الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: إيران في «نادي الذرة» (Re: عبد الحميد البرنس)
|
إلى أين تسوقنا التناقضات الأميركيّة في معالجة المسألة الإيرانية؟ صالح بشير الحياة - 09/04/06//
هل يسع الولايات المتحدة أن تقيم حاجزا فاصلا مانعا بين مفاوضتها إيران بشأن العراق وبين إبداء أقصى التشدد حيالها في المجال النووي؟ وهل تراها واثقة، على ما تقول ويبدو أنها تعتقد، من الحفاظ على استقلالية المسارين وتوازيهما لا يلتقيان، كما تقضي القاعدة الهندسية المعروفة، ولا يتداخلان فلا تجد القوة العظمى الوحيدة نفسها مضطرة إلى البذل من أحد الصعيدين لنيل ما تراه حيويا على الصعيد الثاني؟ الأرجح، في صورة اعتقاد الولايات المتحدة حقا بإمكانية ذلك الفصل، أنها واهمة وهما قد يكون ناجما عن أضغاث القوة وما تزيّنه لصاحبها من خرافيّ الإستراتيجيات. والحال أن لواشنطن باعا طويلا في مثل ذلك الصدد تمثل مغامرتها العراقية أبرز تجلياته وأفدحها.
ذلك أن الولايات المتحدة ربما زجّت بنفسها، في شأن علاقتها بإيران، في وضع معضل. فهي، من ناحية، تُقبل على الجمهورية الإسلامية مفاوِضة أو محاوِرة، وتدبر عنها، من ناحية أخرى، مناهِضة متشددة، وذلك في أمرين استراتيجيين بالنسبة إليها يكادان يتساويان أهميةً: إحلال الاستقرار في بلاد الرافدين، شرطا لنجاح تعذر عليها وامتنع منذ أكثر من ثلاث سنوات، وإظهار المصداقية في سعيها إلى منع انتشار الأسلحة النووية وسواها من معدات الدمار الشامل، وحرمان بلد بات يكاد يحتكر بمفرده صفة «محور الشر» من امتلاكها، بصرف النظر عما تبديه الولايات المتحدة من انتقائية، يُفترض أن تضعف حجتها في المضمار هذا، إذ تمنع على إيران ما تسمح به للهند أو لباكستان، ناهيك عن إسرائيل.
في الأمر هذا إذاً ضرب من تناقض يكاد يبلغ مبلغ تربيع الدائرة. إذ كيف يمكن لواشنطن أن تقر لطهران بنفوذ إقليمي أكيد، كذلك الذي تستنجد به معترفة لها بموقع الشريك في الملف العراقي، وأن تسعى في الآن نفسه إلى الحؤول دونها والتمتع بتبعات ذلك النفوذ وما ينجر عنه قدرةً نووية. صحيح أن ليس بين المسعيين من تنافٍ من حيث المطلق، لكن المشكلة أن الموضوع ليس مطروحا على صعيد الإطلاقيات، أو كـ»حالة مدرسية» نظرية، بل في نطاق سياق استراتيجي بعينه، هو ذلك الآسيوي أو الجنوب غرب آسيوي، حيث تتضافر الأصولية والنفط وسباق التسلح في اجتراح وضع متفجر، يجعل من امتلاك أسلحة الدمار الشامل أو القدرة التكنولوجية على إنتاجها من عناصر النفوذ والمناعة. ومهما كان من تحفظ المرء (لأسباب ليست بالضرورة تلك الأميركية) على حيازة إيران ذلك الضرب من الأسلحة والقدرات، إلا أن الجمهورية الإسلامية لا تتصرف في هذا الصدد، إلا بمقتضى ما تراه حقا يلازم وزنا إقليميا تتوسمه في نفسها، اعتبارا لبيئتها المحيطة، وهذه باتت نووية، في غفلة من القوى الكبرى، والمنفردة بالعظمة منها تخصيصا، أو بفعل تواطؤها الانتقائي.
لكل ذلك، هناك استحالة موضوعية في أن يُقبل الطرفان، الأميركي والإيراني، على حوار بشأن العراق، وهما خاليا الذهن تماما من خلفيته النووية، بل أن هذه الأخيرة ستكون، على الأرجح، محورها البالغ الحضور وإن على نحو ضمني. إذ قد يتواجه في ذلك الحوار عرْضا مقايضة. أحدهما أميركي، ربما اتخذ شكل الاعتراف بنفوذ إيران في بلاد الرافدين، اعترافا يحلها منزلة الشريك على صعيد ذلك البلد وعلى صعيد المنطقة استطرادا، مقابل دفعها إلى التخلي عن طموحها النووي. أما ذلك الإيراني، فهو قد ينطلق تحديدا من ذلك الدور العراقي، برهانا على سمة مسؤولية ومصداقية دأبت واشنطن على نكرانها على طهران واتخذت من ذلك النكران بعض أبلغ حججها في مناهضة برنامج طهران النووي، تسبغ به الشرعية (تلك الأميركية) على طموحها ذاك وتنشد من خلاله أحقيتها به، عطفا على تلك التي تمليها، في نظرها، اعتبارات السيادة والحق المطلق.
