هل تطفئ رياح الإنفصال.. مصابيح الوحدة؟! - محمد الحسن احمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 00:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-16-2006, 08:13 AM

أحمد


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل تطفئ رياح الإنفصال.. مصابيح الوحدة؟! - محمد الحسن احمد


    جريدة الراي العام
    الاستاذ محمد الحسن احمد

    في المبتدأ كان ينظر الى زيارة السيدة ربيكا قرنق الى الولايات المتحدة بحسبانها زيارة اجتماعية وجهت فيها الدعوة أيضاً للدكتور الصادق الهادي المهدي ، لكنها بسبب الهالة التي لازمت الزيارة منذ اللحظات الأولى تبين أن وراء الأكمة ما وراءها خاصة أنها اجتمعت بالرئيس الأمريكي أكثر من مرة، ولم يقتصر حديث الرئيس معها عن الجنوب واتفاق السلام وإنما شمل دارفور أيضاً، وزيارتها المرتقبة لغرب السودان. بل وحتى الرئيس بوش في لقائه مع كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة تطرق الى اجتماعه مع ربيكا وصرح بذلك في تعليقه حول ما جرى بينه وبين كوفي عنان في ما يتعلق بدارفور وألمح الى احتمالات أن يلتقيها مرة أخرى!

    وفي البداية أيضاً ظن الكثيرون أنها لم تخطر سفارة السودان بمقدمها الميمون من باب أنها زيارة خاصة أو جهلاً بالمقتضيات البروتوكولية، لكنها عندما بلغها التساؤل والاستغراب ردت على الفور: أنها ستستمر في تعاملها مع واشنطون عبر مكتب الحركة الشعبية فقط، وزادت: «دعوني أعطيكم مثالاً حياً لممارسات النظام الذي نتعامل معه، سفير السودان في واشنطون أحدث ضجة كبيرة حول زيارتي هذه بسبب عدم استعانتي بالسفارة في النواحي البروتوكولية. من منكم يرضى أن يتعامل مع سفارة سودانية في كل أنحاء العالم؟ وما دمنا لم نمنح مشاركة في إدارة السفارات والخدمات المدنية الأخرى، فستبقى سياسات السودان الخارجية تهم فقط حزب المؤتمرالوطني. ولن يتعامل أي مسؤول من الحركة مع السفارات السودانية، وحالياً سنستمر في استخدام مكتب الحركة الشعبية في واشنطون للتنسيق مع الحكومة الأمريكية، ولقد ناقشت ذلك مع بوش وإدارته».

    صحيح أن ربيكا قالت فيما قالت خلال أحاديثها العديدة في أمريكا: أنها إنفصالية وزوجها كان وحدوياً! ولهذا فهي تسلك سلوك الإنفصاليين. ولكن الأصح أيضاً أنها بهجومها الشنيع والكاسح على الدبلوماسية السودانية إنما تستهدف لام أكول وزير الخارجية الذي هو من الحركة الشعبية واختياره تم بإلحاح من رئيس الحركة سلفاكير، وهجومها عليه ينسحب على سلفاكير أيضاً ويصنفها ضمن الجناح الساعي لإقصاء سلفا من سدة الزعامة ويرشحها هي لتوليها!

    ولعلنا نذيع سراً لو دحضنا إدعاءها بأن المؤتمر الوطني حرم الحركة من نصيبها في التمثيل الدبلوماسي لأن مدى علمنا: أن وزير الخارجية اعترض على اختيار أشخاص غير أكفاء لملء وظائف دبلوماسية عالية المستوى وطالب بضرورة الالتزام بالمستويات المطلوبة. وهذا هو أحد أسباب الهجوم عليه وأنه لا أحد في الحكومة أو المؤتمر الوطني اعترض على حصة الجنوب في التمثيل الدبلوماسي. وربيكا تعلم هذه الحقيقة لكنها أرادت أن تصطاد عدة عصافير بحجر واحد.: الهجوم على الشمال، فالهجوم على قيادة الحركة، والهجوم بصفة خاصة على لام أكول ومواقفه إجمالاً، ومن بينها رفضه لتنصيب شخصيات في السلك الدبلوماسي بدون المؤهلات المناسبة.. هنا تكمن المشكلة!

