التصفيق الذي يثير الإشمئزاز

Quote: الذي يميز الإنسان عن الحيوان هو رغباته ( الجسدية و الجنسية ) .. فذاك النمر يعرف أن المدرب الذي بيده السوط يطرقعه مذكراً إياه بالعقاب و في نفس الوقت بالحرمان من الطعام .. فإن عقلية النمر تتركز في إشباع غريزة الجوع في ذاك الوقت .. و رغم أنه يمكنه ببساطة الإندفاع و إفتراس المدرب و لا يعرف عواقب فعلته إلا أن بعض الخوف يقف حائلا .. إذن تساوى البعض مع حيوانية النمر هذا .. فالبعض خوفا من بطش الحاكم تلين قناته و البعض طمعا في لقمة طرية .. و مسكن هانيء و مركب وثير .. الثوري قديماً كانت له منعطفاته التي تغنيه عن مغريات الحاكم : مثل الإيمان بأن التغيير آتٍ لا محالة و أن الشعب لا يزال يؤمن بالتغيير و أن أدوات النضال لا زالت يانعة و متوهجة .. و لكن من الخطورة بمكان أن يركن الثوريون إلى الدعة و مهادنة الحاكم الظالم .. لأن عزيمة الشعب تفتر و جمرة النضال تخبو و شعلة الثورة يضيع أوارها و تنمحي .. في أيامنا هذه .. فإن ماكينة الماديات ، و أسلوب أنا مالي .. و يا روح ما بعدك روح .. و أنا ما أحسن من فلان .. و أحسن نركب الموجة .. كل هذه مثبطات مكتسبة و من السهل نقلها كعدوى الملاريا في سرعة البرق .. زمان كان مثل هذا التصفيق يثير الإشمئزاز في العموم .. لأن التصفيق كان نشازاً يقف وحيداً وسط أصوات التذمر الصاخبة أما الآن عزيزي محمد فإن التصفيق النشاز صارت له نوتة موسيقية عالية التطريب ، يضيع إيقاعه وسط تُمْتم ( موت الجماعة عرس ) و دليب ( كلنا في الهوا سوا ) و نمة ( دار أبوك كان خربتْ شيل لك منها شيلة ) و مسادير ( ملعون أبوكي بلد ) .. و هلم نشازاً ..