|
|
 "صحفيون "....... بلا حظوظ
|
تطاردهم الاتهامات
"صحفيون "....... بلا حظوظ
أن تمتهن الصحافة في بلد اسمه السودان ، يعني ان تكون علي قدر عال من قوة الاحتمال والصبر الذي لا تنقصه الإرادة والعزيمة ، فالمهنة الشاقة المقترنة دوما بالمتاعب والاذي الجسيم بدنيا وذهنيا وحتى ماديا لا تشجع علي خلق الابداع والتجويد المطلوب لأداء عمل يؤجر المرء في خواتيمه ، ولكن الأكثرية الغالبة التي آمنت بالمهنة والرسالة الصحفية ارتضت مواجهة المستحيل والضرب بعرض الحائط كل العقبات والصعوبات التي تعيق الأداء والتي من بينها سوء فهم الممسكين بمفاصل القرار في الدولة لطبيعة العمل الصحفي ومهامه الحقيقية والتي تظهر الاداء في غالب الاحيان وكانه (تطبيل) لنشاط الوزير اوالحاكم بينما السياسات المفروضة علي الصحفي داخل تلك المؤسسات هي التي تلعب ذلك الدور غير المرغوب .
والظروف التي يعمل تحتها الصحفيون الباحثون عن المعلومة في مجال الاخبار او التحقيقات تعتبر بلا شك غاية في الصعوبة والتعقيد وتستنزف بشكل يومي من المخبر الوقت والجهد والعرق، يقابله نوع من الجحود والانتقاد غير المبرر للاداء بل وصل في الايام الاخيرة الي حد التشكيك في نزاهة اولئك المحترقين واظهارهم بمشهد المستفيد الباحث عن المنفعة الشخصية بالشكل الذي يدفعنا الي التساؤل حول طبيعة العلاقة التي تربط الصحفيين بالمسؤوليين، وما اذا كانت المهنة انصرفت عن اهدافها الاساسية في عرض قضايا الجماهير الي تلميع اوجه بعينها تسعي هي الاخري للظهور والتسليط الاعلامي .
ويبتدر مستشار رئيس الجمهورية غازي صلاح الدين حديثه في ذات الصدد من داخل قبة البرلمان امس بابتسامة عريضة يعقبها بالقول ان المسؤولين كلهم لا يرغبون في الظهور ولا يميلون الي الاجابات علي كل ما يطرح عليهم ويضيف انا مثلا قد ارد علي سؤال واحد من جملة مائة. وبعد ان تكتسي ملامحه الجدية يقول ردا علي سؤالي حول علاقة الصحفي بالمسؤول ان المهمتين الاعلامية والسياسية تطورتا نحو ادماج ، فالسياسي هو اعلامي بالضرورة والعكس صحيح ، لان الصحفي عندما يكتب عن قضايا المجتمع والصحافة ينظر اليها من زاوية سياسية من زاوية الكليات التي تحدد علاقة البشر وعلاقة السلطة والقوة بينهما ، والاندماج الذي حدث في المهمة يعبر أحيانا عن نفسه في علاقة احتكاك وصدام بين الإعلامي والسياسي ، وأحيانا بعلاقة تحالف ان صحت التسمية من واقع ان الطبيعة السياسة في كليهما أصبحت قوية .
ويري الأستاذ فيصل محمد صالح، رئيس تحرير صحيفة( الأضواء ) أن العلاقة بين الصحفي والمسؤول تعترضها كثير من المشاكل والالتباسات ، للحد الذي يمكن معه القول ان السلطات والمسؤولين لا يتفهمون في الغالب ضرورة الصحافة ويبغونها بوقا يوصل ما يقولونه للجماهير بل ان بعضهم يغضب كما يقول فيصل حين يواجه بالأسئلة المحرجة والنقد الصريح ولا يعترفون بالمقابل بحق الصحفي في الحصول علي المعلومة ويعتبرونهم من الكائنات المزعجة تتطفل عليهم في مكاتبهم أثناء العمل وتقلقهم في أوقات الراحة في منازلهم ، ويشير إلي أن العلاقة بين الطرفين غير مؤسسة وتنتج عنها معاناة حقيقية في الحصول علي المعلومات ونقلها إلي القراء. ويستدرك فيصل بالقول إن المجتمع الصحفي وبطبيعة الحال ليس من الملائكة والأنبياء ، لكن فيه الصالح والطالح ممن يفهم دور الصحافة وواجباتها ومن يستغلها لمآرب شخصية ولا يتردد في ان يتحول لأجل ذلك الي موظف علاقات عامة .ويعتقد النائب البرلماني المعارض فاروق ابوعيسي ان مهنة الصحافة لا تخلو من بقع سوداء أساءت الي المهنة بتحويل القضايا العامة الي شئون حزبية او شخصية ضيقة تتمترس وراء السلطة لتهاجم الرأي الآخر وبالتالي تسهم في قتل الديموقراطية دون ان تدري ويشدد في حديثه مع ( الصحافة) أمس بمباني الجهاز التشريعي علي ان الصحافة تلعب دورا وطنيا خالصا لا يقل عن غيرها من القوي السياسة الاخري .
