كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-01-2024, 11:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-02-2003, 11:04 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج (Re: فتحي البحيري)

    بكائية الفصول

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ( إليها ../ إعتدال خليل ،،
    و هي تصوغ هذا العنوان ، مفردة الحنين و التعب ..
    تنسل من جسد الغياب .. تتهجّى شرفة الزمن الحبيب . )


    (1)

    النَّهر يرصفُ ضِفَّتيْهِ للمطر
    شوقاً يناجي مُقلتيكِ إلى الضياء
    وجْهاً يرتِّق ثقب هذي الأرض
    يمْنحها أباريق الهطول
    هُنا تبكي الفصول
    الورد
    والأحلام
    والأشواق
    والوجه البتول
    ذكْرى سنين عارياتٍ من غُبار
    أو دُخانٍ
    أو هشيمٍ كالرَّمادْ .

    (2)

    صَفَق الحديقة يشتهي وجه المطر
    عامل الكافتيريا يسألُ عن مطر
    والشمس تدخل في الجدار المستقيم
    تلد الظلام
    الذِّكْرى تسمِّي قاطِنيها من تواريخ الغياب
    / أفقر الأشياء مُفردة الغياب /

    (3)

    طفولة الليل احتوت أنثاي ، أحلام الطريق
    وناغمت في الجَّهر أصوات القمر
    جِسْرٌ من الغيمات
    يدلق في شبابيك الفصول طراوة المطر الجَسُور
    أُنْثاي تحت السَّقْفِ تلْهو بالسماءِ صديقة الليل الحميم
    تبكي مع المطر الرَّزاز
    ترتدي وجه السِّراج المستضئ
    بزيت أنسجةِ الحصاد
    / قبل احتقان الأرض بالجُدْبِ السَّفيه /
    تنبعث المحاصيل الرَّهيفة من عميق النَّسل ،
    أوراق الإضاءة والطعامْ
    .. والزيت يحبل بالإنارةْ .


    (4)

    تنزف رسالتها الطويلة تحت ظل الفجر
    تغرز قُطْرَ زاوية الحُضُور
    وتشْتهي شَبَقَ السحابة ،
    فيلق التكوين يحْجِلُ من أقاصي الضوء والبرق النَّزِيـه
    هي
    لم تزل تنزف دماء وريدها الأخضر
    على وجه الدَّوايَةِ والسَّرير
    يهتز إصبعها
    ليهرب من كتابتها / لآفـاق الحضور
    فالوقت يجري في اتجاه الرِّيـح يقفز موْجـتين
    يهزمُ في المـدى أقواس هجْرَتهِ الطويلة
    والغياب يمـوت في علياء نزْوتـهِ
    وحـيداً يحْتسي لون البـياض ،
    يمـدّ ساقيهِ ويرْحل في المـصَبْ .



    (5)

    جئتُ من جزيـرة المطر
    أُسـائل البكاء عن صديقـهِ القَّديم
    عن جلسة رصينةٍ بصُحْبـةِ الحبـيبة المأهولةَ انتظـار
    عن زماني الذي يجئ
    وجدته معبأً بوجهـها المغسول في جسارة المطر .

    (6)

    .. وتشرق الشموس من نهـايةِ الشَّفق
    تضاحِك الضِّفاف جيِّداً
    تغازل الأمواج في حراكهـا الطويل
    تشقُّ غربة المسافر البعيد
    يعود من سرابهِ لشُرْفة المطر
    يعانق الفصول في نسيجهـا الأليف .



    (7)

    وحيدةً تنام في جِدارهِ الظَّليل
    وتنشُر الحديقة الخضراء فرحة الحضور
    قِلادةً تنام في جبينها العريض
    لتحرق السماءُ جُبَّة التَّعب
    وتلبس الحبيبة الخضراء
    رغبة البكاء من جديدْ / بطعمهِ اللَّـذيذْ .
    لأجلِ عـاشقٍ يجئُ من سحابةِ الأُفقْ
    يضمّهـا برغبة الإلـهِ
    يكتب الاحلام في نسيج قلبها النضير .
















