|
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة (Re: ابو جهينة)
|
في الاساس، لا يكون الحوار الا مع الآخر. وتحديداً مع الآخر المختلف. ان هدف الحوار هو شرح وجهة النظر وتبيان المعطيات التي تقوم عليها، وفي الوقت نفسه الانفتاح على الآخر لفهم وجهة نظره ثم للتفاهم معه. ذلك بان التفاهم لا يكون من دون فهم متبادل. والحوار هو الطريق الى استيعاب المعطيات والوقائع المكونة لمواقف الطرفين المتحاورين، ثم الى تفاهمها.
في ثقافتنا الاسلامية، كما يقول ابو الوليد الباجي، أن من اجتهد وأصاب الحق فقد اجر أجرين. أجر الاجتهاد وأجر الاصابة للحق. ومن اجتهد وأخطأ فقد أجر أجراً واحداً لاجتهاده ولم يؤثم على "الخطأ". نفهم من ذلك ان الاجتهاد، كأي عمل فكري انساني، مفتوح على الخطأ والصواب. فهو ليس مقدساً ولا مطلقاً ولا ثابتاً، بل هو انساني، محدود، ومتغير.
وفي ثقافتنا الاسلامية ايضاً ان "رأيي صحيح يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب". نفهم من ذلك ايضاً انه ليس لأحد ان يدعي الحقيقة المطلقة. وليس له ان يخطئ الآخرين لمجرد اقتناعهم برأي مخالف. فالحقيقة نسبية. والبحث عن الحقيقة، حتى من وجهة نظر الاخر المختلف، طريق مباشر من طرق المعرفة. وهو في الوقت نفسه اسمى انواع الحوار.
وفي ثقافتنا الاسلامية كذلك، ان الحوار يتطلب اولاً وقبل كل شيء الاعتراف بوجود الاخر المختلف، واحترام حقه ليس في تبني رأي او موقف او اجتهاد مختلف فحسب، بل احترام حقه في الدفاع عن هذا الرأي او الموقف او الاجتهاد، ثم واجبه في تحمل مسؤولية ما هو مقتنع به.
ولأن الحوار يحتم وجود الآخر، فلا بد من تعريف الآخر. وهو تعريف لا يمكن ان يتم في معزل عن الأنا. ان فهم الآخر، ثم التفاهم معه، لا يتحققان من دون ان تتسع الأنا له. وبالتالي، كلما سما الانسان وترفع عن أنانيته، أوجد في ذاته مكاناً أرحب للآخر. ان الحقيقة ليست في الأنا. انها تتكامل مع الآخر، حتى في نسبيتها. وهي لا تكتمل في اطلاقيتها الا بالله. والحوار مع الآخر اكتشاف للأنا وإضاءة ساطعة على الثغر والنواقص التي لا تخلو منها شخصية انسانية. ولذلك يقول الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر: "الآخر هو وسيط بيني وبين نفسي، وهو مفتاح لفهم ذاتي والاحساس بوجودي".
الآخر قد يكون فرداً وقد يكون جماعة. وفي الحالين، قد يكون مؤمناً، وقد يكون كتابياً وقد يكون كافراً. الآخر المؤمن هو للمؤمن كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضاً. والآخر الكتابي في المجتمع الاسلامي هو في ذمة المسلم * والرسول يقول "من آذى ذمياً فقد آذاني". اما الآخر الكافر، فالعلاقة معه مبنية على قاعدة "لكم دينكم ولي ديني". وفي كل الحالات، فان العلاقة بين المسلم والآخر يختصرها الحديث الشريف الذي يقول فيه الرسول محمد "المسلم من سلم الناس من يده ولسانه".
يقرر الاسلام الاختلاف كحقيقة انسانية طبيعية، ويتعامل معها على هذا الاساس. {يا أيها الناس إنا خلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا} (سورة الحجرات، الآية 13). ( نتابع مقال محمد السماك المنشور في جريدة النها اللبنانية2002)
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الإقناع ... تلك القوة المفقودة | ابو جهينة | 03-27-06, 02:06 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | Mohamed E. Seliaman | 03-27-06, 08:38 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | ابو جهينة | 03-27-06, 01:20 PM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | عبد الله عقيد | 03-27-06, 09:01 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | ابو جهينة | 03-27-06, 01:53 PM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | الطيب بشير | 03-27-06, 09:02 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | عبد الحميد البرنس | 03-27-06, 11:07 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | ابو جهينة | 03-28-06, 04:43 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | ابو جهينة | 03-28-06, 00:59 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | فارس موسى | 03-27-06, 12:11 PM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | ابو جهينة | 03-28-06, 07:22 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | aboalkonfod | 03-27-06, 01:12 PM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | Mohamed E. Seliaman | 03-28-06, 01:26 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | ابو جهينة | 03-28-06, 03:50 PM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | تيسير عووضة | 03-28-06, 06:12 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | الطيب بشير | 03-28-06, 11:42 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | ابو جهينة | 03-29-06, 01:17 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | يوسف السماني يوسف | 03-28-06, 01:16 PM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | عبد الله عقيد | 03-28-06, 01:39 PM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | lana mahdi | 03-28-06, 02:51 PM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | Rashid Elhag | 03-29-06, 02:00 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | عبدالرحمن الحلاوي | 03-29-06, 02:09 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | ابو جهينة | 03-29-06, 02:54 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | ابو جهينة | 03-29-06, 03:41 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | ابو جهينة | 03-29-06, 03:44 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | ابو جهينة | 03-29-06, 04:30 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | ابو جهينة | 03-29-06, 04:32 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | ابو جهينة | 03-29-06, 04:35 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | ابو جهينة | 03-29-06, 04:38 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | عبدالرحمن الحلاوي | 03-29-06, 04:39 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | ابو جهينة | 03-29-06, 04:42 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | عبدالرحمن الحلاوي | 03-29-06, 05:04 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | ابو جهينة | 03-29-06, 05:26 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | عبدالرحمن الحلاوي | 03-29-06, 05:41 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | ابو جهينة | 03-29-06, 08:06 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | Rashid Elhag | 03-29-06, 07:48 PM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | ابو جهينة | 03-30-06, 00:36 AM |
Re: الإقناع ... تلك القوة المفقودة | عبد الحميد البرنس | 04-03-06, 03:50 PM |
|
|
|