لا وطن في الحنين../رواية(في أجزاء//أحمد ضحية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-03-2024, 01:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-21-2006, 09:04 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا وطن في الحنين../رواية(في أجزاء//أحمد ضحية (Re: Sabri Elshareef)

    قال عباس ود الخزين:

    - لا بد من القضاء علي قطاع الطرق,وزعيمهم آدمو ,المارق المرتد..
    كان ود الخزّين لحظتها يؤكد.علي صدق النزّوع النفسي لأبولكيلك في شهوة القتل,وعشق الدّم والاستباحه.. ففي اليوم الذي سبق اليوم الذي أستولي فيه أبولكيلك علي السلطة ,في سنار الجديدة. كان قد أفتتح انقلابه علي الأمراء العنّج,بقتل عشرة من الفلاحين,وثلاث غنمايات وحمارّين ليتأكد من كفاءة بندقيته , فشدّ كبير العرّافين على كتفه بوّد , مستحسنا فعلته ...
    من دون كل المقربين منه , كانت علاقة أبو لكيلك بآدمو , مميزة ( من دون كل علاقاته بالعرافين الذين يملأون قصره ) على الرغم من احساسه الدائم , بأن التفاهم مع آدمو , من الأمور التي تصعب عليه , الا أنه وجد نفسه منجذبا اليه على الدوام .. ربما لأن آدمو لم يكن , يكترث للتفسيرات العقلانية , لسلوك أبو لكيلك , هذه التفسيرات التي , لوطرحها لوجد أبو لكيلك , حرجا شديدا فى تبرير وجوده واستمراريته ...
    أشد ما كان يزعج أبو لكيلك . هو خوفه الدائم , من شيء غامض لا يدري كنهه بالضبط . هذا الخوف الذي يطارده منذ الطفولة الباكرة , جعله لا يستطيع , احتمال العلاقات المستقرة بالآخرين , ووقف خلف تعذيبه فى الصّغر , للزواحف والعصافير , والتسلّي (عندما بلغ مرحلة الشباب) بقتل الكلاب والفئران والقطط ..

    سبب أبو لكيلك , بسلوكه العدواني مع اقرانه لأسرته , توترا وقلقا عظيمين , وازعاجا لا حد له .
    كان أبو لكيلك , على الرّغم من الخوف العظيم الذي يسكنه , يشعر بانه عظيم ونبيل , ولا احد يدري كيف تكوّن فى دخيلته مثل هذا الشعور الزائف .
    ظلت علاقة أبو لكيلك بكل من حوله عاصفة , لا تفتأ بين كل آن وآخر , تقتلع أمامها كل ما هو جميل , يربط بينه والآخرين ..أخضع أبو لكيلك كل من حوله (الوحيد الذي لم يتمكن من اخضاعه , هو آدمو ) كثيرا ما كان يشعر , أن علاقته بآدمو أشبه باختبار القوة .. كان الهتاف باسم أبو لكيلك , والتصفيق له من أحب الأغنيات التي يشتهي سماعها فى كل لحظة .. لا يذكر أبو لكيلك فى حياته العامرة بالمعارك , أنه أحب فتاة قط .

