الشعر الجاهلي /// طه حسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-22-2024, 03:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-13-2006, 07:51 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشعر الجاهلي /// طه حسين (Re: Sabri Elshareef)

    الكتاب الثاني
    وكذلك كان شان هذه الأمة العربية ، تحضرت كما تحضر اليونان والرومان بعد بداوة ، وتأثرت كما تأثر اليونان والرومان بصروف سياسية مختلفة وأنتهي بها تكوينها السياسي إلي ما انتهي التكوين السياسي لليونان والرومان إليه من تجاوز الحدود الطبيعية وبسط السلطان علي الأرض وتركت كما ترك اليونان والرومان للإنسانية تراثا قيما خالدا فيه علم وأدب ودين .....
    نقلا عن مجلة القاهرة العدد (149 ) إبريل 1995

    أسباب انتحال الشعر

    -1 ليس الانتحال مقصورا علي العرب
    يجب أن يتعود الباحث درس تاريخ الأمم القديمة التي قدر لها أن تقوم بشيء من جلائل الأعمال ، وما اعترض حياتها من الصعاب والمحن وألوان الخطوب والصروف ، ليفهم تاريخ الأمة العربية علي وجهه ويرد كل شيء فيه إلي أصله .
    وإذا كان هناك شيء يؤخذ به الذين كتبوا تاريخ العرب وآدابهم فلم يوفقوا إلي الحق فيه .
    فهو أنهم لم يلموا إلماما كافيا بتاريخ هذه الأمم القديمة ، أو لم يخطر لهم أن يقارنوا بين الأمة العربية والأمم التي خلت من قبلها ، وإنما نظروا غلي هذه الأمة العربية كأنها امة فذة لم تعرف أحدا ولم يعرفها احد ، لم تشبه احد ولم يشبهها احد ، لم تؤثر في احد ولم يؤثر فيها احد ، قبل قيام الحضارة العربية انبساط سلطانها علي العالم القديم .
    والحق أنهم لو درسوا تاريخ هذه الأمم القديمة وقارنوا بينه وبين تاريخ العرب لتغير رأيهم في الأمة العربية ، ولتغير بذلك تاريخ العرب أنفسهم ، ولست اذكر من هذه الأمم القديمة إلا أمتين اثنتين : الأمة اليونانية والأمة الرومانية .
    فقد قدر لهاتين الأنتين في العصور القديمة مثل ما قدر للأمة العربية في العصور الوسطي .
    كلتاهما تحضرت بعد بداوة .
    وكلتاهما خضعت في حياتها الداخلية لهذه الصروف السياسية المختلفة .
    وكلتاهما انتهت إلي نوع من التكوين السياسي دفعها إلي أن تتجاوز موطنها الخاص وتغير علي البلاد المجاورة وتبسط سلطانها علي الأرض .
    وكلتاهما لم تبسط سلطانها علي الأرض عبثا وإنما نفعت وانتفعت وتركت للإنسانية تراثا قيما لاتزال تنتفع به غلي الآن : ترك اليونان فلسفة وأدبا ، وترك الرومان تشريعا ونظاما .
    وكذلك كان شان هذه الأمة العربية ، تحضرت كما تحضر اليونان والرومان بعد بداوة ، وتأثرت كما تأثر اليونان والرومان بصروف سياسية مختلفة وأنتهي بها تكوينها السياسي إلي ما انتهي التكوين السياسي لليونان والرومان إليه من تجاوز الحدود الطبيعية وبسط السلطان علي الأرض وتركت كما ترك اليونان والرومان للإنسانية تراثا قيما خالدا فيه علم وأدب ودين .
    وليس من العجب في شيء أن تكون العوارض التي عرضت لحياة العرب علي اختلاف فروعها مشبهة للعوارض التي عرضت لحياة اليونان والرومان من وجوه كثيرة .
    وفي الحق أن التفكير الهادىء في حياة هذه الأمم الثلاث ينتهي بنا إلي متشابهة إن لم نقل متحدة .
    ولم لا ؟
    أليست هذه الإشارة التي قدمناها إلي ما بين هذه الأمم الثلاث من شبهة تكفي لتحملك علي أن تفكر في أن مؤثرات واحدة أو متقاربة قد أثرت في حياة هذه الأمم فانتهت إلي نتائج واحدة أو متقاربة!
