|
Re: إهانة نبي الإسلام...فى الدنمارك (Re: حسين يوسف احمد)
|
مقـال له صـلة بحقـد وتطـرف الغـرب نشـر فـي صحيفـة المحـرر :
معاداة الإسلام، من هولندا إلى النرويج!
صبري حجير/كاتب فلسطيني مقيم في السويد
ليسَ غريباً أن تتجرأ مجلة نرويجيّة مغمورة على الدين الإسلامي الحنيف، وعلى نبيّ الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام، بدعوى حرية التعبير!
المجلّة النرويجيّة "مغازين" نشرت في الأسبوع الفائت إثني عشرَ رسماً كريكاتوريّاً لنبيّ الإسلام محمد (ص) على صدر صفحاتها، في أول يومٍ من أيام عيد الأضحى المبارك. هي ذات الرسوم التي كانت مجلّة دانمركية قد نشرتها، قبلَ حوالي شهرين، وأحدثَ نشرها صدى في العديد من الدول العربية والإسلامية.
رئيس تحرير مجلة "مغازين" النرويجيّة، قال في مقالته المرافقة للصور الكاريكاتورية، إنّ الإسلام يحرضّ على "الإرهاب" ويدعو المسلمين اللجوء إلى العنف في مواجهة أيّ قضيّة فكرية أو ثقافية تجابههم!
مهما كان هدف المجلة المذكورة، من وراء نشر مثل تلكَ الرسومات والإساءات المتعمدة، للإسلام والمسلمين، في النرويج، بل للمسلمين في كلّ أنحاء العالم، فإنّ هذا العداء السافر والوقح لم يبدأ في الصحف النرويجية أو الدانمركية، بل بدأت فصوله عندما حسمت الولايات المتحدة الأمريكية حربها الباردة، وانتهى ما كان يسمّى عصر "الخطر الشيوعي" وعندما أعلن جورج بوش، من البيت الأبيض، حربه الصليبيّة على الإسلام والدول الإسلامية، وعندما حرك الأساطيل الهادرة والطائرات القاصفة لاحتلال العراق، الدولة التي شكلت في تاريخ العرب والمسلمين، دولة الخلافة الإسلامية الأقوى.
العالم الإسلامي يتابع على شاشات التلفزة، صباحَ مساء، الإساءات والاعتداءات التي تطال الإسلام والمسلمين، وتأتي على دور العبادة والمساجد والمقامات الإسلامية الشريفة، وعلى بيوت المسلمين وحرماتهم، من قبل قوات الاحتلال الأمريكية و"الإسرائيلية"، في العراق وفلسطين. فلا حرمةَ للمساجد والمقامات الإسلامية المقدسة، ولا احترام لعمامة عالم فضيل أو شيخ جليل.
لقد أباحت الإدارة الأمريكية، التي تمثل المسيحيين الجدد، في الولايات المتحدة الأمريكية، استعمال كلّ المحرمات، واستخدام كافة الأدوات الملوثة والمسيئة، في الحرب التي تخوضها في العراق، ضدّ أهله العرب المسلمين ! وتحاول المسيحيّة الجديدة المتصهينة، في البيت الأبيض، إنضاج الظروف المناسبة، وتهيئة البيئة الدولية، إلى حدّ إشعال صراع الحضارات، بل صراع المعتقدات الدينية!
إن تكرار الإساءات للمسلمين ودينهم الحنيف، في أوروبا، يؤسس لرسم سياسات معادية للجاليات المسلمة المقيمة فيها، والتي وصل تعدادها إلى 30 مليون مسلماً، ينتشرون على مساحة الجغرافيا الأوروبية.
من الثابت للجميع، أنّ الكيان "الإسرائيلي"، والدوائر الصهيونية قد استغلت أحداث 11 سبتمبر/أيلول، في الولايات المتحدة الأمريكية، للقيام بحملات متواصلة في أوروبا، لتشويه صورة المسلمين والعرب، من أجل إزكاء مشاعر الكراهية والعداء للجاليات العربية والمسلمة، التي كان لها التأثير البالغ في إحداث تغيير ملحوظ في اتجاهات الرأي العام، في أوروبا لصالح القضية الفلسطينية.
انّ إثارة مثل تلك المؤثرات الدينية لدى الجاليات المسلمة، في أوروبا، قد يحرض فيهم نوازع الردود الانفعالية على الذين يتحملوا تبعية الإساءة للإسلام والمسلمين، من صحفيين أو سياسيين أو فنانين أوروبيين. وهو الأمر الذي قد ينتج عنه، في المقابل، ردود فعل عدائية واسعة من قبل الأوروبيين ! وهذا ما تسعى إليه الدوائر الصهيونية والأمريكية، تماماً مثلما حصل مع الجاليات المسلمة في هولندا، في أعقاب قتل المخرج السينمائي الهولندي (ثيو فان غوغ) الذي أخرج فيلم "الخضوع" وهو الفيلم الذي عرض مشاهد للآيات القرآنية، مكتوبة على أجساد ممثلات شبه عاريات ! وكان الفيلم الهولندي قد تضمن نقداً شديداً لنبيّ الإسلام محمد (ص).
إن قتل المخرج الهولندي على يدّ مسلم من أصل مغربيّ، أثار نوازع الكراهية والعداء لدى الهولنديين والبلجيكيين ضدّ الجاليات المسلمة، في كلّ من هولندا وبلجيكا. وقد طالت الحملات العدائية المساجد والمدارس الإسلامية وتجمعات المسلمين، وأتاحت تلك الموجات العدائية الفرصة للقوى والأحزاب اليمينية، والمجموعات العنصرية لإصدار قوانين وقرارات، واتخاذ إجراءات عملت على كبح حركة النشاط الجماهيري للمسلمين والعرب في أوروبا، وأبقتها تحت سطوة المراقبة والمتابعة الأمنية!
