مدخل الى فكر محمد أركون

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-23-2024, 03:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-08-2006, 04:16 PM

Mohammed Elhaj
<aMohammed Elhaj
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1670

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدخل الى فكر محمد أركون (Re: Mohammed Elhaj)

    الإسلاميات الكلاسيكية نلاحظ أن اركون يستخدم مصطلح الاسلاميات الكلاسيكية بدلا من الاستشراق في معظم الاحيان لان كلمة "استشراق " أصبحت ملوثة أكثر من اللزوم بسبب الجدال الايديولوجي الحامي الذي دار حولها منذ الستينات على الأقل. وهناك نصان أساسيان لاركون (أي نصين منهجيين ونظريين) يتحدث فيهما عن هذا المصطلح. الأول هو مقدمته للطبعة الثالثة من كتاب (مقالات في الفكر الإسلامي) (عام 1984)،والثاني هو الفصل الأول من كتابه الشهير (نحو نقد العقل الإسلامي) (طبعة أولى 1984),يضاف اليهما نص ثالث مهم يتناول مباشرة موضوع الاستشراق هو:
    "خطابات إسلامية، خطابات استشراقية، وفكر علمي ".
    وهناك بالطبع اشارات تطول أو تقصر إلى هذه المناقشة المنهجية الكبرى التي شغلت اركون دائما كما قلنا. وهي منبثة على مدار أعماله المختلفة. وسوف نتعرض لها كلما دعت الحاجة. وسوف تكون نقطة انطلاقنا الأولى عندئذ كتابه الكبير الأول: الإنسية العربية في القرن الرابع الهجري.
    يقول في النص الأول معرفا هذا المصطلح "إن الإسلاميات الكلاسيكية هي مجمل المعرفة الغربية المتجمعة عن الاسلام منذ أوائل القرن التاسع عشر وحتى الخمسينات من هذا القرن.
    وقد لعبت هذه المعرفة (أي الاستشراق في الواقع) دورا ايجابيا لايستهان به في اندلاع ما يدعوه العرب "بالنهضة". وأهم المكتسبات التي حققتها وأقلها عرضة للرفض والجدال هي:الطباعة النقدية لمجموعة من كبريات النصوص العربية - الإسلامية الكلاسيكية، هذه النصوص التي كانت مطموسة ومنسية لعدة قرون حتى من قبل المسلمين والتراث الإسلامي نفسه. إن عملية نبش النصوص من مرقدها وتحقيقها على الطريقة الفللوجية الدقيقة (أي الفقهلغوية) لا تزال ابعد ما تكون عن الانتهاء. ذلك ان هناك مخطوطات عديدة جدا مدفونة في طوايا المكتبات العالمية، ولم تحقق بعد ولم تر النور. ومن المعلوم أن المنهجية الفللوجية الصارمة تشكل احدى الميزات الاساسية والملازمة للاسلاميات الكلاسيكية. ومن المؤسف له ان تحقيق النصوص الاسلامية القديمة في العالم العربي لا يراعي ابسط قواعد هذه المنهجية الفللوجية التي مورست في الغرب بدءا من القرن السادس عشر لبعث التراث الاغريقي - اللاتيني ".
    هذا فيما يتعلق بايجابيات المنهجية الفللوجية، فماذا يمكن ان نقول عن سلبياتها؟ يضيف اركون قائلا:
    ("على العكس من ذلك فان الاسلاميات الكلاسيكية تبدو ضعيفة وهشة عندما نكتشف مسلماتها الضمنية او الصريحة،وكذلك عندما نتفحص عن كثب منهجياتها وبالتالي تأويلاتها(للاسلام بالطبع).ونحن اذ نقول هذا لا نريد ان ننخرط في تلك المحاكمة الاتهامية والايديولوجية ضد الاستشراق كما يفعل كثير من المثقفين العرب والمسلمين اليوم. فهم يكتفون بان يحلوا التبجيل الدفاعي أو الايديولوجيا العدوانية محل الاستشراق أو في مواجهته. هذا في حين أن المشكلة الحقيقية تكمن في الكشف عن المسلمات الضمنية والخفية للاستشراق. أي ارتباطه بما يمكن أن ندعوه بالتشكيلة الثقافية للعصر الكلاسيكي في الغرب ".
