|
|
 هل ما زال من يؤمن بحل سلمـى؟
|
عندمـا فشلت خطــة الترابى فى تولى الحكـم بنفســه بعـد فتـرة محســوبـة من الإنقلاب، تكون فيهـا الأمور إستقــرت للإسلاميين، بعـد تسخيــر الجيش لقتل أو سجن المعارضين والذين يقفون عقبـة أمام حكمـه المرتقب، وتشـريـد عشــرات الألاف من أكفـا العلماء والمهنيين لتحل محلهـم جحافل الإسـلاميين الذين كانوا يحلمون بهـذه الغنائـم منـذ الخمسينـات.. ونصب بيوت الأشبـاح لإرعـاب المواطن العادى، وشغل المواطن بالسعى يومه كله لتوفيـر لقمـة عيش ذلك اليوم.. بعـد فشـل هـذه الخطـة، وقبيل البدئ فى تنفيـذ الخطـة البديلـة contingency plan، لم يكن صعبـا على البشيــر، العسكــرى بالتدريب، أن يستشعــر الخطــر، ويحاول تفادى التضحيـة بـه.
فاتخـذ قرار التغـدى بالترابى قبل تعشى الأخيـر بـه.
ولكنـه أدرك أن فراغـا كبيـرا سينشــا وأنه سـوف يفقـد القاعـدة الشعبيـة الوحيــدة (الإسـلاميين) ومن ثم سيعرض حكمـه للزوال بالتأكيـد.. فأراد فى البدئ أن يستعين بالتكنوقـراط، ونشـر وكلاء تجنيــد لكل دول العالم للإتصـال ب(الأفنديـة) ومحاولـة جذبهـم وإرائهـم للعودة للســودان.. ومن أجل ذلك كانت المحاولات الفاشلــة لعقــد مؤتمــر للمغتربين فى الخارج، وعندمـا فشلت هـذه الفكــرة (راجـع مكتبـة المرحـوم طـه أبو قرجــة) ورفضهـا معظـم الســودانيين لعلمهـم بخبث حكومـة الجبهـة ومناوراتهـا، أقاموا المؤتمـر داخل الســودان، ولكنـه فشـل بدوره..
وفى هـذه الأثنـاء حدث سباق مريـر ضـد الزمن من كل من البشيــر والترابى، بدأ بمذكـرة العشــرة، وانتهى بقرارت رمضـان التى بموجبهـا طرد الترابى وذهب المجلي الوطنى فى إجازة مفتوحــة.. لقـد ووجـه البشيــر بأن الزمن ليس فى صالحـه، فهـو إما أن يتخلى عن فكــرة (البديل أولا) ويقصى الترابى، أو يترك الترابى ينفـذ خطتـه الممرحلـة منذ الإنقلاب.. فاتخذ القرار المغامـرة لأن نسبـة إحتمال نجاتـه فيـه كانت أكبـر على أى حال.. ولكن كان عليـه أن يسـارع التفكيـر والتخطيط لخلق بديل قوى.
فما كان من عبقريـة البشيــر إلا أن تفتقت عن فكـرة راديكاليـة - التحالف (الشيطـان) مع الحركـة الشعبيـة لتحـريـر الســودان بقيادة الدكتـور جون قرنق - ليس من قناعـة بضـرورة تحقيق السـلام، وإنما ببسـاطـة ليستقوى بالحركـة ضـد الترابى الذى يضمــر له الشــر.. وصـار البشيــر بعـد ذلك يرسل الإشـارات للولايـات المتحـدة وللحـركـة، حتى أخذت المفاوضـات منحى جـديـدا وجـادا، ونقلت من ناجيـريـا إلى كينيـا.. ولمـا كان على الحاج ودكتـور غازى صلاح الدين يتفاوضـون بإستراجيـة الترابى، وقـد كانت المرواغـة وكسب الزمن وإطالـة أمـد النقاش، فكان لا بـد من تغييـرهـما بالرجل الثانى - على عثمـان - لعلمـه بمقاصــد التوجـه الجـديـد فى أن تنشـأ علاقـة حقيقيـة بين المؤتمـر والحركـة.
ولقـد عرفت الولايـات المتحـدة والحركـة هـذه الخطـة، ومن أن البشيـر فى ورطـة حقيقيــة، وانه لا يعتمـد الأن على أى احـد سـوى الجيش.. ففرضـوا عليـه نصوص الإتفاقيـة فرضــا.. وبصـم على بنودهـا على عثمـان وهـو كاره.
إذا الأمـر كلـه كان مغامـرات من الجانبين (game playing)، مع الأسـف دفـع ثمنهـا أفضل سياسيينـا وأشجعهـم وأكفأهـم، وهـو العقيـد الشهيـد جون قرنق دى مابيـور.
الأن ماذا حدث ويحدث:
1- اطمأنت الحكومـة من ناحيـة الجنوب - على الأقل لست سنوات قادمـة، بعدهـا واللا الأميـر واللا البعيـر واللا الفقيــر.
2- تخلصـوا من أذكى معارض وسياسى وهـو الدكتـور قرنق
3- أفسـدوا السياسيين الشمـاليين بشـرائهـم بالمال (مباشـرة) وقتلوا ما كان يسمى بالتجمـع.
4- عقـدوا حلفـا غيـر مقـدس مع الإستخبارات العالمية وصارت لهم كروت يسـاومون بهـا.
5- فيمـا يخص دارفـور، أعادوا سيناريـو مفاوضاتهـم الاولى مع الحركـة فى أبوجى، وهى كما وصفناهـا أعلاه ليست سـوى خداع وغش ومحاولـة تطويل المفاوضـات وتمييـع القضـايـا، ولا يضيـر لو اصطادوا خلالهـا بعض ضعـاف النفوس من وقت لأخـر عن طريق إغرائهـم بالمال.
نواصـــل...
أبوالريش
نيوجيرسى 2 فبراير 2006
ملحوظـة: لم تراجع إملائيـا.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Abureesh
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست