|
Re: ضرائب الأتراك وضرائب الإنقاذ (Re: ودقاسم)
|
وفي الإنقاذ اتسعت المظلة الضريبة فشملت كل شئ ، وكل فرد ، وكل شبر من الوطن ،،، ثم أضيفت إليها الزكاة ، ولم يكن أهل السودان يعرفون من قبل مفهوم الزكاة الرسمية هذه ، فالزكاة كانت في مفهوم أهل السودان شعيرة دينية يمارسونها تقربا إلى الله يقدمونها للأقارب والجيران وفقراء الحي والقرية ليكفوهم شر السؤال ... لكن الدولة في الإنقاذ جاءت بكل المبررات التاريخية ( والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لحاربتهم عليه ) ،، ولم يخطر على بال الإنقاذ مطلقا أن المبرر الأساسي للزكاة الرسمية في الدولة الإسلامية هو غياب مفهوم الضريبة كليا ... وأن بيت مال المسلمين كان عادلا في توزيع الزكوات على مواعينها الشرعية ... وقد منحت الإنقاذ صلاحيات واسعة لديوان الضرائب وديوان الزكاة ، ولموظفي الديوانين ، وحفّزتهم بالحوافز المادية الدسمة ، إذ جعلت الوصول إلى الربط الشهري سببا في الحصول على حافز شهري ، كما أن كل التحصيل الإضافي فوق الربط كان محفّزا تحفيزا إضافيا ، وهنك حافز في نهاية العام عند تحقيق الربط السنوي ... وهكذا سعى موظفو الإنقاذ في ديواني الزكاة والضرائب إلى تحقيق زيادة في التحصيل مدفوعين بالرغبة في زيادة رواتبهم ودخلهم الشخصي ... وبالطبع كانت مخصصات الكبار أكثر بكثير من مخصصات صغار الموظفين ، فالمنازل الحكومية أو تلك التي تدفع تكلفة إيجارها من هذه الجبايات والسيارات المتعددة والفارهة ، كلها ظلت معلومة ومعروفة لكل المجتمع السوداني ... بالإضافة إلى امتلاك امتيازات المحاباة للأهل ، والأقارب ، والمعارف في توزيع الزكاة ... وبلغ التعسف مداه في منتصف التسعينات ، وأغلقت المحال التجارية التي عجز أصحابها من سداد التزاماتهم الضريبية بنوعيها ، وتعطلت المصانع ، واتجه البعض إلى إلغاء السجلات التجارية والتراخيص ، ومارسوا العمل من منازلهم ... لكن الملاحقة كانت تصل حتى بائعات الكسرة والشاي والقهوة وسندويتشات الطعمية أمام أبواب المدارس .. وفرضت الضرائب على الحمالين وأصحاب عربات الكارو التي تجرها الحمير أو الخيول .. وتعددت نقاط الجباية ، ولا يمنع أبدا أن تدفع مرتين أو أكثر بالرغم من أنك في كل مرة تبرز الإيصال السابق ، لكن نقطة الجباية التالية لا تعترف بما سبق من أيصالات ... وشاركت القوات النظامية والمليشيات التابعة للحكومة في الجباية ، ووصلت الفرق العسكرية إلى المزارعين في مواسم الحصاد وتتبعت الحاصدات في كل المشاريع الزراعية المروي منها والمطري ، وجمعت جورا كل ما وصلت إليه يدها تحت مسميات مختلفة للضرائب والزكوات ... ومن لم يدفع فمصيره إلى السجن ومصادرة الممتلكات ...
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ضرائب الأتراك وضرائب الإنقاذ | ودقاسم | 01-20-06, 07:58 AM |
Re: ضرائب الأتراك وضرائب الإنقاذ | ودقاسم | 01-21-06, 00:53 AM |
Re: ضرائب الأتراك وضرائب الإنقاذ | ازرق | 01-21-06, 03:43 AM |
Re: ضرائب الأتراك وضرائب الإنقاذ | ودقاسم | 01-21-06, 03:26 AM |
Re: ضرائب الأتراك وضرائب الإنقاذ | محمد عثمان الحاج | 01-21-06, 04:13 AM |
Re: ضرائب الأتراك وضرائب الإنقاذ | ودقاسم | 01-21-06, 05:23 AM |
Re: ضرائب الأتراك وضرائب الإنقاذ | تيسير عووضة | 01-21-06, 04:02 AM |
Re: ضرائب الأتراك وضرائب الإنقاذ | ودقاسم | 01-22-06, 01:00 AM |
Re: ضرائب الأتراك وضرائب الإنقاذ | Al Sunda | 01-21-06, 04:10 AM |
Re: ضرائب الأتراك وضرائب الإنقاذ | خالد العبيد | 01-21-06, 03:57 PM |
Re: ضرائب الأتراك وضرائب الإنقاذ | أحمد الشايقي | 01-22-06, 01:20 AM |
Re: ضرائب الأتراك وضرائب الإنقاذ | بشير حسـن بشـير | 01-22-06, 05:32 AM |
|
|
|