    هكذا نجد أن اركون يموضع نقده للاستشراق على الصعيد الابستمولوجي لا الايديولوجي على عكس ما يفعله معظم المثقفين العرب أو المسلمين أن لم نقل كلهم.
    ثم ينهي اركون كلامه قائلا:
    "لقد آن الأوان لكي نتجاوز النزعة الاخلاقوية أو الوعظية السائدة في الجهة العربية - الإسلامية. وكذلك ينبغي تجاوز الخطابات الايديولوجية الطنانة والسهلة التي لا تكلف اصحابها شيئا يذكر. ينبغي تجاوز كل ذلك لكي ننخرط في نقد ابستمولوجي عميق لكل من النظامين الفكريين التاليين: النظام العربي - الاسلامي الكلاسيكي من جهة، والنظام الغربي من جهة أخرى".
    ويمكن القول بأن اركون كرس حياته كلها لانجاز هذا المشروع النقدي الكبير.
    أما النص الثاني ؟ الذي يتحدث فيه عن الإسلاميات الكلاسيكية (أي الاستشراق التقليدي) فهو. "نحو إسلاميات تطبيقية". وفيه يقول ما يلي:
    "إن الإسلاميات الكلاسيكية هي عبارة عن خطاب العربي حول الإسلام, أي خطاب يهدف إلى العقلنة في فهم الإسلام. ولكن كلمة إسلاميات (Islamologie) ومصطلحاهما اختراع غربي بحت. ذلك ان المسلمين يكتفون بالتحدث عن الإسلام مثلما يفعل المسيحيون عندها يتحدثون عن المسيحية".
    إذن بعد أن اخترعت الكلمة في اللغات الاجنبية تم ايجاد مقابل لها في اللغة العربية عن طريق الترجمة. والواقع ان هذا ما يحصل للكثير من المصطلحات والمفاهيم عندنا. فبما ان الغربيين (من مستشرقين أو غير مستشرقين) هم ألذين ينتجون العلم في العصر الحاضر، وبما اننا نحن الذين نتلقاه جاهزا فاننا مضطرون إلى ترجمة المفاهيم والمصطلحات مثلما نترجم المعاني والأفكار. ولا ينبغي أن نستهين بالجهد المبذول من أجل عملية النقل والترجمة. فهو ليس بسيطا أو سهلا إلى الحد الذي يتصوره البعض. فإذا كنا لا نستطيع حتى الآن أن نبدع في مجال العلم, فلنحسن الترجمة والنقل على الأقل..
    مهما يكن من أمر فان اركون يرى ان هذا العلم لم يحظ حتى الآن بدراسة نظرية تكشف عن نوعية منهجيته وطبيعة فرضياته ومسلماته الضمنية كما العلنية. وهو هنا يريد ان يفعل ذلك. فما هي المآخذ الاضافية التي يأخذها على علم الاسلاميات الكلاسيكية؟ يلاحظ منذ البداية "بأن الإسلاميات الكلاسيكية تحصر مهمتها في دراسة الاسلام من خلال كتابات كبار الفقهاء والمفكرين الاسلاميين الكلاسيكيين الراسخين أو المكرسين. وللوهلة الأولى تبدو هذه المنهجية وكأنها حريصة على الدقة والموضوعية. فبما ان عالم الإسلاميات يعرف انه خارجي على موضوع دراسته, وبما أنه يريد ان يتحاشى اطلاق أي حكم اعتباطي أو تعسفي فانه يكتفي بنقل مضمون كبريات النصوص الإسلامية الكلاسيكية أو الحديثة إلى اللغات الاجنبية (من فرنسية، وانكليزية، وألمانية, وايطالية، الخ...).