    الصَّيف/ حوار الظَّهيرة والماء المالحْ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
     ظهيرة

    واقفاً بشارعِ القِّيامةْ
    والأشعة التي تضجُّ بالحريق تصنع الظَّهيرةْ ،
    تحرق البخورَ في موائد الجنوبْ !
    في متاهة العراء تخلق الصَّحراء والصبَّار والقلقْ ،
    والنَّهارُ علَّق المياه في جبين عورة المطر ،
    / حكاية الصّحراء والجفاف والضَّجرْ /
    وناقة القبيلة وحدها ،
    جزيرة المياه في براري قُبَّة العطش
    والمدينةْ :
    لم تزل تبيع وجهها بصفقةٍ لحاكمِ العبيدْ !
    / صفْقةً تنز من حوافر الأكُفْ / .




     زهرة عباد الشمس

    سيِّدةٌ تخْلع ثوب النَّوْمِ
    في الطُّرقِ البيْضاء ترشُّ الصَّيف
    تُعلِّقُ لوْحتها في ذيل الرِّيح
    كنجمٍ تحت عمود الليل
    يراود شمس اليوم التالي
    بآخر عُري يفتح جسد الوردةْ .








     ماءٌ من جسدِ النَّهار

    نافورةٌ من ينابيع الرطوبة
    في ساحل البحر
    تسير على سطوح البشر العاديين
    كلما لامست ورق النَّهار مدينة تعاني ضجر الظَّهيرة ،
    وعمال يرْفعون عبوَّات الملح
    في السَّاعة الثانية عشر ظُهْراً
    عندها
    يسيل الماء ساخناً
    كبخار حزين .







     أحزان الظهيرة

    كان البحر يبخر خبز الغيم ،
    عجين المطر القادم يعفو عن سوءات الليل
    سراب الريح يشتِّتُ في الطرقات بياض الماء
    الصيف الفاجر يبحث عن أوراق الظلِّ،
    خيوط الماءْ،
    يرفع طاولةً مملوءة بالبرق
    دُعاش العشب الأخضرْ
    يسرحُ في نيران الخوف يُهيْكل وجه الماء
    سروجاً خاطتها الطفلة قبل شروق الشمس .







     حكاية الهجير

    الجمرُ مطيعٌ جدا يسرقُ بهوَ الشمس ،
    ويغرز مدخنة بالباب
    قبعة تهوى دخان الحرب
    حريق الغابة
    يمشى
    يمْشي تحت الماء الكاذب
    خلف النار التفتح خوف الموت
    يجئ الصيف
    يسيح الوقت خجولاً بين ثياب القُطن
    وتبكي نطفة ليل البرد
    شتاء الحزن !





     حاشـية الشمس

    (1)

    يسْبحُ
    مُشاغباً صدَفَ الرَّمل
    برغبةِ الحصول على لُفافة ماءٍ
    يُدخنها عنوةً
    لوأد الحرارة في شاطئ الشمس .



    (2)

    تخرج في الخامسة صباحاً ،
    بدلال تحيك المؤامرة
    حتى يغتالها المساء
    بمدية الظلال الحزينة .



    (3)

    الطريق مغلقاً
    مثلما إشارة المرور عارية ،
    والنهار عاصياً ،
    يفاوض الربيع والمطر .
    نوفمبر1999













    أُخْرى تغتسل في سماء الأبديـة

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ( إليها ، فى صمتها الأخير / الشاعرة أماني عثمان )

    (1)
    هُنـا بين المساء
    على أريكة زهـرةٍ شقْراء
    سالت دمعة خضراء مُغْبَرة الخُطى
    مرْصُوفةً بالحزن
    ضد الموت فارقت الحـياة
    تركت أساوِرَهـا ،
    أقاليم المـداد على وجـوهِ الأزرق الأبدي
    إنزيم الشَّهيق على ضِفاف الأمْكنة


    (2)
    نجمة الليل انتهت
    ذَبُلَتْ خيوط الحلم وأنتبه الفضاء
    أين التي كانت تصوُغ الحرف من دمهـا
    ترُشُّ الحبرَ
    توقيع الوريد على شفاه الأبيض الوهَّـاج
    تكوين الكتابة
    أوْ
    نقوش الجِّير
    شئ من صفاء الطين يمْنحها النَّشيد .

