الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
نضال أرخص من دولار
|
كنت فى سنيى حياتى الشقية أعمل فى إجازة المدارس فى (ملجة) سوق شندى أبيع الفواكه وكنا كالعادة عندما يرخص الخضار نكومه ونكورك: (مابعنا بالكوم إلا هذا اليوم) فيتقاطر المشترون من كل صوب وحدب ليشتروا أكبر كمية ممكنة. فاليوم عاودنى نفس الشعور أن أكوم النضال وأكورك مابعنا بالكوم إلا هذا اليوم... بل سأزيد نداء ملجوى آخر: النضال بى سنت والثورة بلاش. قبل فترة من الزمان وتحديدا أثناء أحداث بورتسودان والتى إغتسل فيها قابيل بدم هابيل إقترحت فى أول بوست عن الكارثة كتبه خضر عطا المنان أن نجمع دولار من كل معارض لمساعدة أسر الضحايا ولكن تناسى المناضلون الإقتراح وسودوا صفحات المنبر بالمقالات النارية. وعادت دورة التاريخ وأهلنا فى ميدان مصطفى محمود بالقاهرة تدهسهم آلة الموت المصرية فتقتل وتجرح وتشرد. كذلك كتبت بوست لجمع دولار من كل مناضل ومناضلة ولكن لم يتعد عدد المتجاوبين العشرة, واحد فقط منهم كان تجاوبه عملى. تعمدت عدم رفع البوست وتعمدت مراقبة المناضلين وهم يجودون بالكلمات ويسودون صفحات هذا المنبر بالمجان وأخشى أن يكون لسان حالهم يهتف مليون شهيد لعهد جديد وهم ينعمون بالأمن والأمان وفرحون كما حال النار يوم القيامة وهى تحرق وتطلب المزيد. ولكن هل يحس هؤلاء أن الطفل ابن العام أصبح ضمن المليون شهيد? هل يحسون بأن للشهيد أم ثكلى وأبناء أيتام وأخت تنوح كخنساء زمانها? وأن الشهيد له والدان بلغا من العمر عتيا? بل هل يحسون أن الأخت صارت ضمن الشهداء ولم تكمل آخر رضعة لطفلها بعد? هذان الموقفان يعودان بى لأعوام قضيتها فى القاهرة وشبابنا ينامون على مقاعد المفاهى وآخرون يموتون من الأمراض وكل قادتهم يعلمون ولا يعطون قرشا ولا يحركون ساكنا, وكلنا يعلم عن عطايا الشيخ زايد وأمير الكويت وملك السعودية وقذافى ليبيا. أموال تؤخذ باسم الجماعة وتوضع فى حسابات الأفراد. أحد الصحفيين مات من السرطان وماكان يحلم إلا بالستر الذى لم يجده من القادة والسادة بل وجده من نجاة عبد السلام وعبد السلام الأمين اللذان أدخلاه المستشفى خصما من قوت يومهما وقابل ربه فى اليوم الثالث وهو مبتسم. أى نضال هذا الذى يخاف فيه المناضل أن يضحى بدولار وماذا سيفقد إن خسر دولارا ولم توصله لجنة شئون اللاجئين لمن يحتاجه? بئس العذر وبئس النضال.!!!! والله لو كان هذا حال الثوار من شح وبخل واسترخاص واستسهال فلتبشر الإنقاذ بطول مقام ولتدلى رجليها على هذه الظهور المتبلدة. والله لو دفع كل مناضل دولارا لتعالج المجروح واستقر المشرد ولبس العريان وتحركت لجنتهم وقيادتهم بحرية فى القاهرة التى لاترحم سودانى ولكن....
|
|
|
|
|
|
|
|
|