ياخريجي الهند رحل محمد مصطفي الوطني الغيور الي الدار الاخرة في صمت .

Quote: خريجي الجامعات الهندية ......وداعا محمد مصطفى بابكر ود ابوحنة بقلم أحمد يوسف أبوحريرة سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 26/3/2006 9:01 ص " أحمد يوسف أبوحريرة فجعنا ليلة الخميس 23/03/2006 بالرحيل المبكر للأخ والصديق والشقيق الراحل المقيم العزيز محمد مصطفى بابكر "ود ابوحنة" إلى الحياة الآخرة . وكم يشق علينا الفراق وتقبله ، لكنها إرادة المولى عز وجل وقدره المحتوم الذي لا يفيد معه الفرار ولا الاستبدال. فالموت حق وكلنا ميتون. إلا أن طبع البشر هو الفزع عند الموت والجزع عند فقدان صديق أو حبيب أو قريب. وأنني إذا انعيه فإنني أنعى فيه طيب المعشر وحسن الخلق وصفاء السريرة ووطنيته الوثابة واستعداده الدائم لفعل الخير وحرصه الأكيد الذي لا يخالطه نفاق في التواصل مع الجميع. فكان أكثرنا نشاطا عند دبيب الكسل في أواصر العلاقات فيحيها بالاتصال والسؤال عن الكبير والصغير ويعيدنا إلى صراط الأخوة المستقيم بعد أن تأخذنا مشاغل الدنيا إلى معارجها ومتاهاتها. وود ابوحنة شخصية معروفة للدارسين بشبه القارة الهندية بشكل عام ومدينة بونا بشكل خاص. فقد تخرج في جامعة بونا وكان نشطا على ساحتها الطلابية والنقابية والسياسية والاجتماعية وله مساهمات مقدرة بين زملائه وكانت له صولات وجولات يعرفها الجميع ويدركها المقربون منه بشكل خاص. غادر "ود ابوحنة" فور تخرجه في عام 1992 إلى السودان وكان حريصا على أن يكون بين أهله ليخدم بلاده ظنا منه ، مثله مثل غيره من خريجي الجامعات الهندية ، أن دوره قد حان ليساهم في خدمة الوطن ، لكن أحلامه البسيطة اصطدمت بصخرة "الولاء والبراء" - الشعار السائد في تلك المرحلة من تاريخ السودان السياسي وأسوأ مراحله على الإطلاق.وقضى فترة من الزمن أصابه فيها اليأس والإحباط وكانت له مثله مثل غيره التزامات ومسئوليات وأحلام كان لابد له أن يفي بها. ومثله مثل غيره أيضا غادر مرة أخرى إلى مهجر جديد هذه المرة وكانت السعودية المحطة التالية والأخيرة لحياة ود أبوحنة الثرة القصيرة . وهناك أيضا عرفنا أنه أقبل بقلبه الكبير ونشاطه الجم على مجتمع الجالية السودانية بمدينة الرياض فأعطى دون أمل وثابر دون ملل ولم يكن له في كل ذلك من هدف سوى أن يكون أسم السودان عاليا والحب بين أهله ديدن وسيرة. إلا رحم الله صديقنا وشقيقنا محمد مصطفى بابكر "ود ابحنة" وأسكنه فسيح جناته بين الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. ونسأل الله العلي القدير أن يلهمنا وأسرته الصغيرة وأصدقاءه في كل محفل وصوب، الصبر والسلوان وحسن العزاء ، وأن يطرح البركة في أبنائه وأن يعوضه نعيم الآخرة الخالد ويجزيه خيرا عنا وعن أهله وأصدقاءه وبلده وأن يضاعف حسناته ويتجاوز عن سيئاته، وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.