    (3)
    حُزن المدينة عـارياً يخطو على وجَعِ السكون
    فجيعة أخرى وأصواتٌ على كفِّ السفر
    لُغةٌ تُسافر من أصابعهـا
    وأحلامٌ تنام على نشيجِ الرِّيـح – تكْتب صمتهـا
    ورقٌ تصَـخَّر في تراب القبر مكسور الملامح
    يشتهي قلباً تعذَّب قبل أن يُسْقِطْ تقاسيم الرَّحيل .
    (4)
    ليلٌ طويلٌ
    يقْتفي شفق المسافةِ
    برْزَخُ الآتي من الغيب الجميل .
    (5)
    دروب الأرض باكيةٌ
    تُفتِّشُ عن هسـيس الغيم
    يمنحها القصيدة
    لون ذاكرة نبـيَّة
    تنفض عن ثياب الشعر أكوام الدُّخـان .


    (6)
    الشمس ظلاً حارقاً للصمتِ
    مرْسىً يُخبئ ريشة الموت
    سرابٌ يستبيحُ جسارَةُ الكلمات
    أوْدِيَـةٌ من الصَّـرَخَاتِ تعلُو جثَّة النَّهر القريب .
    أوراقُ الكتابة من مياه النيل تغْسِلُ حزْنَهـا .
    (7)


    أُمْدُرْمَان
    تفقدُ مرَّةً أُخرى قصائِدها
    جدائل شِعْرِهَـا العذْراء
    لكنَّها أبداً تُحييِّ صوتها
    ذكرى الذين تناوبوا نزْفـاً
    لأجل رسالةٍ قُصْوى ،
    تكتب عشْقَهـا شَفقاً جديداً
    من رياح الشِّعْرِ
    ألْوِيـةً تُرفْرِفُ في سماءِ الكون
    إنسان القضيَّة لا يخـافُ هزيمةً أبَداً .
    ديسمبر1996






    حـــــــــــــــــــرائق
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
     حرائق النشيد

    من سديم الغرفة السوداء
    هاجرت القناديل
    المناديل
    المصابيح ،
    القصيدة أوغلت في البحر تغرف شارعاً
    من طين قافلة النشيد .








     حرائق اللغة

    بينما الشمس راقدة في خمار المغيب
    تغزل النهار والأشَّعة والغبار
    هربت نجمةٌ من جسد العُباءة السَّوداء ،
    تخطو ضد رائحة الخيانة .
    والسنابل السمراء تعبر حاجز الموت الأخير
    لغةٌ تغازل شهوة الحبر الأنيقة للبياض
    آخر الصبحِ
    تمرن شفة يابسة على تعويذة القصيدةْ
    / وحدها حرائق اللغة ـ رهينة العصيان والكتابة والنشيد / .



     حرائق القصيدة

    ربما كانت القصيدة أنثى
    أوقدت نجمة بيضاء ، راقصة بالعرش
    وطفلة تلهو بأقواس الحروف
    تبيع المحاصيل المضيئة والبروق الصادقة ،
    خيمة للضوء تمشي في تضاريس الكتابة
    غواية للمصابيح
    كي تكشف عن وجهها في ضاحية الليل ،
    دونما
    ثقاب كبريت يثير شهوتها لتأويل الظلام
    خارجاً من قنينة المساء، تعتريه الدكنة والرماد ،
    مفردة تهجر عشب اللغة الأصفر
    ثائرة في الشارع تبني هيكل أغنية
    في الهرم الكائن صوب بنايات الورق الأبيض .


     حرائق الحرب

    (1)

    جنزير يعلك وجه الشمس
    قبعة يلبسها الثوار بأطراف المدن الحارة ،
    هسيس سراب كاذب
    رؤيا معتوهة
    أمنية في الصحراء تغازل أوردة الشجر اليابس
    كالحزن يرتب أوراق فجيعته في الارشيف .

    (2)

    سقيفة هذا الليل المحروق تثرثر في عتمتها
    والمدن الليلية في حانات الجبل العالي
    تعبث بالريح / سفيرة هذي العتمة فوق العادة .




    (3)

    حمراء ذاكرة النيران
    ترعى نكهة هذا العشب بساقية الحرب
    حرائق تمشي عارية في الطرق الوعرة
    تكتب تاريخ المأساة .
     حرائق العتمة

    الوردة كالنجمة
    قنديل يمشي في العتمة .




















    نجمةٌ في الليل تغتصبُ الشَّـوارع

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ








    ( . )

    حدَّثتنا الريح
    عن وكَـرِ الفجيعة
    كلما جاء العساكر بالبنادق عابرين الليل
    والأطفال في قاع البناية يحتسون الرمل
    ذاكرة لأوراق البنفسج /
    حينما تنجو المدينة من فتافيت الحريق .