    وهكذا يتصرف عالم الاسلاميات وكأنه دليل بارد في متحف. إنه يدلك على اللوحات دون أن يتدخل في شيء, أي دون ان يفسرها او يقيمها أو يساعدك على فهمها. والبرهان على ذلك هو إن العلاقة الفعلية المعاشة التي يتعاطاها المسلمون المعاصرون مع هذه النصوص, أو انقطاعهم الفعلي عنها لاتهم عالم الاسلاميات ولا تدخل ضمن دائرة اختصاصه بحسب زعمه (فهذه مسائل داخلية تخص المسلمين فقط ولا علاقة لنا بها كما يردد المستمشرقون دائما).
    ولكننا نعلم ان مسألة الاستمرارية/ والقطيعة هامة جدا بالنسبة لمؤرخى الفكر ولا يمكنهم تحاشيها إذا ما ارادوا أن يقوموا بعملهم بشكل جيد. يضاف إلى ذلك أنها لا تدرس بشكل نظري أو تجريدي فقط, وانما بشكل واقعي محسوس ومن خلال التحريات الميدانية. فهي وحدها التي تكشف لنا عن مدى علاقة المسلمين المعاصرين او لا علاقتهم بنصوصهم القديمة. فلا يكفي ان يقول المسلم بانه مسلم لكي نعتقد بأنه يعرف نصوص تراثه (وبخاصة الكتابات الكبرى في العصر التأسيسي: أي نصوص كبار الفقهاء ومؤسسي المذاهب كالشافعي وابن حنبل ومالك وأبى حنيفة وجعفر الصادق وعبدالله بن اباض, إلخ... ثم نصوص كبار المتكلمين والفلاسفة والمعتزلة...". هذا بالاضافة إلى النص التأسيسي الأكبر أي القرآن الكريم ذاته. فليس مؤكدا أن كل المسلمين يعرفونه عن كثب...) وكذلك نصوص الحديث والتفاسير القرآنية العديدة. وكتب الاخبار والتاريخ...
    يضاف إلى هذا المأخذ الانتقادي على الإسلاميات الكلاسيكية مأخذ آخر مرتبط به تماما هو. ان الاسلام الوحيد الذي يهم ""المستشرق " أو عالم الاسلاميات الكلاسيكي " هو في الواقع الاسلامي الرسمي المرتبط بالدولة والسلطة واللغة الفصحى والثقافة العالمية (أي ثقافة الخاصة أو النخبة). بل وان الباحتين العرب أو المسلمين الذين يتاح لهم ان يصبحوا اساتذة في جامعات أوروبا وأمريكا ويمارسون علم الاسلاميات يتبعون المستشرقين من هذه الناحية. فهم ايضا لا يهتمون الا بالاسلام الرسميالمذكور آنفا. هذا يعني أنهم يستبعدون من ساحة الدراسة كل القطاعات والجوانب التالية:
    1 - كل التعبير الشفهي للاسلام.، وبخاصة ذلك المتعلق بالشعوب التي لا تعرف الكتابة. كالبربر والأفارقة والجماهير الشعبية والأمية بشكل عام.
    2 - المعاش غير المكتوب وغير المقال, أي الذي لا يجرؤ احد على قوله أو كتابته بسبب الرقابة الايديولوجية الصارمة وسيطرة الحزب الواحد على وسائل الاعلام. (ان تقول ما لاتفكر فيه, وإن تفكر شيئا في اعماق نفسك ولكن دون ان تجرؤ على قوله. من هنا هيمنة النفاق والازدواجية على الساحة العربية – الاسلامة).