    كل الفتيات اللائي ربطته بهن علاقة عابرة , أسقطهن من حياته , بمجرد انتهاء رغبته فى الاستمرار , جميعهن كنّ جميلات , خاضعات . يتباهى بهنّ أمام أصدقائه , بفخر واعزّاز .. ولطالما حلم بنوع من الحب الاسطوري , كذاك الذي في ألف ليلة وليلة .ولا زال ينتظر مثل هذا الحب الكبير, على الرّغم من أنه يملأ وقت فراغه بالزّواج من الأرامل (زوجات قادته الذين أسقط طائراتهم في أحراش البلاد الكبيرة ) الغرّيب أن أبو لكيلك ليس هو رئيس البلاد فهو( مجرد) القائم بأعمال القصر , لكنّه من هذا الموقع أصبح عمليا الرّجل الأول في البلاد الكبيرة , فكل الأموال والأجهزة الحساسة مفاتيحها في يدّه .. ويبدو أنه عندما تآمر مع العرّافين ضد جداد كان ذلك لخشيتهم أن يمضي جداد في الأتجاه ذاته الذي سبقه اليه آدمو.
    العلاقة بين أبو لكيلك وكبير العرّافين ظلّت غامضة حتى لحظة دخول اليانكي, فى مؤخرة طلائع مليشيات آدمو , فكبير العرّافين شخص من ذلك النّوع الذي تنسج حوله الحكايات التى يصعب تصديقها , فالى جانب أنه كائن فطر على التكاثر اللا جنسي( كما يطيب لوّد الخزّين التعبير ) كان مولعا بالابتسامات الشبقة التى يمنحها لأتباعه وحواريه بسخاء ..
    فكبير العرّافين ظل طوال عمره فى حالة حب دائم , كعاشق ولهان , ومغرم بفتيات سنار . وما يشعنّه من عالم بهيج ..
    عاشق لتلك الترّانيم التى يسمعها فى اللّيل فتملؤه حبورا , وتجعله يسير آلآف الفراسخ في طريق لم يمض فيه أحد من قبل . يتبع تلك الهواتف المضيئة (كما يزعم)التي تقوده من ظلمات الى اضاءة خافتة , فشعور بالخدر اللّذيذ .. حيث يشعر بالتحرر الكامل , كان يدرك أنه حصل على الحرّية بعد أن دفع ثمنها من عزلته لعشرات السنوات ..

    على الرّغم من النجاح الباهر الذي حققته ثورة آدمو المسلحة , الا أن أبو لكيلك أستطاع تطويقها فيما بعد بطريقة ما (بتنفيذ مؤامرة داخلية ضد آدمو – اذ انقلب عليه بعض قادة ثورته , فوجد نفسه مضطرا للهرب ) أصبح آدمو بين مطرقة الثورة التي صنعها وسندان أبو لكيلك الجنجويدي , فلم يعد يثق بأحد أبدا , الى أن أنتقل الى الحياة الآخرة بطريقة غامضة ..
    قالت التّاية زوجة أبو لكيلك لجارتها محاسن زوجة وزير الدفاع خلف الله الجنجويدي :

    - أبو لكيلك مسكين وغلبّان , ما قادر يتفكك من سيطرة الزّول ده عليهو .. يقولو شمال يمشى شمال يقولو يمين يمشي يمين !؟.

    سالت محاسن بتردد:

    - دحين يعني ما عندو شخصية ؟!.

    فرمقتها التاية بنظرة غاضبة , جعلتها تتراجع وتضيف :

    - برّي يا أختى راجلك منّو الزّيو ..هيبة وسلطان ..

    وعندما أبتسمت التاية , هدأت اضطرابات محاسن وانفعالاتها التي كادت تشرخ الجدار . ووجدتها فرصة مناسبة , لتسر للتايه :

    - كل ما يشاع عن انقسام العرّافين , ومناوأة أحد القسمين لأبو لكيلك محض اختراع لزّر الرّماد فى العيون , فكّل ما حدّث ويحدّث , هو من بنات أفكار كبير العرّافين , لغرّض لا يعلمه الا هو , بسرّه الباتع وأبو لكيلك شخصيا !..