    ( . . )

    هَذَا الطَّرِيقُ
    إلى المَدِينَةِ
    وانتظَارُ الهَاوِيَةْ !
    وَعِـرٌ يجفِّفُ ثوبهُ في الرِّيـحِ غانيةُ النَّهارْ .




    ( . . . )

    بلهفة الخوف من شجر الظلام
    يُواري سـوْءة الليل في بركانِ عينيه المجيد
    يُؤاخي زهرةُ الآتين من جـوف المدينةِ
    عابرينَ إلى سقوف النار سيِّدةُ الحريقْ
    والليل يخرج من عباءته مديناً للقمرْ
    يجني قيامته كوجهِ الطين في قبر الجليد .



    ( . . . . )

    كانتْ مواعيدُ الفجيعةِ كالعساكرِ في الخيامْ
    جـوقَةُ الحانات
    فاكهةُ المساءِ
    سليلة الفوضى
    وأصـواتٌ كعرْبَدَةِ الطَّريقْ
    لكنما
    للطبل ذاكرةٌ كوجهِ البحرِ مملوءٌ بصـوتِ الحُلمِ
    يمشي تحت فروٍ من صهيل الغابة السَّمراء
    وهي تكسو جُـبَّة الصَّحراء خيطاً من نخيل التَّمر
    لوناً من عيون الواحة الخضراء في جسد الشمال،
    دونما لوحٍ قديمٍ
    تسقط الفئرانُ كالديدان في وحلِ الطريق .




    ( . . . . . )


    هَـذَا المكانُ
    يوزِّع الأشْـواكَ في أوقاتِ بلدَتِنا البَّريئةَ
    والنِّسَاءُ يَرِدْنَ ذَاكِـرَة الغناء
    " عـزَّه " التي كانت بآخر شوقها للنيل في ثوب النَّضالْ
    أوْقَـدَتْ في الريحِ نايَـاً من زغاريدِ السَّماء .


    ( . . . . . )


    الكونُ مذبلةٌ لسَابِلَةِ العساكر
    طلقةٌ في الليل
    تشوي سَلَّةً من عُشبِ فاتحة النشيد
    والريح مسرعةٌ تولولُ في عيونِ الأوفياءْ
    وطنٌ يسيحُ
    ونجمةٌ في اللَّيلِ تغتصبُ الشَّوارِعَ عُنْوةً
    " أبريل " يخرج من ثيابِ الأرضِ
    مطليَّاً بماءِ النيلِ
    ذاكرةٌ تجئ مع الصباح ونسمة الفجر الجديدْ .
    جيلٌ يخـرِّب كل أطنان الفجيعة
    والتقاليد السراب .
    يناير 2001












    قمرٌ يضئ كُهوفَ الطَّريقْ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    يَتـَنَزَّهُ القَمَرُ
    في هَيكلِ المدِينَةِ
    يكشفُ البياضَ عن سديمِ التُراب
    والفَوَانِيسُ
    في عَتْمَةِ اللَّيْلِ
    تّهُشُّ السـواد بمَاءٍ سـراب
    كأنَّ المرايا
    تعاكسُ نجمـاً بعيداً
    يَخُطُّ شموع المسـاء كؤوسـاً عِـذَابْ .
    هشـيم المساء وحيداً
    يلمُّ خيوطَ الرمـاد البعيدة
    يغادر صمت الخلاء كأنثى غزالٍ شـريدة
    تسـابق وعل الرياح بقوس الفضاء الفسيح
    لعُشـبٍ يسِّمي النهار وريد الحبيبة
    وضـوءٌ نضير
    يقصُّ رداء الظلام
    بنجم
    يزيل كهوف المساء الغريبة .
    نهاراً أخيراً
    يغافل ظل المساء
    وليل الشتاء الطويل
    يـرجُّ ظلال الجليد بحـاراً بليدة .














    آخر الليل / أول الضوء
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ( 1 )
    غير عادتها
    تناسلت الشوارع
    أفرغت أحشائها قبحاً كأصداف الأظافر
    من شقوق الطين أطفأت المصابيح
    التي كانت تضئ كما الرحيق .

    ( 2 )
    أيدي
    كأشواك الفجيعة
    أسدلت وسخ الطغاة على دروب الأرض

    أزهقتْ
    وهج القناديل الفتية



    أرهفتْ
    جدران طابية الإذاعة .

    هكذا
    ليلاً
    من دجى ليل المتاه
    يجيء الوحش من قاع الجريمة
    خاشعاً للظلم
    في مصلاته المثقوبة الأجزاء
    محترفاً هوايته اللعينة
    في اقتناص الخبز من شرف المدينة
    والدساتير الأمينة
    واللغةْ .
    يبني هياكل من جماجم أمةٍ
    أبداً
    تصارع فكرة الموت الذليل
    يوماً
    ستنسج مخلباً
    للهاربين من الجحيم .

    ( 3 )

    فيزياء الخفافيش التخفي
    جثة الخوف
    ارتهان الليل
    أرشفة الظلام الوحش تحت وســادة النوم السهر
    سرقة الفوضى
    وتحريف النصوص المستباحة لحظة الفعل الحرام .
    تاهت في خبايا القصر
    في خبز المواطن
    في حدود البلدة الخضراء
    في هدم المواقيت العصيبة عبر فوهات البنادق

    عبثت كثيفاً
    بأوزان الكلام
    وفكرة الإعلام
    والحلم المراهق في وجوه الصبية الأطفال
    عمداً
    لوثت صحن الفضاء
    وشاشة التلفاز بالقول الفطير .

    لم تقل يوماً
    أن زهر الجوع أورق في البطون
    أن أطفال المدارس أحرقتهم في مياه النيل / في قصف الجنوب
    أن البيوت تهدمت من غزو ديدان المتاه
    والفدادين استحالت قشرة من جدب صحراء الشمال .
    لكنها تعلم
    نساء النمل
    انشأن الطوابير النحيلة بين أبواب الطغاة
    عبرن أنفاق المحاصيل المخبأة احتيالا بين جدران البيوت

    مهر الحقيقة
    باعثاً
    في الروح
    أقوال الخروج البحر
    ناحية المكان المستباح .

    ( 4 )

    ثمة شئ في الطريق
    بذرة التكوين قامت من صهيل الروح
    تخرج كالبريق
    فوق سطح الأرض أشرقت الوجوه
    فاتحة الصباح البدر
    قافلة الشتاء القمح
    حبات الذرة الخضراء
    في جوف " المطامير " استحمت بالأمان .







    ( 5 )


    النصر
    مسبحة الصلاةْ .



    ( 6 )

    من شفاه البحر
    تورق
    نجمة ودميرة
    شرخت كريات الدم القاني
    ضياء الأرض
    أودية الهدير
    والريح
    تبحر في الصهيل

    / هكذا الأفعال تبدأ في التكون والتخلق والتبخر حيث أدنى البحر أخصب من مياه السطح / من عفو المدينة عن طواغيت الزمان /

    حسناً
    مفاتيح الفضيحة صرَّخت
    حتى نهايات التلاشي
    مارست سـرَّاً :
    انتحار العقرب السوداء
    لحظة أن تحاصر بالسكاكين
    تفرِّغ سمّها البائر بسلسلة المفاصل
    مزدانة
    في موتها الأبدي
    خبزاً لديدان الحروب الماهرة .







    ( 7 )

    هدرت مواقيت الخروج
    الشعب يهدر في الدروب الشاهقات
    بيني
    وبينك
    أيها السلطان
    بحراً من قصاص الروح .


    04/10/1998











    حُطـام
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    العالم
    كهف الأشياء السرية
    يمشي في الليل الطيب
    نحو خريف
    يبدأ خطوته الأولى في نيسان
    الخارج مسكونا بنشيج الغابات
    وغبار المدن الطالع
    من أقصى حجرٍ في المبنى
    أو أدنى ذاكرة
    في نزقِ الإنسان .






    صراخ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    عندما يشهقُ طفلٌ في بريّةِ الشتاء
    ينتشي الجـوعُ في أمعائهِ
    ويذهبُ في صراخٍ
    يزلزلُ الأرضَ
    مثل ضحايا يسقطون وراء الغبار .










    طفولة
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    هذا الطريق
    يضحك مثل ذاكرة الخريف
    بللتهُ الريح بالماء الذي
    " شَـالَتْهُ " من قوس المطر
    حينما كانت ثقوب النهر
    ترفع ماء رغبتها بماعون النشيد .












