لا وطن في الحنين../رواية(في أجزاء//أحمد ضحية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-13-2024, 05:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-21-2006, 09:01 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا وطن في الحنين../رواية(في أجزاء//أحمد ضحية (Re: Sabri Elshareef)

    نظراتك تخيفني لكأنها تثقبني , من اين جئت بهذه العيون ؟ !..

    وكعادته عند تلقف يدها , لا يعلم ما هو أفضل شيء ممكن قوله لها الآن !..
    لا يزال آدمو رغم مرور سنوات طويلة , يتذكر فى قيلولته المتكاسلة , كل ما مر بحياته . من مرارات واسى , والتياع . كأن كل شىء حدث البارحة فقط ... وبين كل ذكرى وذكرى , يتوقف ليحاسب نفسه ( لو كنت صمت واغلقت فمي لما جرى الذى جرى , ولما تورطت في شخصية أبكر المعراقي . هذه الشخصية الكريهة الى نفسي..)
    يتأوه آدمو فى وحدته , متكئا على بقايا من ذكريات, تشظت فى هجير السنوات العجاف ..
    كثيرا ما يرى الحيرّة , تأكل عيني حليمة الواسعتين .. حيرّتها منذ أول لقاء لهما فى سني حياتهما الباكرة . حين أخترقا عالميهما , غائبين فى غلالة برزّخية تقاطع فيها الألم مع القسوّة والنيران التلظي , معلنان مواجدهما الوليدة للوادي . وأشجار القمبيل . وشجر القنا , و ...

    منذها بقدر ما اقتربا من بعضهما اذدادت المسافة بينهما اتساعا ..فقد أدرك آدمو أنها لا تنتمى الى عالمه .. ذلك الحس الاسطورى , الذى يهيمن عليه ويتغلغل فى روحه وجسده ! ..
    ولكن ظل مخلصا لها .. وظلت وفية له .. كانت سعيدة بسيطرته عليها , وكان يفهم دخيلتها ..
    ظل آدمو لسنوات طويلة يشعر بالحاجة للحب , فى كل ما هو حوله .لا يحتمل كلّس الحياة . يعانى آلامه وحده , دون ان تصدر عنه آهة واحدة ..
    منذ ميلاده , ولدى دخوله الخلوى أخذ يفكر فى كوّن اللّغة .. اللّغة التى يحفظ بها سوّر الكتاب المقدس , ولغة قبيلته المختلفة عنها .. وفى هذين الكوّنين أخذ يتحرك, لاستكناه هذا السّر الذي يبدأ من هنا وهناك بين تلافيف الآيات , ومتوّن الأحاديث . وحواشي سيرّة النّبي العربي .. كان سؤالا جارحا يتغلغل داخله, لينفتق عن ضباب يفضي الى ضباب آخر !..
    قدر خفى ذلك الذى قاد آدمو الى المدرسة الابتدائية , دونا عن أقرانه , فى القرية الصغيرة الرابضة على ضفّة الوادي . حذاء دغل القمبيل ..
    وبين مرحلة واخرى كانت هويته تتمزّق لتلتئم وتلتئم لتتمزّق . هويته التى صاغها أبواه . وأهل قريته . بأسحارهم , وطقوسهم وطبيعة الوادى الناهض أسفل الجبّل .. كانت لغته الأم تبتعد , لتحل العربية , التى ألتهمها ذكاءه الحاد محيطا أسرارها , وأطماعها وهيمنتها على لغته الأم ..

    تعرف آدمو على التاريخ الانسانى وهو يودع اخر مراحله الدراسية ..أدرك صراع الانسان فى محاولاته الدائمة للسيطرة على قوى الطبيعة .. ولم يستطع تفادي رؤية تاريخ قريته يتحول الى اشلاء بين معان تاريخ اوروبا , والعالم وبلاده الكبيرة , التى يشقها النيل كفلقتين لنّواة نصّفها متغضّن , كالعرجوّن القديم ..

    المعارف المتناقضة والمتصادمة فتحت وعي آدمو , على أسئلته الحارقة .. تناهشته الأسئلة ففتح كيانه على مصراعيه , متوغلا فى عزلة عميقة , لم يخرّج منها الا وهو حاملا السلاح ضد أبو لكيلك الجنجويدى ..
    قبل سنوات طويلة من اتخاذ آدمو لقرار الثورة المسلحة , دهمت حليمة غربته ووحدته القاسية ..