    ولسنا نريد أن نترك الموضوع الذي نحن بإزائه للبحث عما يمكن أن يكون من اتفاق أو افتراق بين العرب واليونان والرومان ، فنحن لم نكتب لهذا ، وإنما نريد أن نقول أن هذه الظاهرة الأدبية التي نحاول أن ندرسها في هذا الكتاب والتي يجزع لها أنصار القديم جزعا شديدا ليست مقصورة علي الأمة العربية ، وإنما تتجاوزها إلي غيرها من الأمم القديمة ، ولاسيما هاتين الأمتين الخالدتين .
    فلن تكون الأمة العربية أول أمة أنتحل فيها الشعر انتحالا وحمل علي قدمائها كذبا وزورا ، وإنما انتحل الشعر في الأمة اليونانية والرومانية من قبل وحمل علي القدماء من شعراؤهما ، وانخدع به الناس وآمنوا له ، ونشأت عن هذا الانخداع والإيمان سنة أدبية توارثها الناس مطمئنين إليها ، حتى هذا العصر الحديث وحتى استطاع النقاد من أصحاب التاريخ والأدب واللغة والفلسفة أن يردوا الأشياء إلي أصولها ما استطاعوا إلي ذلك سبيلا .
    وأنت تعلم أن حركة النقد هذه بالقياس إلي اليونان والرومان لم تنته بعد ، وأنها لن تنتهي غدا ولا بعد غد .
    وأنت تعلم أنها قد وصلت إلي نتائج غيرت تغيرا تاما ما كان معروفا متوارثا من تاريخ هاتي الأمتين وآدابهما .
    وأنت إذا فكرت فستوافقني علي أن منشأ هذه الحركة النقدية إنما هو في حقيقة الأمر تأثر الباحثين في الأدب والتاريخ بهذا المنهج الذي دعوت إليه في أول هذا الكتاب ، وهو منهج ديكارت الفلسفي .
    وسواء رضينا أو كرهنا فلابد من أن نتأثر بهذا المنهج في بحثنا العلمي والأدبي كما تأثر من قبلنا به أهل الغرب .
    ولابد من أن نصطنعه في نقد آدابنا وتاريخنا كما أصطنعه أهل الغرب في نقد آدابهم وتاريخهم .
    ذلك لأن عقليتنا نفسها قد أخذت منذ عشرات من السنين تتغير وتصبح غربية ، أو قل أقرب إلي الغربية منها إلي الشرقية .
    وهي كلما مضي عليها الزمن جدت في التغير وأسرعت في الاتصال بأهل الغرب .
    وإذا كان في مصر الآن قوم ينصرون القديم وآخرون ينصرون الجديد ، فليس ذلك إلا لأن في مصر قوما قد اصطبغت عقليتهم بهذه الصبغة الغربية ، وآخرين لم يظفروا منها بحظ أو لم يظفروا منها إلا بحظ قليل .
    وانتشار العلم الغربي في مصر وازدياد انتشاره من يوم إلي يوم واتجاه الجهود الفردية والجماعية إلي نشر هذا العلم الغربي ، كل هذا سيقضي غدا أو بعد غد بأن يصبح عقلنا غربيا ، وأن ندرس آداب العرب وتاريخهم متأثرين بمنهج ديكارت كما فعل أهل الغرب في درس آدابهم وآداب اليونان والرومان .
    ولقد أحب أن تلم إلماما قليلا بأي كتاب من هذه الكتب الكثيرة التي تنشر الآن في أوروبا في تاريخ الآداب اليونانية أو اللاتينية ، وأن تسأل نفسك بعد هذا الإلمام ماذا بقي مما كان يعتقده القدماء في تاريخ الآداب عند هاتين الأمتين : أحق ما كان يعتقده القدماء في شان الإلياذة والأوديسا ؟
    أحق ما كانوا يتحدثون به بل ما كانوا يؤمنون به في شأن ( هوميروس ) و (هيريودوس ) وغيرهما من الشعراء القصصيين ؟
    أحق ما كان القدماء يتخذونه أساسا لسياستهم وعلمهم وآدابهم وحياتهم كلها من أخبار اليونان والرومان ؟
    إن من اللذيذ حقا أن تقرأ ما كتب (هيرودوت ) في تاريخ اليونان ، و (تيتوس ليفوس ) في تاريخ الرومان ، وما يكتب المحدثون الآن في تاريخ هاتين الأمتين .
    ولكنك لا تكاد تجد شيئا من الفرق بين ما كان يتحدث به ابن إسحاق ويرويه الطبري من تاريخ العرب وآدابهم ، وما يكتبه المؤرخون والأدباء في هذا العصر .
    ذلك لأن الكثرة من هؤلاء المؤرخين والأدباء لم تتأثر بعد بهذا المنهج الحديث ، ولم تستطع بعد أن تؤمن بشخصيتها وأن تخلص هذه الشخصية من الأوهام والأساطير .