بلا شكّ، أنّ جهات معادية للعرب والمسلمين، ترغب أن تتجدد تلك المشاهد المعادية للمسلمين في الدول الإسكندنافية، وهدفها من وراء ذلك، استدراج الجاليات العربية والإسلامية إلى حقل ردّات الفعل الانفعالية التي قد تحقق، في محصلتها النهائية، تثبيطاً للأنشطة السياسية والجماهيرية العربية والمسلمة في هذه الدول، أو منعها من التحرك والتأثير في اتجاهات الرأي الأوروبي.
ما من شكّ، أن حالة من العداء والتوتر ضدّ المسلمين والعرب، أخذت بالظهور في الدول الأوروبية، في أعقاب تفجير القطارات في مدريد ومن ثمّ لندن، وهي التفجيرات التي تبنتها مجموعات تدّعي انتمائها للإسلام!
هنالك جملة من الأسباب والجوانب الأخرى، التي تجعل الكثير من الأوروبيين لا يولون الدين اهتماما، بل يناصبونه العداء، ومن أهمها ؛ عقلية الإنسان الأوروبي ورؤيته للدين، فالحداثة التي يعيش بداخلها جعلته ينساق في حياته برؤية مادية تقوم على المنفعة المتبادلة، وتسعى للتقدم والازدهار مع زيادة حمى الاستهلاك، وتسخير النشاط العقلي والإنتاج العلمي، وثورة الاتصالات والمعلومات لمنفعة مجتمعه. وقد تشكلت عقلية الإنسان الأوروبي هذه في عصر الحداثة. أما الثقافة والقيم التي اكتسبها من هذا العصر، جعلته، كما يعتقد، متميزاً عن الثقافات والقيم البشرية الأخرى، فحرية الكلام والتعبير وحرية الرأي، من القيم الراسخة في حياة الإنسان الأوروبي. ومن الجدير ذكره في هذا المقام، أنّ الأوربيين حققوا قيمهم وثقافتهم تلك، كما يذكر علماء الاجتماع والتاريخ الأوروبيين، بعد معارك شرسة ضدّ الكنيسة، والانغلاق اللاهوتي المسيحي المتزمت.
في اتجاه آخر، تحاول الدوائر الصهيونية، في أوروبا، جرّ أقدام الجاليات المسلمة في أوروبا الى مربع الدفاع عن السامية، بذريعة أنّ الدفاع عن السامية يتضمن الدفاع عن الإسلام، في هذا الصدد صرح مصدر دبلوماسي "اسرائيلي" بتاريخ 28 / 7 / 2005 للإذاعة "الإسرائيلية" "أن (اسرائيل) الآن سوف تسعى لخطب ودِّ المسلمين المعتدلين في أوروبا.."!! وقال المصدر "إنّ الأوامر صدرت للسفارات (الإسرائيلية)، في جميع الدول الأوروبية، بالبدء في هذه الحملة.. وأنّ النشاط (الإسرائيلي) سيزداد في أماكن تتواجد فيها جاليات إسلامية كبيرة.. ونريد العثور على الصوت الصامت ومنحه القدرة على الكلام بحيث يدين معاداة السامية، ويتصل مع الجاليات اليهودية المحلية بهدف اتخاذ تحركات مدنية مشتركة".
إنّ هذه التحديات تضع الجاليات العربية والإسلامية أمام مسؤوليات تاريخية، في التصدي لهذه الاعتداءات والإساءات، وفقاً لفهم العقلية الأوروبية. فمن حق الجاليات المسلمة أن تعبر عن غضبها واستيائها، من جراء حملات التشويه والعداء للإسلام والمسلمين، بالوسائل الديمقراطية المتاحة للجميع، واثبات حضارية المسلمين في (كظم الغيظ). وهناك عدّة اتجاهات من حقّ الجاليات المسلمة أن تسلكها في ردّها على الصحيفة النرويجية، إن على صعيد الدعاوي القانونية، أو الأنشطة الإعلامية، والتحركات الجماهيرية.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
إهانة نبي الإسلام...فى الدنمارك | abuguta | 01-18-06, 00:50 AM |
Re: إهانة نبي الإسلام...فى الدنمارك | على محمد على بشير | 01-18-06, 02:34 AM |
Re: إهانة نبي الإسلام...فى الدنمارك | حسين يوسف احمد | 01-19-06, 01:39 PM |
Re: إهانة نبي الإسلام...فى الدنمارك | حسين يوسف احمد | 01-19-06, 02:30 PM |
Re: إهانة نبي الإسلام...فى الدنمارك | حسن الجيلى سعيد | 01-19-06, 02:50 PM |
Re: إهانة نبي الإسلام...فى الدنمارك | فيصل نوبي | 01-19-06, 04:06 PM |
Re: إهانة نبي الإسلام...فى الدنمارك | القلب النابض | 01-19-06, 05:55 PM |
Re: إهانة نبي الإسلام...فى الدنمارك | كمال حسن | 01-19-06, 07:06 PM |
Re: إهانة نبي الإسلام...فى الدنمارك | Kamel mohamad | 01-20-06, 01:00 AM |
Re: إهانة نبي الإسلام...فى الدنمارك | حسن الجيلى سعيد | 01-20-06, 05:40 PM |
Re: إهانة نبي الإسلام...فى الدنمارك | abuguta | 01-21-06, 02:42 AM |
Re: إهانة نبي الإسلام...فى الدنمارك | Adil Al Badawi | 01-21-06, 03:17 AM |
إهانة نبي الإسلام...فى الدنمارك | Ahmed Daoud | 01-21-06, 08:01 AM |
|
|
|