفير التي تمتعت به هذه المدرسة تجاه الآخر , الذي هو إما كافر أو مشرك أو مبتدع !!! كانت كفيلة بأن تعيد إنتاج هذا العنف والتطرف إلى ما بينها إذ أن حلقات الرفض المطلق تمثل سلوك مرضي دوائره تكبر كل يوم ـ حتى يشمل أقرب الأشخاص بالنسبة للمتطرف .. ثم يصل إلى رفض الذات ( نفسها ) مما يولد حالات الانتحار وقتل النفس التي تتكاثر كل يوم بل أصبحت تشكل ظاهرة هذه الأيام في سلوك التدين العصابي المتطرف !!
عفوا لإطالة ..
ولكن أحب أن أوضح أن الحكومة وجدت نفسها في حل من كل ما يمكن أن يوصف بأنه عقد ملزم ما بين المؤسستين ( الدينية/ الدولة ) , وانهيار العلاقة بين الطرفين كان أمر مفاجئ لمعظم أفراد المجتمع وحصل بنفس الطريقة الدراماتيكية لمبني التجارة العالمي في 11 ( أيلول الأسود الثاني !!) وبما أن الطرف الديني المتشدد كان هو البادي والبادي أظلم , سوف تقوم السلطة الحاكمة بتقليم أظافره بكل السبل الممكنة , وهنا بالطبع سوف تختفي مصطلحات مثل التي أستخدمها الأخ صاحب البوست ( مصطلح البدعة ) متدرجة ناحية الحرام والحلال .. وبالضرورة يلحق الضرر أقوام لا ناقة لهم في هذا الصراع ولا جمل . ومن ضمن هؤلاء الذين يسترزقون برواتب الإمامة والأذان من غير انضباط في الحضور فكما هو معلوم هنالك عقود باطنة مع عمال آسيويين يؤدون هذه المهمة بأجور زهيدة بالرغم من سعودة الإمامة ورفع الأذان !!
مع عظيم الود
أبوبكر
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست