|
Re: الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ... (Re: عبد المجيد محمود)
|
الحنين إلي الابن :- فكر الابن في الاغتراب ، ووقف أمام والدته المريضة مستبشراً إياها ومودعاً ، أبت عليه ذلك لأنه لا يحتاج إلي الغربة في شيء إذ أن الحال ميسور ، وهي تحتاجه ليرعاها خاصة وهو ابنها الوحيد ، لكن هوس الاغتراب كان معشعشاً في رأسه فأصر علي الرحيل ، متعللاً بتحسين الوضع ولما يئست وأيقنت أنه لا محالة تاركها ، صبت عليه حنيناً جماً من عواطفها الجياشة ، فابتدرته قائلة :- (والشاعر علاء الدين عبد العزيز هنا يتحدث بلسان حال الوالدة ) …
عــافــيـــة مــنــك وراضـيــة عــنــك سـو رضايـا ومـــا بـيـخـــيـــب الــرضــا والـــدتــو يـا جــنـايـا أنت مـن يـا دوب صـغـيـر مـن زمـان دايماً مـعايا أنـت ديـمـه أمـامـي ســايــر مـا بخـليـك بـي قـفايـا ما بتغيب من عـيـني لحظة ولا حصل سبتك ورايا لا من الله يشيـل أمانتوا أنا ببقي خاصاك بالرعـاية
هذه الوحدة تصور حنان الأم الشديد وشفقتها علي ابنها وفيها دلالة علي اهتمام الأم بابنها وخصوصيتها برعايته علَه يتذكر ذلك . وفيها من روائع النظم والبيان ، اقتباس من قول الرسول (ص) : ( رضا الله في رضا الوالدين وسخطه في سخطهُما ) ، ثم المجاز بعلاقة الجزئية في كلمة ( عيني ) إضافة إلي ذلك نكران الذات في التربية واهتمام الوالدة بالابن حتى المشيب أو الرحيل إلي الدار الأخرى فخصوصية العناية والرعاية لا تنتهي في سن معينة بل تستمر لأن هذا النبع الرباني متدفق لا تحده حدود ولا تغيره ظروف أو حياه بل هي فطرة تجبل في جميع الكائنات من حيث هي . ثم يضيف بعد ذلك ...
ليَ يـرعـاك البيــرعي ليَ بيـك يبـرد حشايـا أصلك أنت هديـه منو والله بيـك أجزل عطايا جيتني واحد مالي تانى رحمه في آخر صبايا قبـل مـا أفقـد قـدرتي وقبـل مـا تنـهـار قـوايـا جيتني ذي بـدر منور وفجأة طليـت في سمايا
تدعو الأم إلي ابنها بأن يحفظه الله ويرعاه ، وهي تشكر الله تعالي الذي أنعم عليها بهذا الابن في آخر فترة الإخصاب والإنجاب . وتظهر الصورة الجمالية في هذه الوحدة في تشبيه الابن بالبدر المكتمل ، والذي أطل علي دنياها المظلمة وتشبيهه كذلك بالرحمة ، كذلك انهيار قوي الأم ، والكناية في ( يبرد حشايا ) والتورية في كلمة ( سمايا ) كلها في صياغ يجَر إلي الحنين الشديد . ويلي ذلك …
انت لما خلاص كبرتا دار تسيبني أعيش برايا دار تفـارقني وتسـافر والحـزن يصـبـح جـزايا كيف يهون لك تحزن أمك شان تحقق ليك غاية
يظهر هنا عتاب الأم لابنها الذي أراد أن يهاجر ويتركها أسيرة الحزن ، فرأت في ذلك عدم تقدير لها من ابنها ، إذ أنه فضل تحقيق غاياته الخاصة علي حساب مشاعر أمه الشفوقة ، وتظهر هنا اللهجة العامية في عربية شمال السودان ، فنلاحظ التخفيف في كلمة ( دار ) وكلمة ( شان ) لننساق مع اللحن عطفاً وحنيناً .
كان مسافـر شان علاجي بلـقي في شوفـتـك دوايا وكان عشـان تسـقيـنـا نهـلك نحـن بي حنـك روايا كان عشـان كرعينـا راحـل نحـن بي بـعـدك حفايا كان مهاجـر شان تـعرس خير أبـوك مـالي التكايا خيرو وافر أبـوك يحـمدوا مراحو ملـيـان بالسعايا وبالقروش الجيب مجكن ولسه برضـو الجايا جايا
وهنا تعدد الأم الأسباب التي كانت تري أنها قد تكون سبباً في سفره وهي بالنسبة لها غير مقنعة ، فإن كان السفر من اجل علاجها فإن نظرتها إليه وهو بقربها خير علاج لها وهذا جانب نفسي مهم جداً في العلاج ، وإن كان من أجل إغراقها بماله الخاص فإن وجوده وحنانه كافياً عن ذلك ، وأمّا إن كان بسبب الكساء فإنهم حفايا ببعده وهنا لا أظن الشاعر يقصد مجرد الكلمة ( حفايا ) بل ربما تكون هنالك أبعاد أخرى في دلالة المعني ، ويكمُن القصد في كنه (الفقد) نفسه إذ لا يمكن التعويض عنه بأي من أنواع الكماليات لأنه أصل الشعور في تذوق لذة الأشياء .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ... | عبد المجيد محمود | 04-08-06, 02:18 AM |
Re: الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ... | عبد المجيد محمود | 04-08-06, 02:50 AM |
Re: الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ... | عبد المجيد محمود | 04-08-06, 02:59 AM |
Re: الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ... | عبد المجيد محمود | 04-08-06, 03:17 AM |
Re: الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ... | عبد المجيد محمود | 04-09-06, 01:42 AM |
Re: الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ... | عبد المجيد محمود | 04-10-06, 06:09 AM |
Re: الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ... | عبد المجيد محمود | 04-10-06, 06:21 AM |
Re: الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ... | عبد المجيد محمود | 04-12-06, 01:54 AM |
Re: الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ... | عبد المجيد محمود | 04-12-06, 03:32 AM |
Re: الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ... | أحمد الشايقي | 04-08-06, 02:54 AM |
Re: الحنين في شعر الطنبور ... (صور مختلفه من اشكال الشجن والشوق والحب) ... | عبد المجيد محمود | 04-10-06, 06:34 AM |
|
|
|