استـــقـالـة

Quote: الأخت صباح لك التحية يظل الواحد منا آمنا مطمئنا بعيد عن المخاطر مادام قابعا في بيته مستسلما متجنبا الخوض في الحياة يظل الجنين ضعيفا واهنا في بطن أمه ما دام تحت حماية أحشائها. ويبقى ضعيفا واهنا وهو تحت رعاية والديه وأهله. ولكن عندما تحين مرحلة خروجه لمواجهة الحياة يقوى عوده ويشتد ويكتسب من الخبرات والحيل ما يستطيع به أن يجابه المصاعب التي تواجهه. وحين يتصدى أحدنا لتوضيح رأيه بصراحة في ما يهمه من أمور الحياة فهو يتوقع أن يواجهه من يختلف معه بكل الأسلحة. ومع ذلك تظل الحماية موجودة، لأن الإنسان مهما بلغ من قوة يظل ضعيفا يحميه القانون، ويحميه السلطان، ويحميه العرف، ويحميه المجتمع ويحميه أصدقاؤه وأقرباؤه ومن يشاركونه الفكر عموما أو فكرة ما بصفة خاصة. ويفترض أن يناصره الذين لا يشاركونه فكره إن كانوا يتمعون بصفات النبل والكرامة. ولكن الأبصار والبصائر تعمى أحيانا، وحواجز الانتماء الضيق تحصر النظر دائما داخل دائرة هذا الانتماء فيصبح المرء أعمى عن رؤية وتمييز ما هو خير أو شر خارج هذه الدائرة. لذا فنحن نبتئس ونحزن ويصيبنا الإحباط لرؤية من كنا نظن فيهم الخير وهم يشيحون عنا النظر ويبتعدون عنا ونحن نتعرض لما نتعرض له. أنتِ خرجت بآراء وأفكار صريحة هذه الأراء قطعا ستجد من يقف ضدها، باختلاف درجة التضاد ولكنك أتيت وأنت تتوقيع (افتراضا) أنك ستواجهين بذلك. لذا، فإن الخروج في مثل هذه الحالة يعتبر هروبا من المعركة. أو استسلام والاستسلام هو إقرار بالضعف. كونك امرأة لا يعني أنك ضعيفة. كونك لم تجدي من يناصرك لا يعني أن الكل يختلف معك. ولكن فيهم من يخشى على نفسه من الدخول في المشاكل. وفيهم من يأنس فيك القوة والمقدرة على مجابهة الأمر بنفسك دون الحوجة إلى نصير. فلماذا تخسرين الرهان؟ لك التقدير