نجاج كبير للسياسة الخارجية وخيبة للأعداء:9 أشهرلقوات الإتحاد الإفريقي

Quote: البريطانيون في العراق الأكثر تضررا تليهم القوات المنتشرة في أفغانستان والبوسنة ارتفاع حالات الانتحار والإدمان والشذوذ بين القوات الأوروبية المتواجدة في الخارج بروكسل: فكرية أحمد كشف تقرير عسكري أوروبي عن تزايد الخسائر البشرية والمعنوية بين القوات الأوروبية التي يتم إرسالها في عمليات عسكرية بالخارج أو ضمن بعثات دولية لحفظ السلام. وقال مصدر عسكري أوروبي إن هذه الخسائر والأضرار اتضحت بقوة في السنوات الخمس الأخيرة بين صفوف الجيوش الأوروبية التي شاركت في العراق وعلى رأسها بريطانيا، وفي أفغانستان وعلى رأسها ألمانيا وهولندا ومن قبلها في الكونغو ثم البوسنة حيث تعد الأخيرة الأقل تضررا. وقال التقرير إنه لوحظ تزايد حالات العنف والشذوذ والإدمان بين هذه القوات الأوروبية في الخارج، وأشار إلى إصابتهم بأمراض نفسية أخطرها الهواجس والقلق والاكتئاب التي تدفع الكثير منهم إلى الانتحار أو محاولة الانتحار، وإن نسبة 15% على الأقل من الجنود الأوروبيين المتواجدين في الخارج يقبلون على تعاطي المخدرات وتناول الخمور بصورة تصل إلى الإدمان على الرغم من تحريم تعاطي هذه المواد إبان الخدمة العسكرية، إلى جانب الإفراط في تناول الأقراص المخدرة أو المهدئات. وأشار التقرير إلى أن نسبة 27% من المتطوعين يرفضون الاستمرار في الخدمة العسكرية بعد عودتهم من مهامهم بالخارج ويفضلون ترك الخدمة والتقاعد المبكر حتى وإن كانت لهم رتب عسكرية مرموقة أو عالية، فضلا عن نسبة تصل إلى 35% من هؤلاء يفشلون اجتماعيا بعد عودتهم من مهامهم في الخارج، سواء بالطلاق من زوجاتهم أو بترك من يرتبطون بهن من النساء، وذلك بسبب متغيرات مزاجية وعصبية تعتريهم إبان فترة التواجد بعيدا عن الوطن، وبسبب مشاهد العنف والدماء، والأساليب غير الإنسانية التي يضطرون إلى استخدامها أو اللجوء إليها تنفيذا للأوامر العسكرية الصادرة لهم لحفظ الأمن والسلام بالمناطق المتواجدين بها. وقال التقرير إن نسبة تزيد عن 8 % من هؤلاء تلجأ إلى العلاقات الجنسية الشاذة، وذلك على الرغم من عدم وجود ميول سابقة للشذوذ لديهم قبل مغادرتهم أوطانهم، أو إلى علاقات العنف الجنسي "السادية" ويتسبب هذا في فشل علاقاتهم الخاصة أو الأسرية التي كانوا عليها قبل مغادرتهم أوطانهم، وإن هذه النسبة تضاف إلى الأعداد الأولى التي لديها استعداد طبيعي للشذوذ، وكثير من هؤلاء العائدين يبحثون عن "العاهرات" في الشوارع أو بيوت الدعارة الرسمية لإقامة العلاقات بعيدا عن علاقتهم المشروعة كنوع من التنفيس عن التوتر النفسي الذي أصابهم. وسجل التقرير نسبة 36% من حالات التحرش الجنسي بين القوات بعضها ببعض خاصة تجاه المجندات اللاتي قد يرافقن القوات في عملياتها بالخارج، بجانب تزايد حالات الشجار. وقال التقرير إن سمعة القوات الأوروبية في العديد من عمليات حفظ السلام بالخارج لم تكن فوق مستوى الشبهات، فهناك اتهامات ضدهم بالاغتصاب بالبوسنة وباستغلال