    لكن الأدهى من ذلك هو: هل أمريكا مخدوعة بما قالته ربيكا ومن هم خلفها؟ أم هي عالمة بالحقيقة ويناسب هواها ما رددته ربيكا؟ من الصعب القطع بإجابة شافية، بيد أن كل الاحتمالات مفتوحة. وأرجحها يمكن إيجازه في ما يلي:-

    * هناك من يتساءل عن أسباب عدم لقاء بوش لسلفاكير عند زيارته لواشنطون ولقاءاته المتعددة من ربيكا بينما الأول هو رئيس الحركة والنائب الأول لرئيس الجمهورية، وبينما الثانية مجرد وزيرة إقليمية وزيارتها ذات طابع اجتماعي وزيارة سلفا رسمية! وهذه التساؤلات ترجح أن ربيكا مرشحة للزعامة بدلاً عن سلفا وأن خطها الانفصالي هو الأنسب للبيت الأبيض خاصة أنها دشنت هذا الخط علناً في واشنطون!

    ولعل ما يعزز هذا التوافق أن ربيكا تطالب أمريكا بالتعامل مباشرة مع الجنوب الى درجة تأسيس علاقات دبلوماسية بينما رفض سلفا رفع العقوبات الأمريكية، عن الجنوب دون سائر السودان إبان زيارته لأمريكا! وهذا ما صرح به لام أكول وزير الخارجية في أكثر من مناسبة.

    * وإذا كان سلفا مع خط الحركة الشعبية لبناء السودان الجديد فإن ربيكا بخطها الانفصالي المعلن تبدو وكأنها تغرد خارج السرب ، وأكثر من ذلك يبدو أن انقلاباً قد حدث في كل الجبهات. بدءاً بالولايات المتحدة مروراً بالشريحة المتصدرة تولي ربيكا الزعامة مكان زوجها قرنق، وهؤلاء وأولئك كانوا محسوبين على خط «الوحدة» تحت شعار السودان الجديد، بل وبعضهم مارس تفريغ إشاعات بأن سلفا انفصالي بعيد توليه المسؤولية مباشرة للنيل من صورته في الإطار العام!

    * والحملة بدت أكثر ضراوة واستمراراً ضد الدكتور لام أكول وزير الخارجية وأكثر سفوراً بالهجوم المباشر من ربيكا في واشنطون ضد كل سفارات السودان، ومن ثم مذكرة الأربعة التي تتهمه بأنه يجاري خط المؤتمر الوطني لا خط الحركة لكأن السياسة الخارجية قابلة للتجزئة ولها عدة خطوط! وتبدو الولايات المتحدة متضامنة مع الهجوم الذي يُشن عليه، لأنه كان في نيويورك قبل أيام ولم تطأ قدماه واشنطون لأن الجهات الرسمية، لم تتفضل بدعوته وقد تردد أنها تباطأت في الإذن له حتى بالدخول! لكن ترحيب بريطانيا به كان حاراً وودوداً للغاية الى درجة أبدى فيها وزير الخارجية البريطاني الإعجاب به وباختياره للمنصب. وأمريكا تأخذ على لام أكول الكثير ومن بين موقعه الصاعد ضد تدويل قوات دارفور!

    * ونغادر ربيكا مشيرين لأول رد فعل من الحركة حول مواقفها في واشنطون جاء من لام أكول في تصريحات صحفية له في الدوحة إذ قال:إن ربيكا ستسأل عن تصريحاتها الأخيرة بعد عودتها من الولايات المتحدة وسنتخذ ما نراه مناسباً من مواقف، لأننا لا نريد أن نتحدث علناً بأنها صرحت تصريحات خارجة عن السياسة العامة وكل مسؤول يصرح فهناك نظم على المستوى الحزبي في الحركة الشعبية للمساءلة، أو على المستوى الحكومي إذا كان هناك خروج عن الخط العام.