    3 - المعاش غير المكتوب ولكن المقال والمحكي في الندواتوالجوامع والمدارس والجامعات. فالمستشرق يظل محصورا "بالنصوص التمثيلية" أو "الشرعية" للاسلام الكلاسيكي, أو بكتابات الاصلاحيين السلفيين في القرن التاسع عشر. ولكنه يهمل محاضرات حية لشخص كمحمد سعيد رمضان البوطي على الرغم من انه يجمع حوله الآلاف المؤلفة في أحد جوامع دمشق. ويمكن ان نذكر ايضا اسم متولي الشعراوي في مصر، أو اسماء بقية خطباء المساجد والوعاظ الكبار. فهؤلاء يؤثرون على الشعب اكثر بكثير مما تؤثر النصوص الكلاسيكية. (في الواقع ان المستشرقين الجدد أصبحوا يهتمون بكتابات هؤلاء السلفيين الجدد، وكذلك بكتابات قادة الحركات الاصولية كراشد الغنوشي أو حسن الترابي أو غيرهما. وأصبحوا ينقلون نصوصهم إلى اللغات الاجنبية ولكن ضمن منظور المنفعة السياسية المباشرة والسريعة، أكثر مما هو ضمن منظور التحليل الابستمولوجي العميق. سوف نتعرض إلى هذه النقطة فيما بعد)0 انهم يريدون خدمة مجتمعاتهم الغربية بالدرجة الأولى لا خدمة المجتمعات الاسلامية المدروسة.
    4 - إهمال النصوص المعتبر بأنها غير تمثيلية للاسلام. اي اهمال الاسلام. الشيعي والاباضي (أو "الخارجي ")، وتركيز الانتباه فقط على الاسلام السني المعتبر انه يمثل كل الاسلام أو يمثل الارثوذكسية (أي الاسلام "الصحيح والمستقيم "، واما ما عداه فبدع وهرطقات). والواقع ان الاسلام السني ليس الا عبارة عن تنظير عقائدي دوغمائي جاء فيما بعد أو كتب فيما بعد من أجل تبرير ما حصل وخلع المشروعية على الأمر الواقع. (أي خلع التبرير والمشروعية على سلسلة من الاعمال التاريخية والسياسية التي كانت قد حسمت عن طريق القوة منذ الأمويين. الامويون هم أول من صادر الدين عندما ربطوه بالسلطة السياسية واستخدموه لخلع المشروعية على سلطتهم التي اقتنصوها عن طريق القوة المحضة).
    فالاسلام السني مرتبط جدا بالسلطات السياسية التي كانت قد تعاقبت منذ الامويين ( 661 م) وحتي يومنا هذا وبالتالي فينبغي الاعتراف بمشروعية الاسلام الاباضي والاسلام الشيعي لكي يحصل الحوار مع الاسلام السني ويتم توحيد المذاهب الاسلامية بعد طول الفرقة والشقاق.
    5 - اهمال كل الانظمة السيميائية - الدلالية غير اللغوية (أي التي تدل عن طريق الايحاء والرمز والاشاراة، أو "اللغة" غير اللغوية). نذكر من بينها. الاساطير المو######## أبا عن جد (حكايا الجدات في ليالي الشتاء)، والشعائر، والطقوس,والموسيقى، وكيفية تنظيم الزمان والمكان, والعمران, وكيفية تنظيم الشوارع والمدن, والديكور الداخلي (حتى الديكور له لغة)، وفن العمارة، والفن التشكيلي, والأزياء، والمطبخ, وبنى القرابة، والبنى الاجتماعية.. وعموما كل العلامات والرموز التي يضج بها المجتمع, أتي مجتمع ("امبراطورية العلامات", بحسب تعبير الناقد الفرنسي رولان بارت).

    نفس المصدر
                  

العنوان الكاتب Date
مدخل الى فكر محمد أركون Mohammed Elhaj04-08-06, 03:31 PM
  Re: مدخل الى فكر محمد أركون Mohammed Elhaj04-08-06, 04:16 PM
  Re: مدخل الى فكر محمد أركون Mohammed Elhaj04-09-06, 08:05 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de