صادق عبدالله عبد الماجد و جماعته يقودون حملة واسعة ضد تحصين الاطفال......... لمصلحة من؟

Quote: حاطب ليل عبد اللطيف البوني [email protected] نقطة نظام اللالوب ثمر لشجرة برية تنبت في السافنا الفقيرة وبالتالي الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد رجل مجمع على احترامه وتقديره ،إن صعب مثل هذا الإجماع فهو من المعتصمين بمبادئهم أبعد ما يكون عن الميكافيلية التي هي ديدن كل سياسي، لم يظهر فجوراً في الخصومة ولا فحشاً في القول محاربا بقلمه للفساد والمفسدين (وقف ألفاً أحمر )لسياسة التحرير ورفع يد الدولة من الخدمات الضرورية أصبح له منهج تحليلي ثابت وهو يقوم على نظرية المؤامرة. ففي تقديره أن هنالك قوة دولية مخترقة للمجتمعات الإسلامية هدفها النهائي تدمير تلك المجتمعات وذر رمادها للريح، لقد توسع الشيخ صادق كثيراً في نظرية المؤامرة لدرجة يخشى معها أن يسند انفلونزا الطيور لتلك المؤامرة الدولية. الشيخ صادق صدح برأي صارم متعلق بمصير الأطفال إذ قال إن التطعيم ضد شلل الأطفال ما هو إلا مكيدة صهيونية ماسونية سوف يتسبب في كوارث مستقبلية منها إعاقات عقلية وجنسية وعاهات أخرى) وقد كان هذا الرأي بمثابة الصدمة للعاملين في الحقل الطبي ابتداءً من منظمة الصحة العالمية مروراً بوزارة الصحة الاتحادية انتهاءً بكل العاملين في هذا الحقل ،ودون شك أن هذا الرأي أربك المواطن العادي ،فالقابلية للتصديق بنظرية المؤامرة عالية جداً وفي نفس الوقت فائدة وحاجة الناس لهذا التطعيم عالية جداً .فكان من الطبيعي أن يدور حوار ونقاش هادئ وعنيف حول هذا الأمر. بادئ ذي بدء لابد من تجريد هذا الأمر من أي ظلال دينية وسياسية داخلية فالشيخ صادق لم يصدر فتوى دينية إنما قال برأي فيه تشكيك بأمر مادي بحت فمجرد أن شيخ صادق رئيس حزب إسلامي وداعية إسلامي هذا لا يعطي حديثه بعداً دينياً ،كما أنه شخصياً لم يقل بإنه صاحب فتوى في هذا الأمر وبالتالي يصبح بيان اتحاد علماء المسلمين في هذا الشأن لا مكان له من الإعراب، فالخلاف بين شيخ صادق ومن رأى رؤيته واتحاد علماء المسلمين ليس خلافاً في أمر ديني مثل إمامة المرأة أو زواجها من غير المسلم أو حجابها إنما خلاف في مصل طبي .هل هو ضار أم نافع وهذا الأمر يحدده علماء الطبيعة من أطباء وأساتذة أحياء دقيقة وكيمياء عضوية وغيرهم. فإدخال أي أمر في الدين وترك القول الفصل فيه لعلماء الدين فيه ظلم للدين والدنيا. فاليوم مثلاً لدي رأي مسنود بوقائع ماثلة بأن تقاوى القمح الذي يجري حصاده الآن في الجزيرة مضروبة حتى النخاع وهناك خبر يقول إن تقاوى الذرة في مشاريع النيل الأبيض كانت مضروبة وإن طلمبات المياه في مشروعي الحرقة ونور الدين كانت مخالفة للمواصفات المطلوبة فزادت هؤلاء البؤساء بؤساً على بؤسهم، وهناك رأي بأن فريق الهلال تآمر عليه الحكام العرب في الدار البيضاء وفي أمدرمان ،كل هذه الأمور أمور دنيوية لا ينبغي التعامل معها كمسائل دينية حتى ولو افترضنا أن المستهدفين هم المسلمون كما قال الشيخ صادق حول مصل شلل الأطفال. «فالشغلانة» مكانها المعامل أولاً ثم، المحاسبات الإدارية. الأمر الثاني لابد من تجريد هذه الأمور من ظلال السياسة المحلية، نعم قد تكون هنالك قوى سياسية دولية متحكمة في صيرورة الحركة السياسية العالمية ولكن هذا لايعني إدخال أي شئ في إطار السياسة المحلية ،فلا علاقة لشلل الأطفال وانفلونزا الطيور وتقاوى قمح الجزيرة وطلمبات الحرقة ونورالدين وتقاوى بحر أبيض وإزالة غابات النيل الأزرق صلة مباشرة بدكتور نافع وباقان أموم وسيد أحمد الحسين وخليل ابراهيم ومني أركو نعم يمكن للوزارات المختصة كالصحة والزراعة أن تتدخل من ناحية مهنية بحتة وليس من ناحية سياسية. وقصدنا من كل الذي قلناه أعلاه لا يعدو أن يكون نقطة نظام بقصد توجيه النقاش الوجهة السليمة على حسب تقديرنا ،أما في ما يتعلق بلقاح تطعيم الأطفال فتجربتنا مع منظمة الصحة العالمية تجربة مفيدة وليس فيها ما يشكك فيها فقد قضت مشكورة على مرض الجدري نهائياً ،كذلك قضت على الحصبة وعلى السل وشلل الأطفال ولكن للأسف هذا الثالوث عاد أخيراً عندما توقفنا عن تعاطي اللقاحات. ثمة سؤال هل لمنظمة الصحة العالمية لقاحات متنوعة للوباء الواحد؟ بمعنى أنها تعطي الأوربيين لقاحاً والهندوس لقاحاً والبوذيين لقاحاً والمسلمين لقاحاً؟؟؟ قولدا مائير عندما رأت الإنتاج البشري الغزير للفلسطينيين أمرت بإضاءة كل شوارع المدن الفلسطينية!!!