|
Re: سلفا كير يتهم المؤتمر الوطني بخرق اتفاقية السلام (Re: الكيك)
|
حديث المدينة من (الحزب الحاكم ) .. إلى (الحزب المتحكم )..!!
عثمان ميرغني [email protected]
شكرا لصحيفة "أخبار اليوم".. بعد أن تعذر علينا حضور المؤتمر الصحفي "الخطير" الذي عقده السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت في القصر الجمهوري أمس الأول نتيجة خلل في تنظيمه.. طالعت تغطيته الصحفية في غالب الصحف وتعذر على تماما استعياب الخبر ..فصحف عرضته كما لو أنه البيان الأول قبل الرجوع إلى الغابة .. وأخرى وكأنه بيان شكر من سلفاكير لشريكه المؤتمر الوطني ..إلى أن لجأت- كالعادة - لتغطيه "أخبار اليوم" فكانت الأوفى دقة .. السيد النائب الأول سلفاكير كان دقيقا في عباراته .. لكنه وضع خطوطا حمراء تحت مؤشرات خطيره للغاية تبدو وكأنها أجندة أزمة قادمة بالطريق السريع..فهو يعتبر أن شريكه في السلام والحكومة "المؤتمر الوطني" لم يخرج عن منهجه القديم، يتحكم في مقابض السلطة بصورة تجعل الحركة الشعبية مجرد ضيف.. فحتى المفاوضات مع الحركات المسلحة في دارفور رغم قدرة الحركة الشعبية على التأثير فيها إلا أنها محجوبة عن التفاعل المباشر معها لأن المؤتمر الوطني لم يسع لتأسيس موقف موحد بالتفاهم مع الحركة الشعبية فبدا الأمر - حسب سلفاكير- كما لو أن المؤتمر الوطني يفضل الإنفراد بالحل على أن تلعب الحركة دور الكومبارس المكمل لنجومية البطل.. وخطورة المؤتمر الصحفي ليس في منطوق كلماته المباشرة ..بل في القراءة المبطنة لما بين السطور.. فالسيد سلفاكير قليل التصريحات ..دهاليزي في أدائه لمهامه .. وعندما يقرر الخروج إلى العلن فكأنما يمهد لحيثيات مواقف قادمة .. الإبراء إلى الجماهير وتوضيح الصورة بحيث تجد عذرا لما هو قادم .. وما قاله في النهاية يتلخص في جملة واحدة أن إتفاق السلام بدأ مرحلة التحلل .. وإن لم يصل الى التحلل الأكبر لكن من سار على الدرب وصل .. وخطورة شكوى سلفاكير العلنية من شريكه المؤتمر الوطني أنها مسددة على المنهج لا الوقائع .. وإن استخدمت الوقائع كمعروضات لخطل المنهج السياسي والإداري الذي يمارسه المؤتمر الوطني .. عين الأمور التي ظللنا نكررها هنا مرارا ونلفت النظر أنها مصانع المحن التي نكابدها .. وبصراحة كاملة - وهذا من عندي - لو استمر منهج العمل السياسي الذي يسير به حزب المؤتمرالوطني على منواله فإن آخر فرص الخروج من الكارثة ستركب القطار المتحرك بسرعة نحو هاوية قومية لن يكون فيها هازم ومهزوم .. حزب المؤتمر الوطني فشل في تجديد نفسه .. تحول من "الحزب الحاكم" إلى "الحزب المتحكم".. يظن أن معطيات البقاء في السلطة بأكبر مكاسب عددية في المقاعد الدستورية هو المؤشر الوحيد على سداد منهجه ومسلكه ..والحقيقة المرة أن المؤتمر الوطني يعاني - دون أن يشعر بذلك - من خلل كبير حتى في إدارته لنفسه .. من ضيق أوعيه صناعة القرار فيه وإزدحام الأجندة الفرعية خاصة الشخصية..وربما كان الأمر أهون لو كانت تلك أقدار حزب في يده أن يموت أو ينتحر بالطريقة التي تروق له..لكن الواقع أن المؤتمر لا ينحدر وحده نحو الهاوية .. بل يقود قطارا محملا بشعوب السودان كلها .. نحو الهاوية ..!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|