|
Re: وبعضا من الأنغام والألوان.. رسالة متخلفة (Re: Yaho_Zato)
|
هذا يا أبتي، ورغم خوفي منها ومن مس ألسنتها، إلا أني أرجو، إن كان لابد منها، أن تكون بداية محرقة.. حتى تفضي بي إلى نهاية مشرقة.. إذ أنك قد قلت يا أبتي (من كانت بدايته محرقة، فنهايته مشرقة)..
وهذا الخوف الذي ساقني إليك، ما كنت يوما لأجحد جميله علي، إذ أنك لم تعلمني أن أكون من الجاحدين.. وهذه الحيرة التي جعلتني أهيم بحثا عنك، كيف لي أن أتنكر لها؟ وقد قالها العارف يا أبتي:
زدني بفرط الحسن فيك تحيرا(!) وارحم حشا بلظى هواك تسعرا وإذا سألتك أن أراك حقيقة فاسمح، ولا تجعل جوابي (لن ترى)..
غير أن هذا الخوف، وهذه الحيرة يا أبتي، لا أكون قد أوفيتهما جميلهما إن لم أسع حثيثا لفراقهما! فتلك حكمة وجود "الأصدقاء في ثياب الأعداء" كما ورد عنك، في حكمتك السهلة الممتنعة.. وقديما جاء إبليس للمسيح، وقال له (يا عيسى.. قل لا إله إلا الله) فقال له المسيح (قولة حق.. ولا أقولها بقولك)!.. ما أحكمك يا سيدي المسيح! علمت دعوة إبليس لك، ولبيتها (وإبليس أيضا داع لله) بمعرفة أفنى من أجلها الشيوخ أعمارهم، وأنت الشاب في ريعان شبابك..
فضحت جهلنا جميعا يا أبتي حين قلت لأحدنا (أو ما علمت أن الأرض قد التحقت بأسباب السماء؟)، ولسان حالك يقول (إياك أعني، واسمعوا جميعا!).. إذ أننا، لم نعلم حقا بذلك، وقد علمت أنت أننا لم نعلم.. ونحن يا أبتي لم نزل على جهلنا الذي عهدتنا عليه.. رغم أن الأمر يتبدى لينا أحيانا في تجليات البديهة، إذ ما هو شأن الأرض إن لم تكن ملتحقة بأسباب السماء؟ وهل من معنى لها يطلب بمعزل عن السماء؟
وأنا يا أبتي ما كان لي الكذب في حضرتك، إذ لا أستطيع.. وأنت تعلم أني لا أذكرك إلا حين أذكر نفسي، ولا آتيك إلا لحاجة في نفسي، ولا أبكيك إلا وأنا أبكي في الأصل نفسي.. وأنا (سألتك جيرة معدم)، وهو أيضا "طماع" و"أناني".. ولو لم يكن كذلك لما تجرأ على السؤال.. إذ كيف له أن يسأل سؤالا عظيما كهذا، وهو لا يملك، في أمر كهذا، وجها ولا حقا، ولا وجه حق، ولا مقابل؟
غير أن تحليك بأخلاقه يا أبتي هو الذي يطمعني فيك.. و"هو" الذي قد قيل له:
أتيناك بالفقر يا ذا الغني وأنت الذي لم تزل محسنا وعودتنا كل فضل عسى يعود الذي منك عودتنا فما في الغنى واحد مثلكم وفي الفقر لا عصبة مثلنا
لهذا تجدني، يا أبتي، لم أزل أردد قول ابنك:
هنا اليتيم بصدري لائذ أبدا هنا الغريب بأحزاني يناديني فضع يمينك في رأسي تهدهدني وضع يسارك في صدري تعزيني وكن نصيري، بلا كيف ولا عدد وكن مجيري إذا خفت موازيني وكن مٌعيني إلى طهري وعافيتي وكن معيني إذا راقت مواعيني وكن أنيسي إذا ماهمت أطلبكم وكن جليسي.. تحيّييني، وتحييني
وهذه، يا أبتي، قصة نفسي..
قصة النفس قصة.. تملأ الفكر بالعبر فهي للعين حيرة.. حين تبدو لمن نظر أوجس العقل خيفة.. لا تخف، واردد البصر
وانطوى عنك ما به سحرها العين قد سحر فإذا بان غيب ما لك من سرها ظهر
مولد ثم موتة.. هي ميلاد من صبر منتهى سيرنا إلى مصدر الأمر والصور*
*كما هي موصوفة عند ابنك الآخر يا أبتي..
وما زلت يا أبتي أبوح وأعتذر..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
وبعضا من الأنغام والألوان.. رسالة متخلفة | Yaho_Zato | 02-01-06, 01:09 AM |
Re: وبعضا من الأنغام والألوان.. رسالة متخلفة | أبوذر بابكر | 02-01-06, 01:50 AM |
Re: وبعضا من الأنغام والألوان.. رسالة متخلفة | Mohamed Abdelgaleel | 02-01-06, 08:34 AM |
Re: وبعضا من الأنغام والألوان.. رسالة متخلفة | Omer Abdalla | 02-01-06, 10:36 AM |
Re: وبعضا من الأنغام والألوان.. رسالة متخلفة | Yaho_Zato | 02-01-06, 12:42 PM |
Re: وبعضا من الأنغام والألوان.. رسالة متخلفة | Yaho_Zato | 02-01-06, 12:50 PM |
Re: وبعضا من الأنغام والألوان.. رسالة متخلفة | Yaho_Zato | 02-05-06, 01:59 AM |
Re: وبعضا من الأنغام والألوان.. رسالة متخلفة | احمد العربي | 02-05-06, 02:15 AM |
Re: وبعضا من الأنغام والألوان.. رسالة متخلفة | يازولyazoalيازول | 02-05-06, 02:20 AM |
Re: وبعضا من الأنغام والألوان.. رسالة متخلفة | Yaho_Zato | 02-05-06, 12:52 PM |
Re: وبعضا من الأنغام والألوان.. رسالة متخلفة | Yaho_Zato | 02-06-06, 11:55 PM |
|
|
|