|
Re: مؤتمر الأدبيات الجديدة (Re: حسين حسن حسين)
|
كانت السرية أساسًا لمن ادعوا إقامة مؤتمر نوبي، وكانت القرارات والتوصيات التي ستعرض في يوم السبت 11 فبراير الماضي معدة سلفًا، وكان الاجتماع التمهيدي في يوم الخميس الذي عرف بمؤتمر التوصيات للبصم بالعشرة على هذه القرارات والتوصيات، وهي مستقاة في مجملها من برنامج تنظيم معروف للجميع. كان من الغريب وجود من يمنع الناس على الباب من الدخول، وهذا أمر تنظيمي يمكن أن يحبذ، ولكن لم نعتده في مجتمهنا النوبي المفتوح الذي اعتدنا فيه وقوف بعض القيادات في المقدمة للترحيب بالضيوف، أو وجود منظمين يوزعون الأوراق ويوجهون الحضور، ويبدو أن العقلاء تدخلوا حتى لا يكون المنع سببًا لخلق بلبلة، كما أن قلة الحضور جعلهم يحبذون وجود حشد بأي شكل حتى إذا كانت الغالبية من المعارضين. كان خلو المكان من قيادات اتحاداتنا وروابطنا شيئًا لافتًا للانتباه، كما أن من صعدوا مما سمي بالمؤتمرات القاعدية والوسيطة تساقطوا كأوراق التوت، ومثلوا أقلية، بعد أن فتحت الأبواب على مصراعيها لنيل بطاقات العضوية، على أن طالب العضو مرضيًا عنه من أهل التنظيم القابض على الأمور، ووعدني أحدهم وهو يدعي النفوذ بالإنعام علي ببطاقة، وقلت أتركه حتى يعرف حجمه الحقيقي، فخاب مسعاه، لأن زملاءه يعرفون موقفي، وهم في هذا اليوم لا يريدون غير من يبصم، ولكن هل عرف صديقي حجمه؟ وبدا أن غالبية أعضاء اللجنة التحضيرية أصبحت أماكنهم شاغرة، مما بين وجود شرخ كبير حتى بين من قادوا العمل من بداياته. كان من الواضح أن من جلسوا على المنصة ليس فيهم غير الدكتور صلاح محجوب من يخبر العمل العام، ويعد وجهًا مألوفًا، أما البقية فعملهم في إطار تنظيمات ضيقة، أو أن حدودهم المعروفة هي التنظير من داخل الغرفة المغلقة، ومنهم من هوى إصدار البيانات غير الممهورة بأي اسم أو توقيع. كان الفشل عنوانًا كبيرًا، وكان أهم ملمح لذلك ما تُلي من أمانة المؤتمر التي حولت من قيل إنهم أعضاء مصعدون إلى أعضاء يمثلون أنفسهم فقط، إذن لماذا كانت المؤتمرات القاعدية والوسيطة؟ ولماذا أخذ كل فرد في المنصة صفة أمانة منطقة من مناطقنا، مع تغييب واضح لحلفا الجديدة. كان انسحاب الأعضاء أو الضيوف المشاكسين مصدر سعادة للمنصة، وتمت إجازة الأوراق على ركاكتها وتناقضها وعدم واقعيتها، ولكن لا شيء يهم، ما دام أن هناك فرقعة إعلامية بعد يوم السبت سيغطي على أي مظهر للفشل، هذا كان ظنهم، ولم يكن عجبًا أن حُدد تاريخ ومكان اجتماع مؤتمر الإعلان عن التوصيات قبل اجتماع الخميس، ووزعت رقاع الدعوة في سرية على كياناتنا السودانية، طيب لماذا كل هذا اللف والدوران؟ ألم يكن يكفي الاجتماع في أي بيت والسلام؟ ولكنه أسلوب الإيهام الذي ارتضوه لخداع القاعدة النوبية. وهذا السلوك الجديد في العمل النوبي - المستقى من أدبيات تنظيمات البيانات الصادرة من منازلهم، وأرجو ألا يعد تنقيصًا من أحد بقدر ما هو إقرار بواقع نعيشه- كان سببًا في وقوع ممثلي كياناتنا السودانية -الذين دعوا لاجتماع السبت في الفندق- في حرج شديد؛ لأن أغلب من يعرفونهم من النوبيين ليسوا ممثلين في المؤتمر، بل منهم من نبهم إلى ما أحاط المؤتمر من ملابسات قبل أن يذهبوا إليه، ولكن بأخلاقيات سودانية، تلتزم ضرورة الوفاء بالوعد، لذا لم تكن هناك أي محاولة لإثناء أحد عن تلبية الدعوة. وكان وجود حرس على باب الفندق شيئًا جديدًا أيضًا، مع أن من حضروا حرصوا على السلوك الحضاري، تمثل في توزيع بيانات توضح حقائق الأمور. واستقراء هذا الذي سمي بالمؤتمر النوبي يوضح الحقائق الآتية: 1- التزام السرية في عمل يدعي القائمون عليه أنه يهدف إلى خدمة منطقتنا. 2- افتقاد رؤية واضحة بدليل عدم حسم المسائل الآتية: أ- التمثيل فردي أم للمناطق حسب ما يفترض وجود التصعيد من مؤتمرات قاعدية ووسيطة؟ ب- هدف المؤتمر هل يتمثل في رفع توصيات أم في إقامة كيان مطلبي أم سياسي؟ ت- المؤتمر هل يمثل النوبيين المقيمين في الرياض أم في المملكة، أم كل المقيمين في دول الخليج حسب ما يدعي بعضهم؟ ث- هذا الذي تم هل هو مؤتمر النوبي أم أنه تمهيد له؟ 3- كان واضحًا التعجل في إقامة المؤتمر بأي شكل، مما يثير الشكوك حول الجهات التي يرتبط بها المؤتمرون. 4- غياب قراءة واعية من أحزابنا للخريطة النوبية، بدليل وجود ممثلين لها في مؤتمر قد يتناقض مع توجهاتها الوطنية، وهذا يمثل مظهرًا من مظاهر التهميش وعدم المبالاة في رأيي. 5- إحساس كثيرين من المتحدثين بوجود أزمة – وإن جاء ذلك متأخرًا- مما جعل محور أحاديثهم عن أهمية وحدة الصف. 6- اعتماد المؤتمرين على الإعلام للإيهام بنجاح المؤتمر. 7- كان عدد المؤتمرين يوازي عدد الضيوف إن لم يكن أقل، وهذا ما شعر به الضيوف، وجعلهم يكثرون السؤال عن هوية هؤلاء. 8- كان من الخطأ وجود عدد كبير من المعارضين في أروقة المؤتمر، وبينهم وجوه مألوفة، مما أعطى إحساسًا لبعض الضيوف أنهم مؤيدون للمؤتمر. 9- أثبتت روابطنا واتحاداتنا على الرغم من الاتهامات بالضعف التي تلاحق بعضها أنها على قدر المسؤولية، وكان تحركها إيجابيًا لتوضيح الحقائق. 10- كان من الشجاعة بمكان أن يعلن أغلبية أعضاء اللجنة التحضيرية انحراف المؤتمر عن أهدافه المرسومة. وآمل أن أجيب في حلقات قادمة عن كثير من الأسئلة التي تدور في أذهان المتابعين للأحداث، آملاً بإخلاص أن يتراجع كل من يستشعر الخطأ في موقفه بلا تردد، لأن هذا سيجعله مستحقًا للاحترام منا جميعًا. (ونواصل)
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|