|
Re: السادس من ابريل (Re: tariq)
|
اليوم تحل الذكري الـ (1 للإنتفاضة الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق جعفر محمد النميري ،فأنهت (16) عاما كانت متوالية حكم تأرجح في مراحل بدأت من أقصى اليسار وانتهت في الدورة المتراجعة من أقصى اليمين.
و اطاح الشعب بحكم الرئيس نميري في ذات اللحظة التي كان يعتد فيها بأنه أصبح حاكما مطلقا للبلاد يستطيع ان يجرد الشعب من كل آماله وإحساسه بالحياة كما ذكر في آخر خطاب سياسي مفتوح له عندما أكد للشعب أن معيشته ستزداد ضنكا وشدة وطلب منهم أن يزدادوا تقشفا "فمن كان يأكل ثلاث وجبات في اليوم فليأكل وجبتين ، ومن كان يأكل وجبتين فليأكل واحدة .. ومن كان يأكل وجبة فليأكل نصف وجبة .." ولم يقل من كان يأكل نصف وجبة فليصم عن الاكل ..
ولم يكن في خاطر المراقبين ان ينهار حكم النميرى بمثل تلك السهولة التي حدثت في صبيحة السادس من أبريل عام 1985 ،بالحساب السياسي الذي يُرى بالعين المجردة ، لكن التاريخ أثبت دائما ان هناك كائنات فناء (لاتُرى بالعين المجردة) قد تطيح بنظم الحكم قبل أن يستشعر خطرها القائمون عليه. و حُكم الرئيس النميري كان في بدايته خلاصة خبرة شباب لم تتح لغالبيتهم الفرصة من قبل لإدارة أكثر من كتيبة عسكرية.. وقد تم ترقية كثير منهم لرتبة "الرائد" قبيل الإنقلاب بأيام قلائل ..لكنهم على أية حال أصبحوا مسئولين عن حكم بلد تعج بالمؤسسات والكوادر المؤهلة أكثر منهم والتعقيدات والتفاصيل الممتدة بين السيادة والإدارة.
من هذه الخبرة الشابة سددوا أقسى ضربة للإقتصاد السوداني الذي كان وفير العافية، وعلى أسنة رماح الشعارات الثورية هتكوا عرض القطاع الخاص السوداني فصدرت قرارات التأميم والمصادرة واحالت كل الأخضر في الإقتصاد الى هشيم تذروه الرياح ولا تزال البلاد تعاني حتى هذه اللحظة من تلك الصفعة.
ومن هذه الخبرة الشابة ربطوا السودان بالمعسكر الشرقي إرتباط الحذاء بقدم صاحبه فأصبح لينين بطلا قوميا سودانيا أكثر من المهدي وعثمان دقنة تحتفل البلاد بذكراه السنوية في الصحف والإعلام الرسمي.
كبر الشباب وكبرت معهم مشاكل البلاد وتشكل الحكم بألوان سياسية متدرجة حسب ما تقتضيه الرياح السياسية وجرب النظام التحالفات السياسية مع المتاح في السوق من الالوان السياسية.لكن الأمر في النهاية أصبح مجرد تبديل تحالفات بلا منهج واضح أو فلسفة محددة .
وخلف الإطاحة بنظام النميري حكومة انتقالية نجحت في أهم مهامها وهو ان تكون "إنتقالية" ففي كثير من التجارب الإقليمية لم "تنتقل" أية حكومة إلا بفعل غضبة جماهيرية او إنقلاب عسكري.
وعندما تسلمت الاحزاب الحكم بعد حكومة المشير سوار الذهب و د. الجزولي دفع الله ،بدأت من آخر نقطة انتهت عليها في ليلة 24 مايو 1969 قبل أن يطيح بها الإنقلاب.. وعادت تكرر ذات الأخطاء بدقة متناهية بل تكاد تستخدم نفس المفردات السياسية التي كانت قوام خطابها الحزبي.
وفي حلقة مفرغة من اللعبة السياسية الحزبية التي تقام فيها الحكومات ثم تحل فتقام مرة أخرى وجد الشعب السوداني نفسه في حيرة قاتمة ،بين حكم شمولي يسلبه حقه في الحياة الكريمة وآخر حزبي يحرمه الإحساس بالدولة والسيادة.وتحت شعار الحرية تعاضدت النقابات والصحافة لتضرب الديموقراطية تحت الحزام حتى استيقظ الشعب ذات فجر ليجد البيان رقم واحد امامه.
فردد في صمت .. كما ردد يوم أذاع النميري بيانه الاول .. (اللهم لا شماتة..). عثمان ميرغني
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
السادس من ابريل | tariq | 04-05-03, 08:24 PM |
Re: السادس من ابريل | النسر | 04-05-03, 08:47 PM |
Re: السادس من ابريل | tariq | 04-06-03, 05:42 AM |
Re: السادس من ابريل | ابو فاطمه | 04-06-03, 06:04 AM |
Re: السادس من ابريل | ابو فاطمه | 04-06-03, 06:04 AM |
Re: السادس من ابريل | garjah | 04-06-03, 07:22 AM |
Re: السادس من ابريل | elsharief | 04-06-03, 07:46 AM |
Re: السادس من ابريل | tariq | 04-06-03, 12:37 PM |
Re: السادس من ابريل | mo | 04-06-03, 12:42 PM |
Re: السادس من ابريل | ود عقاب | 04-06-03, 01:37 PM |
Re: السادس من ابريل | tariq | 04-06-03, 01:50 PM |
Re: السادس من ابريل | Abdalla Gaafar | 04-06-03, 07:19 PM |
السادس من ابريل | Abd-Elrhman sorkati | 04-06-03, 07:24 PM |
Re: السادس من ابريل | tariq | 04-06-03, 08:28 PM |
Re: السادس من ابريل | abdel abayazid | 04-06-03, 09:01 PM |
Re: السادس من ابريل | bit barber | 04-06-03, 08:55 PM |
Re: السادس من ابريل | خضر حسين | 04-06-03, 10:50 PM |
Re: السادس من ابريل | Tumadir | 04-07-03, 01:33 AM |
Re: السادس من ابريل | elmahasy | 04-07-03, 02:11 AM |
Re: السادس من ابريل | tariq | 04-07-03, 06:52 AM |
Re: السادس من ابريل | tariq | 04-07-03, 01:54 PM |
Re: السادس من ابريل | ابو فاطمه | 04-07-03, 03:26 PM |
|
|
|