ولان الكاتب زهير السراج اثار القضية بشكل فجر ردود فعل عنيفة وسط الصحافيين وأصيبوا بالحنق جراء وصفهم جميعا بالمنتفعين من وراء العمل الإخباري اليومي ، كان لزاما التحدث الي الكاتب للتعرف علي الأسباب التي دعته للتجني علي الصحفيين واتهامهم بالانصراف عن قضايا الجماهير الي مسائل انصرافية لا تخلو من المنفعة الذاتية وراء جيوب المسؤولين،فكان تبريره لا يخلو من تمسك بوجهة نظره التي عكست كما يقول خللا واضحا في ادارة الأقسام الإخبارية بالبعد الكامل عن قضايا الناس وهمومهم اليومية ويقول السراج الذي حدثته عبر الهاتف مساء أمس الأول إن ما خطة في عموده المثير للجدل تحين مناسبة استضافة الخرطوم للقمة العربية ووصول أعداد كبيرة من الصحفيين العرب علي نفقة النظام الحاكم فالعلاقة الجدلية بين الصحفيين المرافقين للوفود تجعلهم في مهام شبه رسمية او رسمية كاملة بينما يتطلب العمل الصحفي التحلل من أية ارتباطات تقيد الحرية التي يتطلبها الاداء المهني ، ويشير زهير الي ان السؤال الذي يطرح نفسه يتلخص في دواعي اصطحاب المسؤوليين لصحفيين محدديين معهم في جولاتهم ما لم تكن هناك منفعة متبادلة ومصلحة خاصة بين الصحفي والمسؤول، فالاخير كما يقول السراج يريد ان تظهر صورته ونصريحاته بشكل منتظم والصحفي يلبي هذا الطموح .
لكن فيصل محمد صالح يري ان وجهة النظر تلك لا تنهض علي أية حسابات موضوعية ، ويشدد علي ضرورة اتباع اسلوب علمي بإجراء دراسة تحليل مضمون للصحف ليتحدد ما اذا كانت فعلا هي بعيدة عن هموم الناس ويشير الي ان قضايا الجماهير اليومية مطروحة بتناول المخبريين في كل الصحف لمشاكل الاجور والمياه والكهرباء بجانب تطرقهم الي قضايا دارفور والسلام في الجنوب فكلها يقول فيصل هي قضايا تتعلق بالمواطنيين والعامة وتلقي اهتماما متعاظما ، ويضيف بأن الاهتمام نفسه بالقضايا يتفاوت بين صحيفة واخري وفقا للسياسات التحريرية، لكنه يعتقد ان الاتهام بابتعاد الصحف عن القضايا اليومية فيه ظلم وكذب وتصوير للامور في غير مكانها . ومع ذلك يقول فيصل ان الصحف تعيش واقعا متأزما لا ينفصل عن الواقع السوداني الذي يعاني المشاكل في الخدمات والبنيات الاساسية، بما ينعكس علي قدرة الصحفي والصحيفة في الوصول الي الجماهير ، فالسودان من واقع التوصيف السياسي والاجتماعي بلد متخلف وبالتالي فصحافته تشبه ذاك الواقع الذي لا يمكن مقارنته بما تعيشه فرنسا او انجلترا من انفتاح.ويشدد علي اهمية عدم الحكم علي الكل بتصرفات البعض وعلى الاحتكام الي التقييم الموضوعي وانصاف الاداء لغالبية الصحفيين مع الاحتفاظ بحق نقد المظاهر السالبة والفاسدة وسط الصحفيين .ويري غازي صلاح الدين ان تعميم ابتعاد الصحافة عن قضايا الجماهير مخل لحد بعيد لان الصحافة متفاوتة في ادائها، كما ان الصحفيين متفاوتون في مستوي الاداء كعامة البشر مما يصعب تأسيس حكم جامع ويشير الي ان هناك من الصحفيين من يري البعد الجماهيري والشعبي في اية قضية يتناولها، بينما يقدم ثان البعد السلطوي باعتبار ان السلطة هي المتحكمة وتحدد خيارات الناس في المحصلة النهائية. ويقول صلاح الدين ان الصحافة ومشروعية خطابها ومصداقيته تثير جدلا كثيفا لان هناك من يري فيها سلطة بلا مسؤولية بخلاف الحكومة التي تعتبر سلطة بمسؤولية، ويمكن محاسبتها بينما باتت الصحافة ومنظمات المجتمع المدني ذات وقع سياسي لكنها لا تحاسب عبر برلمانات او مؤسسات .ويظهر فاروق ابو عيسي ارتياحة للاداء الصحفي اليومي من واقع انه يتطور باضطراد ويعتقد ان السراج وضع يده علي الجرح، لكنه وقع في خطأ التعميم واضعف بالتالي قضيته القائمة علي اساس التفات الصحافة لقضايا الجماهير .