وبصرف النظر عن تفاوت القوة بين المتحاوِرين اللدودين، ليس من المؤكد أن يكون الطرف الأضعف في هذه المواجهة، وقد أضحت «ودّية» وعدائية في الآن نفسه، هو الأضعف حجة. إذ ليس للولايات المتحدة، في نهاية المطاف، من مأخذ (مُعلن) على إيران في مسعاها النووي، غير اعتبار نسبي أو «ذاتي» إن جازت العبارة، هو عدم اطمئنانها إلى نظامها الحاكم وإلى عدم مسؤليته المفترضة، وهو اعتبار سيكون من اليسير على إيران إبطاله ودحضه والبرهنة على عكسه إن نجحت في الاضطلاع بالدور الذي تأمله منها واشنطن في استتباب الأمور في العراق. أما في ما عدا، فليس هناك من اعتراض لم يسبق للهند أو باكستان مثلا أن ذلّلتاه، برضا واشنطن أو على بعض مضض، غير رادعٍ البتة، منها. هذا ناهيك عن أن حاجة الولايات المتحدة إلى الدور الإيراني في بلاد الرافدين ملحّة، وهو ما سيُحسن مفاوضو الملالي استغلاله إلى أبعد الحدود، في حين أن طهران تُدرج إنفاذ طموحها النووي في أمد قد يطول، وتتوخى في شأنه طول النفس.
أما الإشكال الإسرائيلي، أي الخوف على أمن الدولة العبرية، فهو قد لا يكون فاعلا معضلا بالقدر الذي توحي به التصريحات، من هذا الجانب أو ذاك، وصيحات الفزع الدعائي. إذ يُستبعد بل يتعذر أن تخاطر إيران، حتى لو كان صاحب القرار فيها برعونة رئيسها الحالي محمود أحمدي نجاد، بإلحاق شطط القول بشطط الفعل فتقدم على مهاجمة «الكيان الصهيوني»، المتفوق عليها نوويا، بقدراته الذاتية، ناهيك عن قدرات حليفه الكبير و»أناه الآخر»، الولايات المتحدة.
بل قد لا يوجد ما يمنع من تصور سيناريو، أجله المدى البعيد أو المتوسط، مفاده نشوء استقطاب ثنائي، على الصعيد الإقليمي بين إيران وإسرائيل، كذلك القائم بين الهند والصين في الشرق الأقصى، يمعن في تهميش العرب، وهم مهمشون أصلا، ويكون وسيلة إسباغ الشرعية على قوة إسرائيل النووية، وربما جعلها ضرورة لدى البعض يحتمي بها من خطر يراه أفدح... علما بأن ضرورات البقاء قد تبيح محظورات التطبيع، كما دلت التجربة غير مرة.
ولعلنا، إن قرأنا مجريات أحداث الشرق الأوسط انطلاقا من هذه الفرضية، متوصلون إلى استنتاجات «مشوّقة» أو لا تخلو من إثارة...
http://www.alhayat.com/opinion/currents/04-2006/Item-20...4f7d13da2/story.html
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
إيران في «نادي الذرة» | عبد الحميد البرنس | 04-12-06, 05:42 PM |
Re: إيران في «نادي الذرة» | عبد الحميد البرنس | 04-12-06, 06:12 PM |
Re: إيران في «نادي الذرة» | هشام مدنى | 04-12-06, 06:16 PM |
Re: إيران في «نادي الذرة» | عبد الحميد البرنس | 04-12-06, 06:50 PM |
Re: إيران في «نادي الذرة» | عبد الحميد البرنس | 04-12-06, 07:32 PM |
Re: إيران في «نادي الذرة» | عبد الحميد البرنس | 04-12-06, 07:57 PM |
Re: إيران في «نادي الذرة» | عبد الحميد البرنس | 04-13-06, 05:34 AM |
Re: إيران في «نادي الذرة» | عبد الحميد البرنس | 04-14-06, 03:02 AM |
Re: إيران في «نادي الذرة» | عبد الحميد البرنس | 04-15-06, 11:33 AM |
Re: إيران في «نادي الذرة» | Outcast | 04-15-06, 05:10 PM |
Re: إيران في «نادي الذرة» | هاشم نوريت | 04-15-06, 06:47 PM |
Re: إيران في «نادي الذرة» | عبد الحميد البرنس | 04-16-06, 12:17 PM |
Re: إيران في «نادي الذرة» | عبد الحميد البرنس | 04-16-06, 12:22 PM |
Re: إيران في «نادي الذرة» | khaleel | 04-16-06, 12:59 PM |
Re: إيران في «نادي الذرة» | عبد الله عقيد | 04-16-06, 01:49 PM |
Re: إيران في «نادي الذرة» | Adil Al Badawi | 04-17-06, 02:03 AM |
Re: إيران في «نادي الذرة» | عبد الحميد البرنس | 04-17-06, 08:22 AM |
Re: إيران في «نادي الذرة» | عبد الحميد البرنس | 04-17-06, 08:26 AM |
Re: إيران في «نادي الذرة» | عبد الحميد البرنس | 04-17-06, 08:31 AM |
Re: إيران في «نادي الذرة» | عبد الحميد البرنس | 04-17-06, 08:42 AM |
Re: إيران في «نادي الذرة» | عبد الحميد البرنس | 04-18-06, 01:27 AM |
|
|
|