    حكاية
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الصديقة
    جوار بيتها العتيق
    والصِبية في الشارع يلعبون
    ركلةً
    ركلةً
    يحتاجون لضياء يبلل الغبار العالق بالمكان
    كانت تمنحهم سحابة
    وضحكةً ناعمةً
    من غيمة أيلول .
    وحدها سبابة المطر الحزين
    تحتاج أنثى البحر
    تطرد من قوافيها الغبار .




    زنجية
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    نكهة سمراء
    خبّأتها السُلالة
    حينما خرجت من حقول البن
    ذات مساء بعيدٍ
    مثل نبتة أنجبتها الذاكرة
    لحصادٍ يليق بزمن الآلهة القدماء
    تعيد حق أسلافها في النشيد
    قبل ميعاد أخيرٍ
    خطَّهُ
    ليل الخارجين من الرماد .




    العاشق
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    يتوضأ في قلب نهايات الليل
    يقف الآن وحيداً
    تسكنه نار
    وصبايا ينزعن خمار الشهوة
    عن أوراق مدينته
    مذهول جدا
    يحصي أنوار الأنثى
    في شجر الجنة .








    سلالة الغيبوبة
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ( 1 )

    يذهب الكهف
    وسكانه الأغنياء بالنوم
    يتلذذون بالظلام تحت شباك الجبل
    والثعالب الهاربة من مائدة
    تكاد تشم رائحة الفريسة
    التي ستُذْبح حساءً يغطي حجارة العشب
    تواجه الشمس
    بلهاةِ العطش الذي لا يزهر في الأماكن الباردة
    يا ترى
    كم من البرية نامت هكذا
    في التابوت
    تهدر الوقت بمناجل النسيان
    وأغطية القماش
    وظلال الحاضر الخارجة من سلالة الكهف
    هـو الخيط
    الذي خانته جنازة العائدين من كسل الغفوة
    التي أنجزت قروناً في الجثة
    والشخير الصامت

    ( 2 )

    الجراب
    ملئ بالحكايات المبجلة بزركشة الخسران
    والسيرة غارقة في برميل الليل الطويل
    حتى تآكلت الشمس من زرفها النهار
    بالكثافة التي تكفي
    ثعابين العتمة الواقفة على رؤوسهم
    صعقة تذيب الجليد الساكن في الغياب
    ليلة واحدة في الوحل
    تخنق الذاكرة بأحلام تغرف أواني الرعب
    بذات اللهاث المريع
    تعبئ الصرخات في صناديق الكوابيس
    ماذا تكون غربة في النوم لكل تلك القرون
    والصباح يخرج يوميا مثل نار المناجم
    يصهر الضباب
    والآخرون يعبرون الكهوف
    بينما هؤلاء يسكنون الجبال
    ويحصدون الدهشة من نوم طويل داخل القفص
    هي المرة الأولى التي يخرج الدُّود مذعوراً
    ينأى من وليمة بهذا الكسل
    خاف أن يطارده وعل الموت لأجلٍ مسمى
    ويفقد الطريق إلى مائدة العالم .

    ( 3 )
    ربما حكمة
    تشبه الوردة التي تسكت عن سرب الغبار
    وتفتح نافذة العطر فاكهة تمشي بجوار الكائنات
    أو تطرد الناس عن كابوس قديم
    لا ينفع العالم في طبق الحاضر .








                  

العنوان الكاتب Date
كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-02-03, 10:47 AM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-02-03, 10:54 AM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-02-03, 11:01 AM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-02-03, 11:04 AM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-02-03, 11:23 AM
    Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج طارق اسماعيل03-02-03, 12:06 PM
      Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-02-03, 03:30 PM
        Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج هدهد03-02-03, 03:48 PM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج zumrawi03-02-03, 06:40 PM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : مخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج سلفر03-02-03, 08:29 PM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج MOHDY03-03-03, 05:22 AM
    Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-03-03, 02:30 PM
      Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-04-03, 07:06 PM
        Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج طارق اسماعيل03-05-03, 08:16 PM
          Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-06-03, 08:49 PM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج هدهد04-27-03, 04:46 PM
    Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج هدهد05-27-03, 11:28 PM
      Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري05-28-03, 07:43 AM
        Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج هدهد05-30-03, 04:52 PM
          Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري05-30-03, 05:25 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de