الأطفال والقاصرات وبالاتجار في المخدرات، واتهامات بتهريب الماس والمخدرات من دول إفريقية مثل الكونغو، وأخرى بممارسة أعمال غير إنسانية سابقا في الصومال كتقديم الفحم المغموس بالعسل للأطفال على أنه قطع من الشوكولاته، وقيامهم بإحراق أحد الأطفال وشيه على النيران وهم يمزحون. وقال التقرير إن تواجد الجنود الأوروبيين في الخارج تختلف أضراره على أفراد هذه القوات من دولة لأخرى، فتقل هذه الأضرار حال تواجد القوات في دولة بالقارة الأوروبية، فيما تتزايد حال تواجدها خارج أوروبا وتصبح أكثر تعقيدا إذا ما تواجدت بدولة عربية أو إسلامية. وأكد التقرير أن تواجد القوات الأوروبية في دول عربية إسلامية يتسبب في صدمة نفسية لدى القوات الأوروبية لاختلاف العادات والتقاليد، ولضرورة تقبلهم للظروف البيئية والاجتماعية المختلفة المتواجدين بها، ولوجود مخاوف لديهم من غضبة أو ثورة المجتمعات الإسلامية والعربية حال ارتكابهم أي تصرف غير مقبول، وهو ما يمثل عبئا نفسيا كبيرا يضاف إلى أعبائهم العسكرية المكلفين بها. وركز التقرير في جانب منه على الأضرار التي لحقت بالقوات البريطانية التي تم إرسالها للعراق واستبدالها بأخرى خلال الفترة الماضية، حيث أكد أن نسبة كبيرة من الجنود البريطانيين يعانون من حالات نفسية تتمثل في هياج عصبي وتوتر، أو في انطواء وعزلة، وقد تسبب كثيرون منهم في تدمير حياتهم الاجتماعية، بسبب ما واجهوه من أعمال عنف وأيضا ما تورط فيه الجنود البريطانيون من عمليات تعذيب وقتل ضد العراقيين. وأكد التقرير أن نسبة لا يمكن تجاهلها من القوات الأوروبية التي تعود من مهامها بالخارج تصاب بأمراض غامضة، سواء كانت جلدية أو أخرى تتعلق بالمخ والجهاز الهضمي، وأن معظم هذه الأمراض يرجع إلى تفسيرات تؤكد تعرضهم لإشعاعات نووية، أو إلى التعامل مع ذخيرة حية ملوثة بالإشعاعات النووية، أو إلى تناولهم أطعمة مسممة أو مياهاً ملوثة، حيث تكون المؤن ومياه الشرب المقدمة إليهم محفوفة بمخاطر التلوث أو التسمم. وانتهى التقرير إلى أنه إذا كانت الدول الأوروبية تسعى الآن إلى تفعيل أدوارها العسكرية في الخارج فيجب عليها إعادة النظر في الإجراءات التي يتم على أساسها اختيار القوات المرسلة ونوعياتها، وألا يتم إجبار أفراد القوات على السفر في مهمات خارجية، بل تتم هذه العمليات بصورة طوعية في المقام الأول، وألا يستمر بقاء أي من هذه القوات فترة تزيد عن 3 أشهر خارج الوطن، وإذا زادت الفترة تتم عملية إبدالهم وإحلالهم بقوات أخرى حفاظا على العلاقات الاجتماعية لأسر هؤلاء الجنود وعلى استمرارية ارتباطهم بمجتمعهم. كما أوصى التقرير بإعادة النظر في المكافآت التي يتم تقديمها للجنود مقابل اشتراكهم في مهام بالخارج، حيث أكد على ضآلة هذه المكافآت وعدم توازنها مع المخاطر التي تواجه الجنود في الخارج بمناطق الصراع الساخنة، وأن تتم إعادة النظر في المؤونة ومياه الشرب التي يحصل عليها الجنود الأوروبيون في الخارج، وأن تبتعد مهامهم بالخارج عن المواجهات العسكرية المباشرة.