|
بورتـريه : حسن الترابـي ..
|
كحجر قوي رجّ بحيرة الماء ساكنة ..فحركها .. وطار رذاذها هنا ..وهناك ...وهناااااااااك ... هكذا هو في شكيمته وفي عزيمته وفي قوته ..وفي مقدرته على الخلخلة .. وكأنه تميمة ..او تعويذة ..لها مفعولها الساحر .. فلم تنته تلك الندوة في 64 وكان بطلها ..الا وخرّ نظام عبود لارادة الشعب.. انتبه له الاخرون فيما بعد اكتوبر وجبهة الهيئات ..فخرج عليهم بجبهة الميثاق ضايقوه بمايو ..وقالوا انها الخلاص منه ومن افكاره .. فاصبح نائبا عاما فيها ومستشارا لقائدهاوإمامها ..بعد المصالحة وعندما قذف به النميرى هو وصحبه الى السجن ... لم يعد النميري الى الخرطوم ..الا مواطنا عاديا .. نعم هو ..كالتميمة والتعويذة ..تماما فاجتمعت ضده الاحزاب مرة اخرى فكانت غزوة الصحافة جبرة .. اكثر من 12 حزبا لا يجمعهم جامع ولا يربطهم رابط الا حسن الترابي .. وفازت الاحزاب بالدائرة وتحصلت على 12 الف صوت بينما تحصل هو على 10 الف صوت فصلى انصاره صلاة الشكر ..والنصر ....في رابعة النهار وعندما زاد المكر عليه ..وضيقت عليه الدائرة ..حتى خرجت مذكرة القوات المسلحة.. و ظن البعض ان السيف واصل للحلقوم ..حتى صاح البعض ياخيل الله اسرجي .. فجاءت الانقاذ ...وكان عرابها .. حتى قال رئيسها ان المركب لا تسع (ريسين ) فخرج الريس الترابي ..او اخرج ..وحتى عند الخروج ..لازال الشيخ يقول بان السبب هو بسط الحريات .. والرجل ..عريق في دعوته لبسط الحريات .. (تعكس كتابات حسن الترابي هذا المناخ الفكري والسياسي اللبراليين بوجه عام) «إذا كانت هناك نظرية للتغيير السياسي والسلطة في التفكير الإسلامي، فإن الأمر الأكثر رجحانا أنها موجودة لدى الترابي»-المصدر-ترجمة للخاتم عدلان لكتاب الاسلاموية وأعداؤها في القرن الافريقي)- هكذا هو شيخ حسن ..حتى وهو يقترب من الثمانينات .. لازال وهجه آسرا ..وذهنه متقدا .فتنسى الخرطوم صراعها المسلح في الغرب وانفلونزا طيورها ..وتنشغل بما يقوله حسن الترابي ..الذي حرك جمودها وسكونها ..بفكره واجتهاده ...وتجديده .. حتى اسقط في يد شيوخ اليسار ومن شايعهم الذين يركبون موجة الليبرالية والديمقراطية الان ....فالرجل ليس متزمتا ولا اصوليا..كما كانوا يروجون ..بل هو ليبراليا ..ومنفتحا ..ومجتهدا ومييسرا ..وعندما ايقنوا ذلك وتاكدوا .. تقدموا الصفوف الان ..للدفاع عنه ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|