    وإذا كان قد قدر لهذا الكتاب ألا يرضي الكثرة من هؤلاء الأدباء والمؤرخين فنحن واثقون بأن ذلك لن يضيره ولن يقلل من تأثيره في هذا الجيل الناشيء .
    فالمستقبل لمنهج ( ديكارت ) لا لمنهج القدماء .
    -2 السياسة وانتحال الشعر قلت أن العرب قد خضعوا لمثل ما خضعت له الأمم القديمة من المؤثرات التي دعت إلي انتحال الشعر والأخبار .
    ولعل أهم هذه المؤثرات التي طبعت الأمة العربية وحياتها بطابع لا يمحى ولا يزول هو هذا المؤثر الذي يصعب تمييزه والفصل فيه ، لأنه مزاج من عنصرين قويين جدا ، هما السياسة والدين .
    والحق أن لا سبيل إلي فهم التاريخ الإسلامي مهما تختلف فروعه إلا إذا وضحت هذه المسألة (مسألة الدين والسياسة ) توضيحا كافيا .
    فقد أرادت الظروف ألا يستطيع العرب منذ ظهور الإسلام أن يخلصوا من هذين المؤثرين في لحظة من لحظات حياتهم في القرنين الأول والثاني .
    هم مسلمون لم يظهروا علي العالم إلا بالإسلام ، فهم محتاجون إلي أن يعتزوا بهذا الإسلام ويرضوه ويجدوا في اتصالهم به ما يضمن لهم هذا الظهور وهذا السلطان الذي يحرصون عليه .
    وهم في نفس الوقت أهل عصبية وأصحاب مطامع ومنافع ، فهم مضطرون إلي أن يرعوا هذه العصبية ويلائموا بينها وبين منافعهم ومطامعهم ودينهم .
    وإذن فكل حركة من حركاتهم وكل مظهر من مظاهر حياتهم متأثر بالدين ، متأثر بالسياسة .
    وإذا كانت حياتهم كما نصف تأثرا متصلا بالدين والسياسة ، واجتهادا متصلا في التوفيق بسنهما ، أو بعبارة أصح : في الاستفادة منهما جميعا ، فخليق بالمؤرخ السياسي أو الأدبي أو الاجتماعي أن يجعل مسألة الدين والسياسة عند العرب أساسا للبحث عن الفرع الذي يريد أن يبحث عنه من فروع التاريخ .
    وستري عندما نتعمق بك قليلا في هذا الموضوع أنا لسنا غلاة ولا مخطئين .
    وأول ما يحسن أن نلاحظه هو هذا الجهاد العنيف الذي اتصل بين النبي وأصحابه من ناحية ، وبين قريش وأوليائها من ناحية أخري .
    أما في أول عهد الإسلام بالظهور حين كان النبي وأصحابه في مكة فقد كان هذا الجهاد جدليا خالصا ، وكان النبي يكاد يقوم به وحده بإزاء الكثرة المطلقة من قومه ، يجادلهم بالقرآن ويقارعهم بهذه الآيات المحكمات ، فيبلغ منهم ويفحمهم ويضطرهم إلي الإعياء .
    وهو كلما بلغ من ذلك حظا أنتصر له من قومه فريق حتى تكون له حزبا ذو خطر ولكنه لم يكن حزبا سياسيا ، ولم يكن يطمع في ملك ولا تغلب ولا قهر ، أو لم يكن ذلك في دعوته .
    غير أن هذا الحزب كان كلما اشتدت قوته وقوي أسره اشتدت مناضلة قريش له وفتنتها إياه حتى كان ما تعلم من الهجرة الأولي ثم من هجرة النبي إلي المدينة .
    وليس هذا موضع البحث عن هذه الهجرة إلي المدينة ، وعما أعد الأنصار لنصر النبي وإيوائه ، وعن النتائج المختلفة التي أنتجتها الهجرة .
    ولكنا نستطيع أن نسجل مطمئنين أن هذه الهجرة قد وضعت مسألة الخلاف بين النبي وقريش وضعا جديدا جعلت الخلاف سياسيا يعتمد في حله علي القوة والسيف بعد ان كان من قبل دينيا يعتمد علي الجدال والنضال بالحجة ليس غير .
    منذ هاجر النبي إلي المدينة تكونت للإسلام وحدة سياسية لها قوتها المادية وبأسها الشديد ، وأحست قريش أن الأمر قد تجاوز الأوثان والآراء المو######## والسنن القديمة ، إلي شيئا آخر كان فيما يظهر أعظم خطرا في نفوس قريش من الدين وما يتصل به ، وهو السيادة السياسية في الحجاز ، والطرق التجارية بين مكة والبلاد التي كانت ترحل إليها بتجارتها في الشتاء والصيف .
    وأنت تعلم أن الاستيلاء علي العير هو اصل الوقعة الكبرى الأولي بين النبي وقريش في بدر .
    فليس من شك إذن في أن الجهاد بين النبي وقريش كان دينيا خالصا ما أقام النبي في مكة .
    فلما أنتقل إلي المدينة أصبح هذا الجهاد دينيا وسياسيا واقتصاديا ، وأصبح موضوع النزاع بين قريش والمسلمين ليس مقصورا علي أن الإسلام حق أو غير حق ، بل هو يتناول مع ذلك الأمة العربية أو الحجازية علي أقل تقدير لمن تذعن ، والطرق التجارية لمن تخضع .
    وعلي هذا النحو وحده تستطيع أن تفهم سيرة النبي منذ أن هاجر إلي المدينة لا مع قريش وحدها بل مع غيرها من العرب ، بل مع اليهود أيضا .
    ولكننا لا نكتب تاريخ النبي وإنما نريد أن نصل مسرعين إلي ما يعنينا من هذا كله ، وهو أن استحالة الجهاد إلي جهاد سياسي بعد أن كان جهاد دينيا قد استحدث عداوة بين مكة والمدينة ، أو بين قريش والأنصار لم تكن موجودة من قبل .
    فالسيرة تحدثنا بأن صلات المودة كانت قوية بين قريش وبين الأوس والخزرج قبل أن يهاجر النبي إلي المدينة .
    وكان هذا معقولا وطبيعيا ، فقد كان الأوس والخزرج علي طريق قريش إلي الشام .
    ولم يكن بد لهذه المدينة التجارية التي تسمي مكة من أن تؤمن طرقها التجارية وتوثق صلات الود مع الذين يستطيعون أن يعرضوا هذه الطريق إلي الخطر .
    نشأت إذن بعد الهجرة عداوة بين مكة والمدينة ، وما هي إلا أن اصطبغت هذه العداوة بالدم يوم أنتصر الأنصار في " بدر " ويوم انتصرت قريش في " أحد " .
    وما هي إلا أن اشترك الشعر في هذه العداوة مع السيف ، فوقف شعراء الأنصار وشعراء قريش يتهاجون ويتجادلون ويتناضلون ، يدافع كل فريق عن أحسابه وأنسابه ويشيد بذكر قومه .
    ثم كان الموقف دقيقا ، فقد كان شعراء الأنصار يدافعون قريشا عن النبي وأصحابه ، وهم من خلاصة قريش .
    ويجب أن يكون هذا الهجاء قد بلغ أقصي ما يمكن من الحدة والعنف ، فإن النبي كان يحرض عليه ، ويثيب أصحابه ويقدمهم ويعدهم ، مثل ما كان يعد المقاتلين من الأجر والمثوبة عند الله ، ويتحدث أن جبريل كان يؤيد "حسانا " .
    كثر الهجاء إذن واشتد بين قريش والأنصار لما كثرت الحرب واشتدت .
    وأنت تعلم مقدار حظ العرب من العصبية وحرصهم علي الثأر للدماء المسفوكة ، وجدهم في الدفاع عن الأعراض المنتهكة .
    فليس غريبا أن تبلغ الضغينة بين هذين الحيين من أهل الحجاز أقصي ما كانت تستطيع أن تبلغ .
    وقد مضت قريش في جهادها بالسنان واللسان والأنفس والأموال ، وأعانها من أعانها من العرب واليهود ، ولكنها لم توفق .
    وأمست ذات يوم إذا خيل النبي قد أظلت مكة ، فنظر زعيمها وحازمها أبو سفيان فإذا هو بين اثنتين : إما أن يمضي في المقاومة فتفني مكة وإما أن يصانع ويصالح ويدخل فيما دخل فيه الناس وينتظر لعل هذا السلطان السياسي الذي انتقل من مكة إلي المدينة ومن قريش إلي الأنصار أن يعود إلي قريش وإلي مكة مرة أخري .
    أسلم أبو سفيان وأسلمت معه قريش ، وتمت للنبي هذه الوحدة العربية ، وأصبح الناس جميعا في ظاهر الأمر أخوانا مؤتلفين في الدين .
