|
Re: كـم أنــا حزين ... غـادرت روشــســتر مينيســوتا (Re: خالد الأيوبي)
|
تعرف يا خالد ، بالأمس كنت قاعد في قعده ( هلس على خفيف ) ، وبعدين جات السيره .. سألت صديق جزائري كان معانا ، بعد ما يخلص من مدة إنتدابو هيعمل شنو ؟ قال لي : هروح لى بلد تانيه !
قلت له أني لم أعمل من قبل بالسلك الدبلوماسي ولا في التربية والتعليم ولا في السكه حديد ، لكني أعرف تماماً ألم الإنتقال .. إنه ألم عميق وموجع ... إنه إنتزاع ، بعد أن تكون خلقت علاقاتك وكونت شبكه عصبية مع المكان وترعرعت في قلبك عاطفة ومحبة تجاه الناس والمحيط ..
أنا مريت بالتجربة دي اربع مرات ، إنتقلت نقلات كبيره : من ألمانيا للسودان ( حلة خوجلي ) ؛ ومن السودان للإسكندرية ؛ ومن الإسكندرية للقاهرة ؛ ومن القاهرة للسودان ( تاني ) .. كل مره كنت بغادر مكان ، كانت روحي بتتحز حز .. بسيب وراي بيت وعيون جيران حفظت بصماتها ، وكفوف صاحبت كفاي خطوطها الداخلية ، وبنات أعرف مواعيد غيابهن وإيابهن ، وطرقات درست مزاجها بدربة .. والمهم كمان الباب !! الباب الطيب الصابر ، الذي أدخل وأطلع منه كل يوم وظهيرة ومساء .. الباب الذي لا يمل حين اخرج وأجيهو راجع بعد ثواني لأني نسيت حاجه جوه .. تترك كل هذا ، وتترك الباب وتغادر !! يا الله ..
عشان كده علاقتي مع المكان بقت حذره جداً وخفيفة (Light ) عشان الروح .. وعشان أحافظ على طاقتي النفسية .. الآن بقيت برتاح في الشارع وأنا ماشي ، أو في القطر أو الطياره أو وأنا سايق العربية .. حالة الـ( لا مكان ) دي صبحت بتريحني ، بتخليني أشعر بالحرية وعدم الإرتباط ، والقدره على المناوره وإتخاذ القرار ..
ربك يديم المعروف يا خالد ويجعلو عامر ..
... طلال
|
|
|
|
|
|