دكتور موسي سيدي واحد من ابناء البجا الحادبين والمتألمين لما آل اليه مصير ابناء جلدته. هو مهموم بمشاكلهم وان بعد عنهم اليوم بجسده فهو فكريا معهم, يطرح الافكار ويناقش, يعطي ويأخذ, لاتخلو الصحف من كتاباته الرزينة وافكاره النيرة, دون التعرض للقيادات البجاوية السياسية والدينية. هذه يجل لها الاحترام الذي تستحقه, وتبادله هذه شعورا بشعور. د.موسي له مكانة خاصةشامخة يستحقها وسط جماهير البجاوقياداتها.
عند قيام الدولة السودانية وجد البجا انفسهم اكثر شعوب السودان تخلفا واقل من غيرهم حظا من التنميه والتقدم فصاروا يطالبون بالمدارس والشفخانات والشرطة والدّايات فى ريفهم الذى يسكنه معظم اهل البجا حتى ارتبطت قضيتهم بالمطالب .وتعرضوا لحملات شرسة للتعريب ومحو لغتهم وثقافتهم ولقد تخلّف البجا من ركب التعليم بسبب اللغة العربية التى كانت تدرّس بها المناهج التعلميه فى السودان فكان نسبة الرسوب او التخلف من التعليم من المرحلة الابتداية يفوق 80% .وقد ظهرت قلّة الكوادر المتعلمة من ابناء البجا نتيجة ذلك اى تعليم المراحل الابتدائه بلغة اجنبيه على البجا فى وقت كان يستثنى فيه ابناء الجنوب من اللغة العربية ويجدون القبول الخاص فى الجامعات والمعاهد العليا. ولو اردت ان الخّص المشاكل التى اوصلت البجا الى ماهم عليه الان فهى 1.الجفاف والتصحر الذى فتك بالزرع والضرع 2.غياب الديمقراطيه منذ استقلال السودان وحتى الان فاصبح البجا أقلّيه عرقيه غير عربيه وغير مرغوب فيها 3.اللغة العربية كانت اكبر عائق حال دون تعليم البجا ولعل حاجز اللغه هو السبب الرئيسى فى عدم تمكن البجا من الانخراط فى المدنيّه السودانيه . 4.التهميش السياسى الذى يرقى لحد الاباده احيانا ومنع ابناء البجا من مزاولة نشاطاتهم السياسيه يذكرنا ماتعرّض له الاكراد من مواد كيماويه قاتله عندما حاولوا مقاومة النظام. 5.موقع الاقليم الاستراجى الغنىّ جعل حكومة الانقاذ تعمل جاهده على السيطرة على هذا الاقليم وبكل الوسائل وان ادّى ذالك لابادت الانسان البجاوى او استأصاله او استبداله باجناس اخرى اكثر انسجاما.
هذه هى مطالب البجا والتى اشك كثيرا ان تحقق الانقاذ ايّا منها ولعل ذالك كان واضحا من سلوك الحكومة تجاه المفاوضات مع ابناء البجا والتى لم تعيرها اى اهتمام تماما كما لم ولن تعير الانسان البجاوى اى اهتمام.
والان وقد رضيت حكومة السودان او المؤتمر الوطنى ان يجلس مع ابناء البجا على طاولة واحدة للتفاوض وان جاء ذلك على مضض على ابناء البجا استثمار هذه الفرصة وعرض فضيتهم واولياتهم
والمخرج الوحيد الان هو الحماية الدولية للبجا حتى يتمكنوا من ادارة اقليمهم والنهوض به فلا اقتسام السلطة ولا اقتسام الثروة ولا المناصب او الوزارات سوف تحل مشكلة البجا القومية او الثقافية او اللغوية.
فاليكن على قمّة المطالب الحماية الدولية والاعتراف بالبجا كقومبة لها خصوصيتها وثفاقتها ولغتها وليأتى بعض ذالك تقاسم السلطة والثروة او اى شىء اخر. هذا منعطف هام ومفصلى فى تاريخ البجا يجب الاستفادة منه وهذه مشكلة البجا التى سوف لن يحلها احد غيرهم ولن يموت من اجلها غير شباب مؤتمر البجا. فلو كانت هنالك حمايه دوليه لما كانت احداث بورتسودان ولما كان الجوع الذى نعانى منه رغم ان اقليمنا من اغنى الاقاليم ولو كانت هنالك حماية دولية لما كان الفقر الذى نعانى منه الان, ولو كانت هنالك حماية دوليه لما فقدنا ثلث البجا فى حلايب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة