الاخ محمد
لك التحية وشكرا لمرورك . وهذا السؤال الاكثر روعة منذ بداية هذا البوست
الفرق بين الشيعة والرافضة :
نقلا عن كتاب بل ضللت للشيخ : عبد الله بن عبد العزيز بن علي الناصر جزاه الله عنا وعن
الإسلام خيرا .
أقول : لا بد لي هنا أن أوضح أمراً لعله غائبٌ عن عوام الشيعة والسنة على حدٍّ سواء ألا
وهو الفرق بين التشيع والرفض وحتى أوضح هذا الفرق أعرّفها لغةً واصطلاحاً .
فالرفض من حيث اللغة: رَفَضه يرفِضَه ويَرْفُضُه رفْضَا ورَفَضاً : تركه... والروافض : كل جندٍ
تركوا قائدهم، والرافضة الفِرْقَة منهم، وفرقةٌ من الشيعة بايعوا زيد بن علي، ثم قالوا
له: تبرأ من الشيخين، فأبى وقال: كانا وزيري جدّي فتركوه، ورفضوه، وارْفَضُوا عنه.
والنسبة: رافضي . القاموس المحيط للفيروز آبادي ص (829 ـ 830) وراجع مختار الصحاح (
105) .
وأما الرفض من حيث الإصطلاح : فهو تقديم عليٍّ على أبي بكر وعمر، يقول ابن حجر في مقدمة
فتح الباري (( والتشيع محبة عليّ وتقديمه على الصحابة، فمن قدّمه على أبي بكرٍ وعمـر
فهو غالٍ في تشيعه، ويطلق عليه رافضي وإلا فشيعـي، فإن انضاف إلى ذلك السب أو التصريح
بالبغض فغالٍ في الرفض ، فإن اعتقد الرجـعة إلى الدنيا فأشد في الغلو )) [ مقدمة فتح
الباري ص (483) ] ،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (( ... لكنّ لفظ الرافضة إنما ظهر لما رفضوا زيد بن علي بن
الحسين في خلافة هشام ... ومن زمن خروج زيد افترقت الشيعة إلى رافضة وزيدية، فإنه
لماّ سئل عن أبـي بكرٍ وعمـر فترحّم عليهما، رفضه قومٌ، فقال لهم: رفضتموني فسمّوا رافضـة
لرفضهم إيّاه، وسمي من لم يرفضه من الشيعة زيديّا لانتسابهم إليه )) [منهاج السنة لابن
تيمية جـ1 ص (34 ـ35)] .
ويقول مرزة محمد تقي لسان الملك وهو من الإمامية معترفاً (( وكان أصحاب زيد لما خرجوا
سألوه في أبي بكر وعمر ؟
فقال : ما أقول فيهما إلا الخير، وما سمعته من أهلي فيهما إلا الخير فقالوا : لست
بصاحبنا، وتفرقوا عنه ورفضوه، فقال : رفضونا اليوم فسموا من ذلك اليوم الرافضة…
ويضيف… إن زيدا منعهم عـن الطعن في أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام ورضوان الله عليهم
أجمعين فلما عرفوا منه أنه لا يتبرأ من الشيخين ( أبي بكر وعمر ) رفضوه وتفرقوا عنه،
وبعد ذلك استعمل هذه الكلمة في كل مـن يغلو في المذهب، ويجّوز الطعن في الأصحاب!؟ ))
[ناسخ التواريخ جـ3 ص (590) تحت أقوال زين العابدين وراجع الشيعة وأهل البيت لإحسان
إلهي ظهير ص (209)] .
وقد اعترف متكلّم الاثني عشرية ( الحسن بن موسى النوبختي ) بأن الرفض والطعن في أبي
بكر وعمر لم يكن موجوداً بين شيعة علـي وأن أوّل من أشهر الطعن ( الرفض ) هـو اليهودي
عبد الله بن سبأ فقال (( … وكان ممن أظهر الطعن على أبي بكرٍ وعمر وعثمان والصحابة
وتبرأ منهم )) [فرق الشيعة للنوبختي ص (22)] .
وأما التشيع من حيث اللغة: ( شيعة ) الرجل أتباعه وأنصاره، و ( تشيّع ) الرجل ادّعى
دعوى ( الشيعة )، وكـل قـومٍ أمـرهم واحد يتبـع أمـرهـم أمر بـعض فـهم ( شِيَعٌ ) [مختار
الصحاح للرازي ص (14
وراجع القاموس المحيط ص (949)] .
وأما التشيع من حيث الاصطلاح: فهو موالاة علي ومحبته رضي الله عنه وتقديمه على الصحابة
دون الخليفتين أبي بكرٍ وعمر. فقد قال أبو القاسم البلخي: سأل سائلٌ شريك بن عبد الله بن
أبي نمر فقال له: أيهما أفضل أبو بكر أم علي ؟ فقال له : أبو بكر.
فقال له السائل: أتقول هذا وأنت من الشيعة ؟ فقال: نعم، إنما الشيعي من قال مثل هذا
والله لقد رقى عليٌّ هذه الأعواد فقال: ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكرٍ ثم عمر.
أفكنّا نردُّ قوله ؟ أكنّا نكذبه ؟ والله ما كان كذّابا )) ذكر هذا أبو القاسم البلخي .
[منهاج السنة جـ1 ص (13 ـ 14) وراجع كتاب ( تثبيت دلائل النبوة ) للقاضي عبد الجبار
الهمداني جـ1 ص (549) تحقيق د. عبد الكريم عثمان ط. دار العربية ـ بيروت] .
فهذا هو الفرق بين التشيع والرفض من حيث اللغة والاصطلاح .