    فابتسمت التاية فى رضا , وهمست محاسن فى سرها : ( سجّم خشّم أمو ) !!...
    وقتها كانت سنار , قد أفاقت من بوّح غفوتها الغامضة على تأوهات أبو لكيلك الجنجويدي التى أهتز لها القصر المتآكل , وفى الوّقت نفسه كان آدمو لا يزال يستعيد فى خاطره ذكريّات الصّبا والطفولة .
    أفاق أبو لكيلك من الكابوس , الذي رأى فيه نفسه مخنوقا , ينظر الى رأسه وهو يتدلى من السقف . تحيط به أنشوطة طرّفها ثابت فى السقف . فتأوه تلك الآهات العميقة التى سمعها كل من في القصر من حاشية وأتباع .
    من أعمق أعماق بوتقة سنار , تلفت أبو لكيلك في فرّاغ الغرّفة ذاتها . التي خرجت منها أخطر القرارات , لأكثر من عقد من الزمان, تلك القرارات التي قذفت بشعبه الى حالة من اليأس والبؤس الفرّيد , والقلّق والتّوتر العظيمين , وغيرّت من مصيره , باتجاه آخرأكثر غموضا , من آهاته الملتاعه .
    عندما تولى أبو لكيلك زمام الأمور فى سنار الجديدة , كان مدفوعا من العرّافين , الذين أوهموه بأنه رجل ذو شأن عظيم فقدّر ثم قدّر , ورأى أن من الحكمة أن يفعل بشعبه كل ما يشير به العرّافين . وعندما حدّثه عبد الجوّاد ود الباهي, نقلا عن أحد العارفين بأسرار العرّافين , الذين أحكموا الحصّار حول أبو لكيلك , لم يصدّق عبد الجوّاد بل وأنتهره , فخرج الآخير غاضبا , ومضى أبو لكيلك الى كبير العرّافين يسرّب اليه شكوك ود الباهي ولم تمض سوى أيام قليلة , حتى مات ود الباهي او( قتل) وتكرًّرت حالات الموت فى ظرّوف غامضة , لكل من تشكّك فى عرّافين أبو لكيلك . وأصبحت منذَّها مقولات العرّافين من ثوابت أبو لكيلك التي يصرَّ عليها فى خطاباته الجماهيرية أكثر من العرَّافين أنفسهم , حتى شاع فى سنار الجديدة القوَّل فى سخرّية ( التركي ولا المتورّك ) كناية عن المأزق الوجودي لأبو لكيلك فى تبني أمور غريبة نيابة عن أصحاب هذه الأمور .
    ظهر ذلك اليوّم ,الذي أفاق فيه أبولكيلك محاصرا بكوابيس اليقظة التي أخترقت أحلام سنار ,استعاد في ذاكرته عمليات السحق والتنكيل التي قام بها ضد الجمعيات السرّيه (التي كانت علنيه قبل توليه الحكم ,انقلابا علبها) حتي لم يبق لهم صدي.
    كانت تقارير مخبريه مؤخرا,تؤكد أن زعماء الجمعيات السرية الهاربون ,شمتانون في أبو لكيلك وليس لديهم استعداد في اقاله عثرته ,وتطييب خاطره في محنته الكبري ..
    ظهر ذلك اليوم هتف أبولكيلك (بعد اطلاعه علي آخر التقارير) بحاشيته التي كانت تتساءل باحساس ملؤه الزّعر والخوف والترقب....
    سميّ ابولكيلك وصليّ ,وأستهل بثوابته المعتادة ,التي طالما حوّلت حنين أهل سنار الي أسي,وذكرّيات أسلافهم بكل الحكايّا القديمة الي حرب ضارية ,انتزعها أبولكيلك من قلب التأريخ ليزرعها في حاضر حاضرّة البلاد الكبيرة. فأستحالت تلك الثوابت الي كوابيس ,أقلقت مضاجع عمال "القصّب- الكتكو,والفحامّة" والفلاحين البسطاء في أقاصي البلاد ودوانيها, وأؤلئك الذين يعيشون على جنّي الثمار, ومطارده الأرانب ب "السفاريك"...
    كان كل من في القصر, يتصبب عرّقا ,عندما ختّم أبولكيلك خطابه :

    - من أراد العودة فليغتسل ,بماء البحر ومن أراد السلطة, فليحمل السلاح لقتالنا ..

    عباس السنجك همس لود القرّاي :

    - أبولكيلك ما ناوي يجيبها الّبر!!..

    فهز الاخير رأسه
    وصمت مطرقا بعيداً عن وجه آدمو ,الذي غضّنته الأوجاع التي صنّعها أبولكبلك وجنجويده في قومه
                  

العنوان الكاتب Date
لا وطن في الحنين../رواية(في أجزاء//أحمد ضحية Sabri Elshareef03-21-06, 08:55 AM
  Re: لا وطن في الحنين../رواية(في أجزاء//أحمد ضحية Sabri Elshareef03-21-06, 08:56 AM
  Re: لا وطن في الحنين../رواية(في أجزاء//أحمد ضحية Sabri Elshareef03-21-06, 08:57 AM
  Re: لا وطن في الحنين../رواية(في أجزاء//أحمد ضحية Sabri Elshareef03-21-06, 08:58 AM
  Re: لا وطن في الحنين../رواية(في أجزاء//أحمد ضحية Sabri Elshareef03-21-06, 08:59 AM
  Re: لا وطن في الحنين../رواية(في أجزاء//أحمد ضحية Sabri Elshareef03-21-06, 09:01 AM
  Re: لا وطن في الحنين../رواية(في أجزاء//أحمد ضحية Sabri Elshareef03-21-06, 09:04 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de