    على شفة الوادى جلست , دون أن تستاذنه .. التفت اليها ووجهها يلتف بوجهه .. كان صفير الرّيح يتخلل الوادي الوادع , فغابت فى مسام الريح .. تبعها آدمو , مكتفيا بأن يجذبها الى مركز الريح , غارقين فى أنينها ولوعتها وهى تحتك "بقش القطاطى وصريف الحيشان" , المزروبة بعيدان الدّخن ..
    كان آدمو يدرك أن حليمة تعلقت به منذ الصغر , لأنه المحسوس أمامها . تنظر لقصتهما معا , كقصة حب حالمة , وهما يتسللان خلسة من (خلوة الفكى ابراهيم شطة) , الى الدّغل فى ضفة الوادى , أو الغابة حيث( صندل الردوم , والدروت , اعلا قوز السمسم) ..
    كان هدوء حليمة , يضفي على جنوحه , طابع المغامرة التى يحب , وبشعائرهما المقدسة , عند لقاءاتهما تنفتح بوابات السحر , ونوافذ الشجن الريفي, كأنشودات أثرية لم تكتشف ..غموض آدمو هو ما يدفع بقلق حليمه الى أقصى الحدود : عندما يغيب دون رسائل , عندما يعود دون ترقب .. تتمنى ألايسافر مرة اخرى أبدا .. هكذا ظلت حليمة تعاني توجداتها منذ سنوات دراسته الأولى فى المدينه, حتى لحظة دخوله في تلك العزلة البديعة التي خرج منها ثائرا يحمل السلاح , معلنا تمرده على أبو لكيلك الجنجويدي .. كثيرا ما كان حرص حليمة على لفت أنظار الآخرين يقلقه , ويفجر داخله كل كوامن التوتر الأزلي , لروحه الملتفة فى "دمور" أبيض يحاصره فى أحلامه النادرة !.. جمال حليمة , جاذبيتها وسحرها الذى يشبه تلك الاحساسات المتسرّبة من بوح آلهة المعابد الغابرة .. كل شيء يخص حليمة يدفعه اليها دفعا , وتتسع المسافة بينهما أيضا فى الآن نفسه ؟!..
    بعد محاورات عديده,ووعد ومواعيد فاشلة ,في اطار من السّرية المتسربلة بسلسلة معقدة من الاتصالات والوسطاء. بعد كل هذه المحاولات نجح آدمو في لقاء مندوب (اليانكي)..
    تحدّث آدمو عن آلام شعبه وأمجاد أسلافه وجهودهم الدبلوماسية ,قبل هيمنة (الجنجويد)علي البلاد الكبيره .. تحدّث عن البعد الانساني لقضيته وواجب الأسره الدولية . وكان مندوب (اليانكي) يبتسم في خبث ودهاء والكلمات الآخيرة لرئيسه لا تزال ترن في فضاء أذنه :

    - تذكر أنك يانكي..
    في تلك الظهيرة الغائظة التي ألتقي فيها آدمو اليانكي,كان مشحونا بانفعالات الأرض حليمه.. ومشاهد الرّفاق الذين سقطوا في غارات الجنجويد ,علي القرى والحلاّل...جاءت صورة أمه العجوز(خاطرّة) وهي تحترّق داخل قطيتها ,المحاصرة بالجنجويد,جاءته صورة أبيه (لأول مرة يراه يبكي ).. كان مقطّب الجبين,يتكلم بصمت,وفي عينيه تمتزج مشاعر شتى..
    أدرك آدمو أن الجنجويدي أبو لكيلك أختطف حليمة للضغط عليه...التاع ,هاجّت دواخله .. كانت ذكريات الذين لطالما أحبهم بعمق, وترسخ وفاؤه لهم في وجدانه,تداهمه كألف عقرب تتصارع في زجاجة مغلقة؟!...
    أنفض اجتماع آدمو باليانكي ,فتوجه الي أتباعه وحواريه.. ضغط علي مشاعره الذاتيه. تغلب علي ألمه والتياعه .. خطب فيهم عن حالهم ومآلهم,حتي سالت من عيونهم دموع الدّم,تبلل أرض المعسكر,المخفي بعناية,في قلب الجبال .ومضي آدمو ينظم صفوفه معلنا حربه الضاريه على الجنجويد وجيش ابو لكيلك الجنجويدي...ومع أشتداد المعارك,والهزائم المتوالية لجيش أبو لكيلك,انتشر الفزع ,في أوساط العالمين ببواطن الأمور,من صفوة سنار الجديدة
    بينما كانت العامة,تمضي بايقاعها ذاته ,لا تعرف شيئا عما يجري في الحدود البعيدة ,فأجهزة اعلام أبو لكيلك ,عتمّت علي غارات الجنجويد, وهزائم جيش أبو لكبلك ,وأكثرت من بث تلك الأغنيات ,التي تكرر(الجرّيف واللوبيا,التومات,زولي هوي,شقيش قولي مرّوح وأنت يا الابيض ضميرك) ولم تنس بث أغنيات( الجبجبه؟!).. دون أن تشير بين فواصلها للقتل الجماعي والأغتصاب وحرّق القرى,حيث غارات الجنجويد لم تبق ولم تزر..
    كان الجميع يتساءلون كيف لآدمو الذي طالما شدا,بثوابت أبو لكيلك العجيبة,وتغنى بأمجاده,كآخر خلفاء النبي العراف ,ذو البدلة البيجية ,عالم القانون واللّغات ,وفتاوى النّكّاح الشرعي ,وحيض النساء النفساوات ..

    كيف لآدمو هذا ,أن يشق عصا الطاعه علي سيده المهيب الركن,ويعلن الثورة علي سعادته,بكل هذا الجنون؟!..
    وبالطبع سقط هذا السؤال في قصف الأنتينوف والهيليكوبترات والمدفعية الثقيلة,على الفلاحين والبسطاء ,الذين كانوا ينظرون لآدمو(المنقذ ,المخلص الذي سيملأ أرضهم عدلا ,بعد ان ملئت جورا ) بعيون ملؤها الأسى والالتياع
                  

العنوان الكاتب Date
لا وطن في الحنين../رواية(في أجزاء//أحمد ضحية Sabri Elshareef03-21-06, 08:55 AM
  Re: لا وطن في الحنين../رواية(في أجزاء//أحمد ضحية Sabri Elshareef03-21-06, 08:56 AM
  Re: لا وطن في الحنين../رواية(في أجزاء//أحمد ضحية Sabri Elshareef03-21-06, 08:57 AM
  Re: لا وطن في الحنين../رواية(في أجزاء//أحمد ضحية Sabri Elshareef03-21-06, 08:58 AM
  Re: لا وطن في الحنين../رواية(في أجزاء//أحمد ضحية Sabri Elshareef03-21-06, 08:59 AM
  Re: لا وطن في الحنين../رواية(في أجزاء//أحمد ضحية Sabri Elshareef03-21-06, 09:01 AM
  Re: لا وطن في الحنين../رواية(في أجزاء//أحمد ضحية Sabri Elshareef03-21-06, 09:04 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de