|
هل تنقلب الآية ويصبح أهل دارفور عملاء .... اسماء محمد جمعة
|
نقلا من سودانايل يوم 11 أبريل 2006
رسالة من على دينار يحفظها التاريخ
هل تنقلب الآية ويصبح أهل دارفور عملاء ويكتب عنهم التاريخ كما كتب عن الآخرين أسماء محمد جمعة [email protected] عندما نشبت الحرب العالمية الأولى كان السودان تحت سيادة بريطانيا وكان أهل السودان قد بدءوا يتلمسون الطريق إلى المصالح الشخصية داء السلطة بدأ ينتشر وحين نالت البلاد استغلالها كان الكثير من الشعب قد أصبح مريض بالسلطة بشدة معظمهم من أبناء زعماء الطوائف الدينية وزعماء القبائل . عموماً ليس هذا حديثنا ألان فحديثنا يتعلق بأمر دارفور لان في ذلك الوقت كان (على دينار) قد ناصر المهدية وشارك في معركة أم درمان وعاد إلى دارفور حاكماً عليها ، وقد بدأت إرهاصات الحرب العالمية وكانت تركية هى المتزعمة للدول الإسلامية وكانت ألمانيا والنمسا صديقتا العالم الإسلامي تقفان ضد بريطانيا فخافت بريطانيا من أن يؤثر ذلك على رعاياها في العالم الإسلامي فلجأت إلى الشخصيات المؤثرة في السودان ليدعموا موقفها ، ومن هؤلاء الشخصيات بعض زعماء الطوائف الدينية التي تزعمت السياسة في السودان وبعض من زعماء بعض القبائل ، هؤلاء الزعماء السودانيون وقفوا مع الحكومة البريطانية وأدانوا تركيا كما طلبت منهم بريطانيا وقد طلب الحاكم الإنجليزي نفس الطلب من على دينار و أن يدين تركيا . إلا أن على دينار رد انه لن يدين تركيا لأنها زعيمة الدول الإسلامية ولن يؤيد برطانيا لأنها وقفت ضد تركيا المسلمة وعزلت خديوى مصر المسلمة وكتب خطاب الى الحاكم البريطاني ورد فيه .
(لقد تعودت أن تكون لدي ثقة كبرى في حكومتكم والفوائد التي يمكن أن احصل عليها منها . ولكن قبل نشوب الحرب أصبحنا متأكدين من نيتكم في الاستيلاء على دارفور في هذا العام . كما أعلنت في الملأ في المديريات والمراكز . ومن الوقت الذي عرفنا فيه قصدكم للاستيلاء على دارفور أكملنا استعداداتنا انتظاراً لما يمكن أن يحدث دون وجل .
وأنني أقسم بالله أنني لا أخشى احداً غير الله وأنني لا أقصد الاعتداء على أحد ولكن أولئك الذين يحاربوننا فإننا سنحاربهم … تقول انك لم تفعل شئاً ضد الإسلام ولكنك تعلم أنك فعلت كل شي لتزييفه. وأنك لم تترك شيئاً فى الإسلام لم يمس . ولذلك فاننا نرجو أن يفصل الله بيننا وبينكم . وانه لخير الحاكمين ).
من قرأ هذا الخطاب يوماً من ابناء دارفور لا اعتقد أن هناك أحد قد قراءه والا فإن من يعرف تاريخه لا يمكن أن يسىء اليه ...وهل يعقل الان وبعد كل هذه السنوات يتراجع ابناء دارفور بهذه الطريقة ويضربون بتاريخهم عرض الحائط غير عابئين بما يحدث في العالم ، ويستعينوا بإعداء الاسلام لانقاذهم من مشاكل كان أهل دارفور لا يطلبون لحلها مساعدة قبيلة من السودان ناهيك عن دول، والمعروف أن على دينار كانت له خصومات عديدة مع قبائل دارفور ورغم ذلك لم يحدث أن دخل معهم في حرب مفتوحة ولم يكتب لاحد غير مسلم يطلب منه المساعدة لانه يعرف انهم أهله ويجمعهم الإسلام ومهما بلغت بينهم الخصومات لن تتعدى المسائل العادية وأن الإسلام بينهم ، كما أن على دينار تعامل مع خصومه ولم يحدث أن دخل معهم في معركة ميدانية وقد استعان بهم في حكومته .ما الذى حدث ليتدهور الفهم السياسي عند أهل دارفور بعض مضى ما يقارب القرن من الزمان ، هلا جلس أهل دارفور وراجعوا انفسهم .
على أثر ذلك الخطاب لم يستمر حكم على دينار كثيراً فقد شعرت بريطانيا أن الإسلام يهددها من السودان فسيرت جيش يضم في صفوفه بعض السودانيين وسقطت الفاشر في مايو من عام 1916 .
نعود ونقول التاريخ لا ينسى والسمعة ولا طولة العمر وأهل دارفور سمعتهم عبر التاريخ كانت نظيفة أرجو أن لا يدنسها أهلها فيصبحوا على ما فعلوا نادمين و حتى لا يعيبهم ويعيب أبناؤهم أهل تلك الطوائف والقبائل في المستقبل كما يعابون هم الان حين يحتد النقاش في مواضيع تتعلق بالوطن ويقولون لبعضهم ( امشى أنت واحد وجدك عميل انجليز ) حقاً أرجو أن يخاف أهل دارفور من هذا المصير .فما يحدث الان ينذر بذلك . ونرجو أن يحافظ ابناء دارفور على سمعتهم الطيبة وأن يعتبروا مشكلة دارفور محنة وقد كشفت المشكلة الكثير المثير الذى نتمنى أن يكون بمثابة الدرس والعبر لمسيرة دارفور التي لن تنتهى الا بقيام الساعة وحتى لا يكتب عنهم التاريخ . فقد مضى على دينار ولكن التاريخ لم يمضي ولن يمضى
|
|
|
|
|
|
|
|
|