|
Re: Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يواصل تعليقه حول كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)
|
يواصل العميد أ.ج. عبد الرحمن خوجلي كتابة الجزء السابع من وقفاتة مع كتاب الجيش السودان والسياسة لمؤلفه العميد الركن عصام الدين ميرغني. نرجو من المهتمين بهذه الوقفات المشاركة باَرائهم وتعليقاتهم.
جمال الدين بلال
....في (ص407) أشار المؤلف إلى أنه حدثت المفاجأة الأولى من سلسلة مفاجاءات عديدة. وصل العميد الهادى بشرى للقاهرة للإنضمام إلى هيئة القيادة الجديدة. والهادي بشرى على حسب افادة الأستاذ صديق بولاد قد وصل إلى لندن حيث قابل مبارك المهدي هناك ومنها سافرا لمصر واجتمعا بالفريق أول فتحي أحمد علي في الأسكندرية. في رأي أن حضور العميد الهادي بشرى أو غيره من المحسوبين في القوات المسلحة على حزب الأمة أمر طبيعي لأن هذا الحزب يحرص على تأمين مصالحه في اطار مشروع العمل العسكري المتفق عليه والذي أسهم فيه حزب الأمة وبالتالي فهو تصرف لا غبار عليه، ولكن في تقديري واعتقادي لم يكن العميد الهادي بشرى هو الشخصية المناسبة للعمل السياسي، فالرجل تنقصه الحنكة والمرونة اللازمة للعمل السياسي بحكم طبيعة تفكيره المحدود في هذا الاطار لذا حضوره كما ثبت طيلة فترة بقائه في العمل المعارض في الخارج كان وبالاً على التجمع والقيادة الشرعية. وحزب الأمة في الأساس لم يكن موفقاً عند تعيينه للعميد الهادي بشرى مديراً لجهاز الأمن والذي قام باختيار ضباط من القوات المسلحة بمعايير لا علاقة لها بالعمل في جهاز يتطلب مميزات خاصة للعاملين فيه. فنجد معظم الذين اختارهم من القوات المسلحة كانوا من المحسوبين على الجبهة الإسلامية القومية وبالتالي وجدت الجبهة لها رصيد هائل من الضباط في هذا الجهاز بحكم وجود الهادي بشرى فيه وعقليته في طريقة الإختيار التي قادت إلى ذلك واستطاعوا فيما بعد أن يكون لهم دور مؤثر في إنقلاب 30 يونيو 1989 . وطيلة تواجده في القيادة الشرعية والتجمع كان يكرر أن كثيراً من المنضمين لقطار العمل المعارض لا يواصلوا الترحال حتى المحطة النهائية وللأسف كان هو من ضمن هؤلاء بالرغم من أنه أتى للمعارضة من الباب وتسلل منها من الشباك مهرولاً نحو سلطة الجبهة الإسلامية القومية وتدرج في شتى المناصب كوزير ومدير وحاكم وأخيراً استغني عن خدماته ووضع على الرف. في رأي ما ذكره أبو غسان في الخطوات التي سبقت اعلان القيادة الشرعية يختلف كثيراً عن افادت الأستاذ صديق بولاد واعتقد أن ما ذكره الأستاذ بولاد يتناسب مع تسلسل الأحداث ولكن للأهمية لابد الاشارة للاعلان السياسي والعسكري الذي أصدرته القيادة الشرعية في 25 سبتمر 1990 . لقد استمعت لهذا الاعلان في المنطقة الصناعية بأم درمان حيث كنت أعمل. لقد اعتاد أهل السودان الاستماع لاذاعة الحركة الشعبية لمتابعة العمل المعارض ولقد أدخل هذا الاعلان كثيراً من الاَمال الكبيرة على قطاعات الشعب السوداني في كافة المواقع وكان الاحساس العام بأن انضمام قيادة الجيش السوداني للعمل المعارض سيكون قوة حاسمة في إزالة سلطة البطش والقهر والكذب والتي تسللت للسلطة باعلان كاذب بأن هيئة القيادة العامة قد استولت على السلطة. كان الانطباع الراسخ لهذا البيان بأن العمل ا لمعارض قد دخل مرحلة ساعة الاقتراب من التخلص من سلطة الازلال التي لجأت للتعذيب والقمع الوحشي للخصوم السياسيين وتسريح العاملين واحلال كوادر الجبهة الإسلامية القومية في مواقعهم دون تأهيل لذلك وكأنهم جاءوا لاحتكار الحياة في السودان ومصادرة الحرية والديمقراطية. لقد رفع ذلك البيان السياسي الروح المعنوية لأهل السودان وانتاب الناس في شتى المواقع شعوراً قوياً بأنهم على مشارف استعادت كرامتهم وأمنهم وحريتهم وديمقراطيتهم. بالتأكيد قد ترك ذلك البيان أصداء واسعة في الساحة السياسية.
نواصل في تأسيس القيادة الشرعية
عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
|
|
|
|
|
|
|
|
|