موت الشاعر على الطريقة العراقية واشياء اخرى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-07-2024, 01:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-25-2003, 02:38 AM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: موت الشاعر على الطريقة العراقية واشياء اخرى (Re: atbarawi)

    غياب رعد عبد القادر - عبد الرحمن مجيد الربيعي
    (1)
    كأن الذي فينا لا يكفينا، اما القادم فهو الويل والثبور، اتطلع الي عشرات البوارج الزاحفة نحو المياه العربية المعبأة بالغضب الامريكي من جند واسلحة وطائرات وغيرها من احدث مبتكرات القتل والابادة فلا اصدق ان كل هذا من أجل نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية، نعم فلا أصدق، ان كل هذا من أجل بلد متعب ومحاصر وتستوطن ارضه الأوبئة وينهش السرطان أجساد أبنائه ويولد أغلب أطفاله مشوهين بفضل اليوارنيوم المنضب الذي انعموا به علينا.
    خرج راع ليقول ان أغنامه صارت ما ان تأكل العشب الذي نبت مع تهاطل الامطار هذا العشب حتي تنفق ، وخسر قطيعه الكبير، وصار يصفق يداً بيد وكأن لسانه يقول: عليّ بالخلف وعليهم بالتلف، وترك أمره لله.
    العراقيون يدفعون ثمن ما لم يقوموا به بل وجدوا انفسهم فيه، وعندما تأتي الحرب ويبدأ الغضب (البوشي) الذي (نفذ صبره) فآنذاك تأخذ المسألة وجها اكثر بشاعة، ومن يقول كما صار يكرر للامريكيين انهم سيكونون موضع ترحيب ويرش العراقيون عليهم الرز، يكذبون عليهم، فلو كان للامريكان تقدير لحال العراقيين الذين ابيد منهم بالاوبئة اكثر من مليون لو كان لديهم رز لأكلوه بدل ان يرشوه علي الجنود الذين جاؤوا لترتيب اوضاع النفط الذي وضع ملفه بيد ديك تشيني أقل المسؤولين الامريكان اطلاقا للتصريحات واكثرهم بعداً عن الأضواء.
    ان رجال النفط هؤلاء يدركون ان النفط الامريكي انخفض 12% وانه في عام 2020 تصبح حاجة امريكا الي ثلثي النفط المستورد من العراق والخليج، والنفط العراقي كما يقول الخبراء يتميز بجودته وسهولة استخراجه كما ان نفط الصحراء الغربية العراقية لم يبدأ التنقيب عنه بعد وعندما يحصل ذلك سيكون العراق البلد الاول في ما يمتلكه من احتياطي.
    اذن النفط هو الغاية والمبتغي في السياسة الامريكية تجاه العراق، اما الحرص علي الديمقراطية وحماية الشعب العراقي من الدكتاتورية فهذه امور لا تنطلي علي أحد، وهي مثيرة للضحك، وقد كان النظام العراقي صديقاً لامريكا، ورامسفيلد زاره عام 1983 واستقبله الرئيس العراقي، آنذاك، كان هناك عدو مشترك، وقد زج بالعراق في حرب لا معني لها، وكان الجميع يغذونها وعدد كبير من الدول بما فيها العربية ضالعة فيها من أجل كسر مد النظام الاسلامي في ايران.
    ذلك ما كان لكن الآتي الأعظم هو المخيف والمرعب لاسيما ونحن لا نملك الا الانتظار، وما أمرّه وأقساه من انتظار!

    (2)

    هناك من يحركه الفرح بأن (التحرير) قادم، ولو كان المقابل مليون عراقي واكثر، وصاروا يجمعون أغراضهم متهيئين للعودة (المظفرة) القريبة ليجلسوا علي كراسي الحكم التي تنتظرهم
    رغم انني اجزم ان بعضهم لم يعد يعرف من بغداد الا اسمها واغواء السلطة هاجسه حتي لو كانت تحت المظلة الامريكية. فكيف يعرف بغداد واهلها من غاب عنها اكثر من أربعين عاما!
    وهذه مسألة اخري في فيلم الرعب الطويل هذا!
    لندعها ونتحدث عن احبائنا واصدقائنا الذين يغادروننا فجأة، كأنهم يفضلون الموت علي ان يكونوا شهود الصمت علي ما حصل لوطنهم وما سيحصل له ولهم.
    بدأت القلوب تخون اصحابها، فيكثر ضحاياها، كلهم يموتون بقلوبهم، تكف عن النبض قرفاً من حياة لا ومضة فرح فيها.
    آخر الذين غادرونا، الشاعر المتجدد رعد عبد القادر، ولعله أحد أهم الشعراء الذين لم يقتنعوا بمغادرة الوطن حلا فبقي فيه، وعاش كل ما مرّ به، جنّد مع من جندوا. وعاش (عاصفة صحراء) بوش الأب عندما ظلت الفظائع تتساقط علي العراق لمدة 42 يوما. لم تبق خلالها علي جسر ولا علي مراكز الاتصال او مصافي النفط ومحطات توليد الكهرباء وتصفية المياه.
    وحقق بوش الأب ما أراد بأن جعل العراقيين يعودون للوراء عشرات السنين ويذهبون للنهر لجلب الماء بالصفائح.
    هذا عدا تدمير المباني والمعسكرات وكلها عراقية، ملك للشعب العراقي، مهما كان الحاكم، فالحاكم لابد أن يذهب ذات يوم ولن يعيش أبداً، ثم جاء الحصار ولجان التفتيش التي تستفز اي عراقي حتي لو لم تكن له أي علاقة بالنظام، وأنا أحدهم، نعم، انهم يستفزونني ويستهينون بي، وبكل عراقي! ولا أدري كيف يمكن للقلم ان يكتب كلمة استحسان عن هذا الفعل ، ووفقا لما قاله الكاتب البريطاني جون لوكاريه لمن يقول ان هذا من أجل البحث عن أسلحة الدمار الشامل. قال لوكاريه مستهزئا من هذا الادعاء ان اسلحة الدمار الشامل هذه (لن تكون سوي حبات فستق مقارنة بما ستقصفه به الولايات المتحدة واسرائيل خلال خمس دقائق).
    لقد آثر رعد عبد القادر ان يغادر قبل ان يري ويعيش الآتي:
    علي فكرة نري الشاعر سعدي يوسف الذي لم يقل كلمة طيبة بشاعر عراقي ظل مقيماً في وطنه قد كال له المديح كما أخبرني أحد الأصدقاء ولعله بهذا أراد ان يفرده عن العشرين مليون عراقي الذين عرض علي توني بلير ان يأخذهم هدية متواضعة مقابل أن يزيل رئيس النظام في قصيدة كارثية تداولوها هنا بتونس باستهجان لم تقابل به اي قصيدة عربية او عراقية، رغم ان سعدي يوسف لم يظهر لنا (طابو) ملكيته لهؤلاء العشرين مليون!

