بخت الرضا الماضى والحاضر ...

الأستاذ الفاضل عبد المجيد....تحيه وإحترام....
أشكرك لإيراد هذا البوست عن مدينة الدويم الرائعه....فقد كنت ضمن أول دفعه تم قبولها بجامعة بخت الرضا كلية الطب...ورغم أنها كانت المره الأولى التى أزور فيها الدويم....فقد تركت فى نفسى بصمه مميزه لا يمكن أن تمحوها السنين وشكلت محطه أساسيّه من محطات حياتى...
أسمح لى أن أحكى لك هنا بعض من زكرياتى عندما ذهبت أول مره للدراسه فى الدويم...


الطريق الصحراوى الطويل....الرهق يكتنفنى...صوت رفيقى الحنون يثرثر فى أشياء كثيره محاولا تخفيف عناء الرحله عنى...وأنا كعادتى أرمى ببصرى نحو الأفق البعيد...أحاول تخيل شكل الأرض التى سوف أقضى فيها سنوات دراستى...أشياء كثيره تتزاحم فى عقلى...أصوات الصبيه الصغار وهم يحملون تلك الصناديق المليئه بالأشياء المختلفه....يتسابقون نحو المركبه...أراقبهم بشفقه غريبه وحنو دافق....أبتاع من أحدهم بعض الأشياء ...يلهج بشكرى ثم يمضى بعيدا مكررا نداءاته....
ثم بعد وصولى إلى الدويم...منظر النيل الأبيض الرائع...البنطون..مبنى معهد بخت الرضا العتيق...بيوت حى العمال...الحى الصغير يضج بالصخب عند الظهيره....الناس ونظراتهم المليئه بالرضا والقناعه....تفاصيل الأشياء تتكرر يوميا...ما بين شد و جذب...ولكن الرغبه فى الحياه وحب الحياه يدفعان الجميع للطفو فوق مرارة المعاناة...
أخريات فصل الخريف...الأشياء تصفو بعد برد العاصفه...وصوت الرعد الذى يثير الخوف فى نفسى...
أحس الآن أننى أجلس مع أصدقائى فى مبروكة(موقع داخليّة البنات سابقا) ونتحدث عن أشيائنا بهدوء...الجامعه..الطبيعه...وأصائل الشتاء التى تسكب فينا حنين العالم كله...حوض السباحه القديم تملؤه المياه الراكده..وطبقات النبات بنوعيه: الناعم ذو اللون الزاهى الإخضرار..وذلكم الداكن الخضره بأزهاره البنفسجيّه...
وعندما أذهب فى أيام الخريف إلى الجامعه...أخوض فى الوحل...أضحك ...أتضجر...وأبكى أحيانا حين أعجز عن الحفاظ على قدمي بعيدا عن الوحل..أو عندما تطاردنا تلك البقره المشاكسه.
أضطررت لمغادرة الدويم بعد إكمالى العام الدراسى الأول بكلية الطب لإلحق بإسرتى فى سويسرا...كما أن الجامعه لم تكن مؤهله كما ينبغى...
فائق شكرى وتقديرى لكل ما منحوه لنا أهل الدويم من إهتمام....
مع تحياتى وودى