    ولعل ما يمكن استشفافه من تصريحات لام أكول أن الانقسامات داخل الحركة ستأخذ منحى أقرب للمواجهات بين التيارين الرئيسيين ولكنها مواجهات ستكون عصية على الحل لأن أغلبية المكتب القيادي الذي لم يطرأ أي تغيير فيه بعد رحيل قرنق هوالصف الموالي لربيكا ومن هم خلفها بينما جل القيادات والقواعد العسكرية في الصف الآخر. ولا نريد الخوض في هذا المضمار آملين في لملمة الخلافات لأنها تنعكس على مجمل أوضاع السودان وتزيد من الفرقعات الإعلامية كما لمسنا من مواقف وتصريحات ربيكا في أمريكا.

    وقطعاً نظلم ربيكا لو وضعنا على كتفيها مسؤولية كل الرياح العاصفة لإطفاء شموع الوحدة، فهناك دينق ألور، وباقان أموم الذي رافقها في زيارة أمريكا. وعلى صعيد المؤتمر الوطني هناك منبر السلام الذي يدعو لانفصال الشمال عن الجنوب.

    وفي كل الأحوال فإن الأجواء مشبعة جداً بكل ما يجعل الطريق الى الانفصال هو السالك، وأن جاذبية الوحدة لا بريق لها على الإطلاق. والظاهرة التي تستحق الالتفات هي أن قطاعات متعددة من الشماليين أخذت تردد لأول مرة أنها تفضل الانفصال بعضها مرده اليأس من أي أمل في جدية أهل الجنوب في الوحدة، وبعضها قناعة بأن الجنوب كان ولم يزل يمثل عبئاً على شمال السودان.

    وحتى سلفاكير الرجل الذي كشفت الصراعات الدائرة في الحركة أنه وحدوي بكل المقاييس ألقت المشاكل الطبيعية التي واجهت تنفيذ الاتفاقية أمامه ما جعله في مؤتمره الصحفي يخلص الى أن مسالك الوحدة ليست جاذبة.

    وبالمثل جاء خطاب الرئيس البشير بالأمس في الجنوب انعكاساً للجو السائد حيث أعلن جدية حكومته بالعمل لتحقيق الوحدة الطوعية مع احترام نتيجة الاستفتاء أياً كانت وأنه مستعد للمشاركة في الاحتفال بقيام دولة جديدة إذا أقرها المواطنون.

    لقد ظللنا ننادي أن شعار جاذبية الوحدة لن يكون له تأثير ما لم تنشأ مفوضية تولي هذا الشعار ما يستحقه من أهمية وما لم تترجم كل الأطراف الاتفاقية الى واقع معاش بصدق وحسن نية ومجهود تشارك فيه كل القوى السياسية. وللأسف أننا نلمس الآن أن رياح الانفصال تكاد تطفئ ما تبقى من مصابيح الوحدة
                  

العنوان الكاتب Date
هل تطفئ رياح الإنفصال.. مصابيح الوحدة؟! - محمد الحسن احمد أحمد02-16-06, 08:13 AM
  Re: هل تطفئ رياح الإنفصال.. مصابيح الوحدة؟! - محمد الحسن احمد أحمد02-16-06, 08:18 AM
    Re: هل تطفئ رياح الإنفصال.. مصابيح الوحدة؟! - محمد الحسن احمد charles deng02-16-06, 11:40 AM
      Re: هل تطفئ رياح الإنفصال.. مصابيح الوحدة؟! - محمد الحسن احمد Mario Deng02-16-06, 12:29 PM
        Re: هل تطفئ رياح الإنفصال.. مصابيح الوحدة؟! - محمد الحسن احمد charles deng02-17-06, 05:26 AM
  Re: هل تطفئ رياح الإنفصال.. مصابيح الوحدة؟! - محمد الحسن احمد أحمد02-17-06, 11:58 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de