    ولعل النبي لو عمر بعد فتح مكة زمنا طويلا لاستطاع أن يمحو تلك الضغائن ، وأن يوجه نفوس العرب وجهة أخري ، ولكنه توفي بعد الفتح بقليل ، ولم يضع قاعدة للخلافة ، ولا دستورا لهذه الأمة التي جمعها بعد فرقة .
    فأي غرابة في أن تعود تلك الضغائن إلي الظهور وفي أن تستيقظ الفتنة بعد نومها ، وفي أن يزول هذا الرماد الذي كان يخفي تلك الأحقاد !
    وفي الحق أن النبي لم يكد يدع هذه الدنيا حنى أختلف المهاجرون من قريش والأنصار من الأوس والخزرج في الخلافة أين تكون ؟ ولمن تكون ؟
    وكاد المر يفسد بين الفريقين لولا بقية من دين وحزم نفر من قريش ، ولولا أن القوة المادية كانت إذ ذاك إلي قريش .
    فما هي إلا أن أذعنت الأنصار وقبلت أن تخرج منهم الإمارة إلي قريش .
    وظهر أن الأمر قد استقر بين الفريقين ، وأنهم قد اجمعوا علي ذلك لا يخلفهم فيه إلا سعد بن عبادة الأنصاري الذي أبي أن يبايع أبا بطر ، وأن يبايع عمر ، وأن يصلي بصلاة المسلمين ، وأن يحج بحجهم وظل يمثل المعارضة قوي الشكيمة ماضي العزيمة ، حتى قيل غيلة في بعض أسفاره .
    قتلته الجن فيما يزعم الرواة .
    وانصرفت قوة قريش والأنصار إلي ما كان من انتقاض العرب علي المسلمين أيام أبي بكر ، وإلي ما كان من الفتوح أيام عمر .
    ولكن المقيمين من أولئك وهؤلاء في مكة والمدينة لم يكونوا يستطيعون أن ينسوا تلك الخصومة العنيفة التي كانت بنهم أيام النبي ، ولا تلك الدماء التي سفكت في الغزوات .
                  

العنوان الكاتب Date
الشعر الجاهلي /// طه حسين Sabri Elshareef02-19-06, 10:59 AM
  Re: الشعر الجاهلي /// طه حسين Sabri Elshareef02-22-06, 08:08 AM
    Re: الشعر الجاهلي /// طه حسين Dr.Elnour Hamad02-22-06, 08:46 AM
  Re: الشعر الجاهلي /// طه حسين Sabri Elshareef02-22-06, 08:59 AM
  Re: الشعر الجاهلي /// طه حسين Sabri Elshareef02-22-06, 11:22 AM
  Re: الشعر الجاهلي /// طه حسين Sabri Elshareef02-22-06, 11:23 AM
  Re: الشعر الجاهلي /// طه حسين Sabri Elshareef02-22-06, 11:24 AM
  Re: الشعر الجاهلي /// طه حسين Sabri Elshareef02-22-06, 11:25 AM
  Re: الشعر الجاهلي /// طه حسين Sabri Elshareef02-22-06, 11:29 AM
  Re: الشعر الجاهلي /// طه حسين Sabri Elshareef02-22-06, 11:30 AM
  Re: الشعر الجاهلي /// طه حسين Sabri Elshareef02-22-06, 11:31 AM
  Re: الشعر الجاهلي /// طه حسين Sabri Elshareef02-22-06, 11:33 AM
  Re: الشعر الجاهلي /// طه حسين Sabri Elshareef02-22-06, 11:39 AM
  Re: الشعر الجاهلي /// طه حسين Sabri Elshareef02-22-06, 12:23 PM
  Re: الشعر الجاهلي /// طه حسين Sabri Elshareef02-22-06, 12:25 PM
  Re: الشعر الجاهلي /// طه حسين Ahmed Khalil02-22-06, 12:38 PM
    Re: الشعر الجاهلي /// طه حسين Ahmed Khalil02-22-06, 02:32 PM
  Re: الشعر الجاهلي /// طه حسين Sabri Elshareef02-22-06, 08:30 PM
  Re: الشعر الجاهلي /// طه حسين Sabri Elshareef04-13-06, 07:51 PM
  Re: الشعر الجاهلي /// طه حسين Sabri Elshareef04-13-06, 07:53 PM
  Re: الشعر الجاهلي /// طه حسين Sabri Elshareef04-13-06, 07:54 PM
  Re: الشعر الجاهلي /// طه حسين Sabri Elshareef04-13-06, 07:55 PM
  Re: الشعر الجاهلي /// طه حسين Sabri Elshareef04-13-06, 07:56 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de