|
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)
|
Quote: اواصل
عشت أسلي نفسي بتلك الصورة القديمة، وأقنعها بذلك الواقع الموروث، لحظات هي التي يسكن فيها روعي عندما أنشغل بأمور الدنيا، ولكن ما زال شبح الموت يلاحقني، ويخنقني حتى لا يكاد يسع صدري أنفاسي، فأتوجه إلى الله بقلب كأنه ليس بقلبي.. قلب لا يرى في الوجود غير نفسي وربي فأجد في المناجاة حلاوة لا يمكن أن يتذوقها ذهني، فتصيح أعماق كياني أنت الحق ياربي، ولكن كيف الوصول إليك وقد أظلمت من الشك نفسي؟!.. وكأن نداءاً يخترق أذني... أقتحم المجهول، فذاك الشك هو الطريق إلى المطلوب، وتلك الصورة الجميلة هي استرسال مع المجهول، فالاطمئنان أما أن يكون حقيقة مبنية على العلم وحينها تزول الجبال ولا يزول، وإما خداع للنفس سرعان ما يزول، وهذا هو خداع ألذات الذي كثيراً ما ينخدع فيه الناس فأول حقيقة علمية تشكلت عندي في تلك المرحلة إن الإسلام يمكن أن يقع فيه الاختلاف بسبب المنهجيات المتعددة ودوافع الفهم المختلفة، فقد أثرت الظروف السياسية والاجتماعية على طول الحقب التاريخية في إفراز مدارس متباينة كلها تنتسب إلى الإسلام، حتى أصبح الصراع العقائدي حالة شبه طبيعية في المنظومة الإسلامية، كانت هذه الحقيقة بمثابة مفتاح مهم لأنها تمثل في البدء الاعتراف بالواقع مما يؤهلني في خوض غمار البحث بدل أن يغمض الإنسان عينيه ويمني نفسه بمثالية الواقع والحقيقة الأخرى هي أن كل هذه المذاهب لا يمكن أن تكون ممثلة لحقيقة واحدة وهي الإسلام المحمدي، إلا إذا أعترف العقل بإمكانية اجتماع المتناقضين وهو محال، في حين إن هذا الخلاف لم يكن شكلي في بعض الرسوم الخارجية بعيداً عن المضمون والجوهر كما يمني البعض نفسه، وإنما خلاف يبتدئ من المسائل الفقهية التي تمثل شعار الإنسان المسلم مروراً ببعض المفاهيم الجوهرية التي تتشكل منها الانتماءات المذهبية انتهاءً بعمق المفاصل العقدية المتمثلة في التوحيد. فمن هنا لا يصح القول أن كل الطرق مؤدية إلى روما، كما لا تصح الادعاءات المطلقة لكل مذهب بأنه هو الحق وغيره باطل وضلال، فلا عقلية التسامح الصوفي ولا عقلية الجمود المذهبي هي الحاكم في بناء البحث العلمي. فاللا منطق والقفز على مدركات العقل حالة سلبية لم تكرس فقط الفوضى المذهبية فقد امتدت يداها لتعبث في واقعنا الحياتي حتى أدمّنا روائح التخلف وعشنا في ركام الواقع خوفاً من المجهول. فكيف تكون كل المذاهب على حق والحق واحد لا يتعدد؟! وحكم العقل يقتضي أن يكون هنالك طريق واحد يمثل دين محمد (ص) والعجب كل العجب أن يتفق الفرقاء على وجود فرقة ناجية من بين الفرق، فقد أكد رسول الله (ص) بقوله (ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) ألا يكون ذلك حافزاً على تنبيه العقل، وإيقاظه من حجب الموروث، فكيف يكتفي كل إنسان بما ورث من المذاهب ثم يمني نفسه بالنجاة، ألا يحفز ذلك الإنسان على ضرورة البحث الجدي لمعرفة الفرقة الناجية التي بشر بها رسول الله (ص). فهل هناك ضرورة إذاً للبحث في المذاهب لاختيار الطريق عن يقين دون تقليد؟ أم هل هو المصير المحتوم بمصير الآباء والأجداد …؟ وما هو السبيل إذا لم يكن المصير محتوماً؟ السبيل هو الحقيقة الثالثة التي أعانتني في مواصلة الطريق وهي الانفتاح والحوار مع الجميع، فالإيمان بهذه الحقيقة يكشف ذلك الستار المضروب عن كل المصاعب التي صنعها الإيمان باللامعقول، ولذا كان الحوار سنة الله، فلا بد أن يكون هو الحاكم لنتمكن من فرز الحق عن الباطل والعلم عن اللا علم، ومن هنا نرفض كل الدعاوى القائمة على التحجر ونكران الآخر لا لشيء إلا لأنه هو الآخر، فإن كان الحوار شعاراً يتغنى به الجميع، فلماذا ينغلق صاحب كل مذهب على مذهبه؟ ولماذا لا يكون النقاش والحوار هو الثقافة السائدة بين كل مذاهب الإسلام؟ ألم يقل تعالى {قل هاتوا برهانكم أن كنتم صادقين} ولذا كان الحوار أول ركيزة منهجية أرتكز عليها القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، بداية من خلق آدم والحوار مع إبليس للسجود لسيدنا آدم قال تعالى {إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين، فسجد الملائكة كلهم أجمعون، إلا إبليس أستكبر وكان من الكافرين، قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي، استكبرت أم كنت من العالين قال، أنا خير منه خلقتني من نار وخلقتني من طين، قال فأخرج منها فإنك رجيم}سورة ص، إلى عهد خاتم الأنبياء محمد (ص) الذي فتح باب الحوار مع المشركين وأهل الكتاب مع كونه يمثل الحق المطلق قال تعالى {إنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال …} هذا هو منهج القرآن في التعامل مع الخصم فيجعل لهما كامل الحرية في الاستدلال والبرهنة، وهذا الأسلوب يقودنا لاستعمال عقولنا المقفلة دائماً بحجة أن آباءنا على هذا المذهب قال تعالى {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤكم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون} سورة البقرة. … بداية الطريق رسمت لي هذه الحقائق الثلاثة معالم الطريق، ولكنها لم تخرجني من تلك الحيرة فما زلت أتخبط بين الجبهة الإسلامية والوهابية والإرث الصوفي الذي درج عليه أغلبية المجتمع، إلى أن اكتشفت الحقيقة الرابعة وهي أن السودان لا يمثل كل الإرث الإسلامي فهناك مذاهب ومدارس لا عهد للسودانيين بها، بقدر ما كانت هذه الحقيقة بسيطة إلا أنها وسعت إطار البحث أمامي، وحينها تذكرت سلطنة عمان والإباضية فيها، فمن هم؟ وما هي عقيدتهم؟ لم أجد في الموروث السوداني أجابة عنها إلا أنهم هم الخوارج الذين حاربهم الإمام علي (ع) وندمت على تلك السنوات التي قضيتها بينهم ولم تمر على خاطري تلك الأستفهامات، وهكذا بدأت تطرق سمعي بعض التسميات، التكفير والهجرة، البلاغ والدعوة، الشيعة... فهل ياترى يسعفني العمر لمعرفة كل تلك المذاهب ومن ثم أختار الحق من بينها؟ سؤال شكل عندي يأساً وإحباطاً، فهذا بحر لا شاطئ له، حتى اكتشفت من فرط التأمل الحقيقة الخامسة وهي أن الخلاف بين كل المذاهب التي تنتسب إلى الإسلام بدأ من نقطة واحدة ثم اتسعت الزاوية حتى انفرجت لتشمل كل هذا التباين المذهبي، مما جعل البحث بينهم مستحيل، فكان التفكير السليم يقتضي بداية البحث من تلك النقطة حيث كان الخلاف محصوراً وبمعرفة ممثل الحق في تلك اللحظة يمكنني التدرج معه إلى هذه اللحظة، فشكلت هذه الحقيقة حقيقة أخرى وهي إن الإسلام في زمن رسول الله (ص) كان ديناً واحداً من غير أي مفاهيم متباينة ولم يدب الخلاف في الأمة إلا بعد رحيل رسول الله (ص) إلى الرفيق الأعلى، فكانت هذه بداية فرط العقد فرسول الله (ص) كان سداً منيعاً أمام التفرقة والاختلاف، فخطر في بالي تصور عجيب.. لما لم يخلقنا الله تعالى في زمن الرسول (ص) لكي نلتف حوله ونضمن بذلك نجاتنا؟ ولم لم يجعل الله الرسول حياً يرزق إلى زمننا زمن الريب والشك لكي يسد الطريق أمام كل المرتابين؟ وإذا كان الموت هو القدر المحتوم حتى للرسل، فلما لم يجعل لنا الرسول وسيلة تكون لنا ضمانة من الاختلاف من بعده؟ هذه الإستفهامات الحائرة كانت هي الخطوات التي أوصلتني إلى درب الأمان، فتحول البحث من داخل المذاهب إلى تاريخ الإسلام ودراسة نشوء المذاهب، ولكن أحدثت هذه النقلة أزمة جديدة وهي اقتحام المقدس وحرمة نبش المقابر فتلك أمة قد سبقت لا نسأل عما فعلوا، فكان هذا أكبر حاجز وقف بيني وبين بداية البحث بعد أن عرفت بداية الطريق، فوقفت في ذلك الطريق أنظر هنا وهناك.. لعلي أجد من المارة من هو متجهاً إلى مقصودي فيشجعني لاقتحام ذلك التاريخ |
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | عمار عبدالله عبدالرحمن | 12-31-05, 05:06 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | عمار عبدالله عبدالرحمن | 12-31-05, 06:42 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | نهال كرار | 01-03-06, 02:05 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | bushramk | 01-01-06, 01:15 AM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | JAD | 01-01-06, 02:38 AM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | عمار عبدالله عبدالرحمن | 01-01-06, 04:08 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | محمد ميرغني عبد الحميد | 01-01-06, 06:02 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | عمار عبدالله عبدالرحمن | 01-02-06, 04:04 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | عمار عبدالله عبدالرحمن | 01-02-06, 04:09 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | bushramk | 01-02-06, 01:53 AM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | Biraima