الأربعاء 19/4 ، باستراحة النخيل ، ندوة حول قضايا طلّاب الشهادة العربية

Quote: لأبناء المغتربين قضية (2-2) تناولنا في الحلقة السابقة المعاناة التي يواجهها المغترب السوداني في تعليم أبناءه داخل السودان وقلت في أحد الفقرات ما نصه " تخيلوا معي أن أسرة يتقاضي عائلها ثلاثة ألف ريال سعودي شهرياً ورسوم ابنها الدراسية تفوق ذلك بكثير، هل سألنا أنفسنا وبكل تجرد من أين لهذا الأب المغلوب على أمره بمورد مالي يسد تلك الفجوة ناهيك عن متطلبات الحياة الأخرى." مما جعل أحد الأخوة يبعث برسالة على بريدي الإلكتروني معلقاً "من خشمك ولي الله" يا ليت كان متوسط دخل المغترب السوداني الشهري يعادل الثلاث ألف ريال، هناك من يتعاطي راتباً دون ذلك بكثير بل وفي أحايين كثيرة لا يتجاوز الألف وخمسمائة ريال أي ما يعادل ثمانمائة وثمانون ألف جنية سوداني وبلغة أهل الإنقاذ ثمانية وثمانين ألف دينار، هذا مبلغ زهيد لا يكاد يلبي احتياجات المغترب الأساسية ناهيك عن إسهامه في تعليم أبنه... انتهت الرسالة... وأنا بدوري أتفق معه تماماً ولعل الشغل الشاغل إضافة لهذه المعاناة المالية ما يمسى بالشهادة العربية ومقصلة التقييم... لا تحلموا بطب أو هندسة أو أي كلية أخرى هذا عنوان ما يسمى بتقييم الشهادة العربية، ربما يكون للقائمين على الأمر منطقهم ولكن أي منطق يجعل طالب يحرز نسبة 99.99% ولا يدخل كلية الطب على سبيل المثال، أحد الأصدقاء صاحب مزحة ثقيلة قال مداعباً لإبن أخيه الطالب الممتحن "أراك مجتهداً في مذاكرتك فأي كلية تود الالتحاق بها" قال الطالب " يا عمو كلية الطب" فرد العم " يا ود أخوي والله لن تدخل هذه الكلية وإن أحرزت نسبة 100%... تخيلوا معي حجم الإحباط والمعاناة النفسية لهذا الطالب ولأسرته.. (حاجة تقهر مش كده). سؤال يحتاج لإجابة من القائمين على الأمر.. هناك ما يسمى بدعم طلاب الولايات الأقل نمواً وهناك دعم لطلاب أسر الشهداء، لماذا لا تجدون مخرجاً لإبن المغترب كما وجدتم مخارج لأقرانه من أبناء الولايات الأقل نمواً أو أبناء الشهداء؟؟ وهل هناك شهيد أكثر من المغترب نفسه.. في استطلاع أجرته جريدة السوداني مع طلاب الشهادة العربية لفت انتباهي مقولة لأحدهم قائلاً "أنهم يشعرون بالتفرقة وأنهم مواطنين من الدرجة الثانية لا حقوق لهم ولا أمل في حل مشاكلهم مستقبلاً ". كلمة حق أخيرة: ثقتنا في بعض المسئولين كبيرة بأن يجدوا حلاً ناجعاً لهذه الإشكالية التي أرّقت مضاجع أولياء أمور طلاب المهجر والمغترب، فهل أنتم فاعلون... هذا ما نتمناه.