الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
مصْدر ( إلهامَك ) .. البرنس عبد الحميد
|
من أوراقها إليه *** الخرطوم .. صيف 2004م ..
***
سيدي .. عذرا إن أحسستَ ببعض نرجسيتي هنا .. هل تصدق بأنني الآن أحب نفسي و روحي لأنهما ملكك ؟ أغبط قلبي لأنه موسوم بنفحاتك .. موصود بغلالة بهاءك .. لا يهمني أن أضعت مفاتيحه أو نسيت كيف تعمل مزاليجه .. فليهنأ بهذا الذي يحتويه و يُوسِعه تحنانا و شغفا .. أحس بأن كل نبضة من نبضاتي تحاكي وقع حروفك .. موزونة على وتيرة حبال صوتك .. تُدَوْزِن خطوي .. و تمنحني الإتزان .. نبضك بوصلة تحدد وجهتي و مساري في عتامير الحزن و الوحدة .. هو وميض ذاك النجم الذي طالما بثثته شكواى .. هو كَفٌّ أقرأ منه طالعي .. سيدي .. وجدت الشمس ما زالت هنا .. تستأذنك المغيب .. فلم استطع الذهاب .. مساؤك معطون بالمسك و العنبر وها أنت ... متلبس بالسحر .. و السحر بعض رونقك و بهاءك .. متوشح بذاك الغموض المحبب .. فأجد ذاتي عندما أسبر أغوارك و أتوه في مساربك. تسير و الدم في درب واحد .. تؤكسده بالشوق الذي يدخل ولا يخرج طوعا أو كرها .. يقيم ويطرد كل شوائبي .. آخرها (عدوانيتي) .. ليستقر مليا... آمنا ... هادئا .. مطمئنا .. ساكنا .. رغم زخم المكان المعبق بالصمت و المتشرب بالعشق .. وبالضجيج الملئ بالسعادة وبفوضى الارتباك هنا سحابات تمر زهرات تشق جفاف الارض وتزهر في الروح أَلَقٌ يسكن حدقات العين و يُشكِّل إستدارتها و لونها .. إبتسامات تسقى أوردة العمر حتى الإرتواء .. أشياء .. وأشياء والحكي يطول و يطول ... و تتداخل الكلمات و تتشابك مع الفرح .. ليتني شاعرة .. أظنك تعرف ما أود أن أبوح به ؟ **** سيدي مساؤك زهرة بنفسج و من المؤكد مسائى أبهى وأزرق واجمل وأنت هنا ... شمس تخالف الشروق وتبقى رغم أنف المساء أطمع أن أفكر أنها ـ الشمس ـ بقِيتْ لأجلي هل لي .....؟ أستغرق مني كتابة هذه الرسالة وقتا لا يقاس بمزولة الوقت بل يقاس بهرولة النبض عددا وباتساع إبتسامتي .. مسافة و بعنفوان اللهفة و اللوعة .. سرعة وبأشياء أخرى لا مقياس لها و لا حدود تحدها ... كحرقة شوقي إليك مثلا .. أتعرف مقياس شوقي إليك ؟ كم هو مقياس شوقك لي .. ؟ لا أعرف .. و أنت لا تعرف .. فدعنا سادرين في هذا الجهل الممتع .. تلك الكلمة التي قلتها لي : يا ملهمة يا لغروري الآن وتلك التحية التي لا أحسن منها فل وياسمين ؟؟ .. و بيديك أنت ؟ يالهذا الفرح الآتي على صهوة شوقي العارم .. فرح حد البكاء .. فكرت أن أصمت بعدها و لا أسمع شيئا .. فلا قَبْلَك و لا بَعْدَك .. شئ ما يتقافز داخلي لا يهدأ .. لا ينوي الصمت .. يا لحرقة الشوق .. و يا لقسوة البعاد .. سيدي .. سأغمض عينى و على أجفاني ترتسم ملامحك.. و يا ليت طيفك يراودني في أحلامي .. فلا أصحو حتى موعد قدومك .. فأنا لم أعد أطيق واقعا أنت غير موجود به .. سيدي .. سأصمت الآن .. و كلمة ( يا ملهمة ) .. تموسق بقية يومي ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|