M Adam | 01-02-06, 06:22 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | Sabri Elshareef | 01-02-06, 08:11 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | عبدالرحمن الحلاوي | 01-03-06, 00:09 AM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | Sabri Elshareef | 05-07-06, 05:26 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | حمزاوي | 01-03-06, 01:17 AM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | مريم بنت الحسين | 01-03-06, 09:57 AM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | محمد الامين احمد | 01-03-06, 10:26 AM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | نهال كرار | 01-03-06, 02:07 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | wadda7a | 01-03-06, 04:12 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | Biraima M Adam | 01-03-06, 08:30 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | عبدالرحمن الحلاوي | 01-04-06, 01:17 AM |
من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | wadda7a | 01-04-06, 03:59 AM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | عمار عبدالله عبدالرحمن | 01-04-06, 06:00 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | هاشم نوريت | 01-04-06, 06:18 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | عمار عبدالله عبدالرحمن | 01-05-06, 04:47 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | عمار عبدالله عبدالرحمن | 01-06-06, 04:28 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | عمار عبدالله عبدالرحمن | 01-13-06, 04:08 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | عمار عبدالله عبدالرحمن | 01-13-06, 04:16 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | حمزاوي | 01-14-06, 05:02 AM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | Biraima M Adam | 01-14-06, 07:06 AM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | عمار عبدالله عبدالرحمن | 01-14-06, 05:56 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | ابوالقاسم ابراهيم الحاج | 01-14-06, 06:21 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | حمزاوي | 01-15-06, 04:23 AM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | نهال كرار | 01-15-06, 04:53 AM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | عمار عبدالله عبدالرحمن | 01-15-06, 03:24 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | عمار عبدالله عبدالرحمن | 01-16-06, 05:21 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | نهال كرار | 01-17-06, 08:37 AM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | عمار عبدالله عبدالرحمن | 01-18-06, 05:12 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | هاشم نوريت | 01-18-06, 05:49 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | عمار عبدالله عبدالرحمن | 01-19-06, 08:08 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | نهال كرار | 01-20-06, 04:24 AM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | عمار عبدالله عبدالرحمن | 01-20-06, 04:38 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | عمار عبدالله عبدالرحمن | 01-21-06, 06:01 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | عمار عبدالله عبدالرحمن | 01-21-06, 07:12 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | حمزاوي | 01-22-06, 07:15 AM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | عمار عبدالله عبدالرحمن | 01-23-06, 05:08 PM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | قرشـــو | 04-08-06, 08:56 AM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | قرشـــو | 04-09-06, 06:28 AM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | SAdo7 | 04-09-06, 07:04 AM |
Re: من حقي ان اكون شيعية .. اخر اصدار للشيعة السودانين | عمار عبدالله عبدالرحمن | 04-10-06, 03:48 PM |
|
|
|