    (3)

    قبل رحيل رعد عبد القادر أخبرني صديقي كان في زيارة لتونس عن حالة الصحفي اللامع لطفي الخياط الذي كان من أوائل الذين ارتبطت معهم بصداقة اصيلة. وكان ذلك أواخر عام 1963 وكنت قد غادرت الناصرية مسقط رأسي متخليا عن كل شيء لأبدأ من جديد.
    ووفقاّ لشعاري الثابت: (أصدقائي هم اصدقائي سواء وافقوا أم عارضوا) لم أسأل أحدا منهم عن تغير موقفه فأنا اعتبر المسألة شخصية جدا، ولكنني (عدو) لدود للاعبين علي كل الحبال، يعرفون متي يخفون رؤوسهم ومتي يخرجونها مثل الجرذان! هؤلاء هم خصومي لأنهم الحقد يمشي علي أقدام وأشخصهم بحدسي وأفعالهم.
    كان لطفي الخياط صديقاً حقيقياً، لا بل ان شخصيته تسربت الي روايتي (الوشم) و (الوكر) عدا بعض القصص القصيرة.
    لطفي الخياط صحفي محترف، قد لا يكون كاتباً صحفياً ذا تأثير لكن حرفية الفعل والعمل الصحفي هو من أساتذتها.
    وقد وصلت ثقة زملائه به حد اختياره في الهيئة الادارية لنقابة الصحفيين.
    ثم جاءنا نبأ ما تعرّض له في (حفلة رشق) بالطماطم من قبل بعض زملائه وبحث ممن هو رئيس النقابة ونجل رئيس الدولة. والحكاية معروفة، جري الترتيب لها مسبقاً. ولم اعرف ان الحادثة أثرت فيه كل هذا التأثير وان احساسه بكرامته الجريحة امام زملائه بل وبعض من تعلموا الصحافة علي يديه كان يأكله. وتفاقمت حالته وصولا الي ما يشبه الجنون!
    هذا ما علمته، وقد جرّحني ما حصل لأحد أقرب أصدقاء العمر، فكأنه لم يكفني رحيل خالد الراوي وأحمد المفرجي وغازي العبادي وموسي كريدي اولئك الذين كنت أحس بان جزءاً مني يموت بموت كل واحد منهم.
    وها هو لطفي الخياط الوديع الطيب، رفيق لحظات التسكع والحاجة والحلم والعمل عندما أعانني (وهو سكرتير التحرير) علي انجاح اول تجربة صحفية لي عندما رشحني للاشراف علي الصفحة الادبية بجريدة (الانباء الجديدة) الاسبوعية منطلق اول تجمع لأهم جيل ادبي في العراق، جيل الستينيات وفيها نشر معظم اعماله وتجاربه الاولي.
    أخشي ان نواصل تدبيج المراثي من دون ان نجد ذات يوم فسحة لكتابة صفحة فرح واحدة.

    ملاحظة مرة:
    ما ان فرغت من كتابة هذا الموضوع حتي انبأني الصديق المبدع ابو زيان السعدي ان الاستاذ الاديب العراقي المقيم بتونس قاسم الخطاط الذي شغل مناصب كبيرة في مؤسسات الجامعة العربية قد وافته المنية اثر نوبة قلبية، صرخت: يا الله،. كأن العراقيين اصبحوا لا يموتون الا بخيانات قلوبهم!!

    جريدة (الزمان) العدد 1414 التاريخ 2003 - 1 - 24

    AZP09
    AYMK








                  

العنوان الكاتب Date
موت الشاعر على الطريقة العراقية واشياء اخرى Alsadig Alraady03-22-03, 04:27 PM
  Re: موت الشاعر على الطريقة العراقية واشياء اخرى atbarawi03-24-03, 12:10 PM
    Re: موت الشاعر على الطريقة العراقية واشياء اخرى Yahya Fadlalla03-25-03, 02:38 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de