اما الصحفي مصطفي سري فيري ان المسؤوليين يتعاملون مع الصحفيين بسياسة الاستلطاف وعدمه، ودائما ما يلقي الصحفي الاجنبي الترحيب والحفاوة بعكس المحليين ويؤكد في حديثة مع ( الصحافة) ان العلاقة يكتنفها الغموض . ويري ان المؤسسات الصحفية تسهم بعدم انصا ف الصحفيين والتخلف عن مواكبة التطور الهائل في صناعة الصحافة في تردي مستوياتهم وتعريضهم لمشاكل الفاقة والفقر بما يجعلهم عرضة للمساومات والترغيب، وبالتالي يفتقرون الي الشفافية والطرح الموضوعي للقضايا ، ويضيف سري ان كتابة العمود الصحفي باتت بدورها مهنة جديدة اتاحت لكثير من ( العاطلين) الكتابة المعتمدة في الاساس علي معلومات بذل فيها صحفي مقتدر الجهد والعرق، ويشدد علي ضرورة اعادة تقييم المؤسسات الصحفية بوضع هيكل نموذجي يضمن فيه راتب معقول يراعي الحد الادني للأجور، مع اتاحة فرص تدريب داخلية وخارجية، مع التدقيق في المهنة وصولا الي صحافة معافاة.
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| "صحفيون "....... بلا حظوظ | Mozdalefa Osman | 04-05-06, 05:16 AM |
| Re: "صحفيون "....... بلا حظوظ | انعام عبد الحفيظ | 04-05-06, 06:39 AM |
| صحفيون .... بلا حظوظ | Mozdalefa Osman | 04-05-06, 09:02 AM |
| Re: صحفيون .... بلا حظوظ | عادل فضل المولى | 04-05-06, 10:51 AM |
| Re: صحفيون .... بلا حظوظ | Mozdalefa Osman | 04-05-06, 11:10 AM |
| Re: صحفيون .... بلا حظوظ | عادل فضل المولى | 04-05-06, 02:49 PM |
| Re: "صحفيون "....... بلا حظوظ | صباح احمد | 04-05-06, 12:34 PM |
| Re: "صحفيون "....... بلا حظوظ | Adil Osman | 04-05-06, 01:35 PM |
| Re: "صحفيون "....... بلا حظوظ | Adil Osman | 04-06-06, 07:45 PM |
| Re: "صحفيون "....... بلا حظوظ | نادية عثمان | 04-06-06, 08:45 PM |
| Re: "صحفيون "....... بلا حظوظ | نادية عثمان | 04-06-06, 08:46 PM |
| Re: "صحفيون "....... بلا حظوظ | سلمى الشيخ سلامة | 04-07-06, 10:27 AM |
| Re: "صحفيون "....... بلا حظوظ | محمد عكاشة | 04-07-06, 10:53 AM |
| Re: ;صحفيون .... بلا حظوظ | Mozdalefa Osman | 04-08-06, 08:22 AM |
| Re: ;صحفيون .... بلا حظوظ | Mozdalefa Osman | 04-08-06, 08:25 AM |
| Re: "صحفيون "....... بلا حظوظ | Mozdalefa Osman | 04-08-06, 08:32 AM |
| Re: "صحفيون "....... بلا حظوظ | Mozdalefa Osman | 04-08-06, 08:37 AM |
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست