كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 03:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-02-2003, 10:54 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج (Re: فتحي البحيري)





    الولد ساخناً يكتب سيرته الوعرة

    ـــــــــــــــــــــــــــــــ


    (1)

    حزَمَ قِـمْصانـهُ
    وأجْـهَشَ بالسَّفر
    جهة العَرَاء البعيد - كائن الحريَّة المُحْـتَمَل .



    (2)

    كان الطِّين في النّعل نطفته الجريحة
    والنجمة الحمراء في السقف البعيد سقطتهُ الوحيدة
    شذَّبته الرِّيـح يوماً بالنَّديهة في ضـريح الأمكنه .









    (3)

    الجِّـهةُ الحاسرة الأطراف
    تحتـضن الرغبة في النهاية السعيدة
    غريزة الحبر التي زفتها أصوات الكتابة في عزيف الليل
    الدَّم الخارج من ترنيمة الزَّحف المقدَّس
    صوب كائنات الرِّيـح العاصية
    هشَّمَ الظَّـمأ العنيد
    خرائط الصَّحراء في السَّفر البعيد
    طـاهياً مرَق السؤال من شبق الشَّظايا الضوئية
    عـارياً كي لا يُنْكِرهُ الفجر
    بيدهِ بطـاقة من بصيرةِ القمر
    وفُـرْشاة عـاصية .

    (4)

    عندمـا يفتح الليل أرخبيل سواده
    ناقلات البضائع المحلِّـية منتصف الليل ،
    تقـترف التهريب يومياً
    بآخر الذين يشتهون السفر
    خارجين من بركة الحنين البريـئة
    مكدَّسين في ( تناكر ) الصَّفيح
    يلعقون الروائح الكَّريهة
    والأنين الصَّاعد من خياشيم المرْضَى
    سعداء بالألم / قرين الحُلم والحريَّة المُـحْتَمَله
    بيْـنما صحراء بيُّـوضَهْ
    تنـوءُ بالميِّـتين والرَّاغبـين في النِّضـال
    كأعواد سمراء شققتها صدمة الرياح الجافة
    والحصى اليابس، رفيق الرمال في الوحشة
    والعزوف عن أجساد المصطافين والنِّسـاء
    أشـواق المارقينَ من شـجَرٍ
    يلفظ أنفاسهُ على قـارعة الرِّيـحِ الضَّـريرة .
    (5)

    كما يفضـي النشيد إلى برْزخ النَّـجاةِ العنيـد
    كان يطلي شـهوة الروح بالماء
    رشفـة يضئ بهـا سحـابةً راكِـدَة
    جَاوَرتْهـا بُقْعة الدُّخـان العقيمة
    كأنثى النجم البعيدة
    تنشر في البريّةِ سيرتها .

    (6)


    الصُّـورة
    في الأوراق الخاصة بإعلان المهرِّبين
    تبدو أنيقة .
    أنيقةٌ جِــدَاً .




    (7)

    يحتضر الوقت ،
    مثلما تتدحرج الكائنات نحو الرَّمق الأخير ،
    تنشطُ الذاكرة / في صمتٍ ،
    ترى مستنقعَ الماضي في حيادٍ نـزيهٍ
    نجمةٌ تكْوِي خيام الليل
    قمصـانَ أُنوثتـها
    نطفةً للنُّور في عرقِ الطَّريق
    ربَّمـا
    يبجِّـل الضوء سيرة الحُلم الجديـدة .


    (

    مسـافِراً حتى يسْـدِل الوقت شهْـوته
    والريـح تسجد في عراء الرَّصـيف
    مرْوحـةً لأنفاقِ الحالمين بالنَّهـار الشَّفيف .
    لحظة الهروب المضيئة،
    اختار ناقلة
    باعَها مُـحارِبٌ تركيٌ قديم
    لتاجر المواشي الوحيد بالقرية .
    قذَفَ حقيبتهُ الجلدية
    وصعد النافذة برَغْـبةِ ضئيلة في الوداع .


    (9)

    جالساً على أريكة الفراغ ،
    يشاهد سباق الشجر قرب أرصفة العَرَبات،
    يدحرج بلور الفراغ عن ممرات الأسى
    وأرصفة الرحيل ،
    قارئاً سَرْدَ الذاكـرة
    رحيقاً لسِـدْرة الغياب الجديدة
    والنشيد الخالد عن مرايا العراة
    فاكهة يُوازي بها ثرثرة المسافرين .


    (10)

    سيرتهُ الوعرة
    كـثَّة الهـواجس
    طويلة لأقصى بادية قـلَّدها المناخ
    أثواب الخليقة والفراغ .


    (11)

    مدينة تخب في حوافِ شُرْفةِ الغبار .
    وآخر الصباح
    تخلع التراب عن نوافذ البيوتْ .
    تستقْبل القادمين بوجهٍ نافِـرٍ
    وأحضان دافـئة .
    ذاهلين من شجر يظهر في الشوارع فجأةً .
    وأرصفة تلبس البياض .
    غرباء يحتسون دهشة المدينة
    برشفةٍ بطيــــــئة .
    (12)

    الولـد ساخـناً
    يحلم بالنزيف على سرير الورقة البيضاء .
    راقِداً على حافَّة الرصيف يكتب سيرته الوَعِـرَه
    مخـفوراً بأصدقائه الجُّدُدْ .
    وملائكةٌ في الطرف الآخر من سجدة الوقت
    يسكبون أحبار النِّهاية
    على ورقٍ صَقَلتهُ ألواح الغياب المديدة .













    الحلم مدينةً للفجر


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    يخرج الماء من سجَّادة المطر
    رفيف أوراقٍ
    من نجمةٍ تجثُو على وطنٍ
    كان يفتحُ نافذةً للفجر
    كلما فرَّ الهواءُ
    عبَّأتهُ المناديل في الشُّـرْفة الواسعة
    خبزاً توزِّعه الرياح
    عندما يقسو الغبار في الشتاء
    نسمة ترجُّ في الفراغ شهوة النوافذ البعيدة .






    لوحـةٌ للبحر


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الشُّـرفةُ واسعة
    تفْرشُ أوراقاً لاهثة الخطواتْ
    والطفل جريحاً
    يمزجُ ألواناً من دمهِ
    يرسمُ خارطةً للبحر
    بأمواجِ الرِّيـحِ الخضراء
    نشيدا ًينجو من وحَـلِ الطِّين
    وسربُ الطير يناوله رائحة الماء .





    مُونـتاج

    ـــــــــــــــــــــــــــ
    في الأدراجِ الخائنةْ
    يقطعُ من ذيل التَّقريرِ شهادتهُ،
    صُـورتهُ البيضاء يظلِّلها بالحُزنِ
    ليكتُب في الهامشِ
    مُرْتَزَقٌ
    كان يشيعُ الثورة في الأحراش .










    رؤيـا

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    وطـناً للرُّوحِ يمدِّدُ رغبتهُ في الكونِ
    أخيراً شيَّد غُرفتهُ من قصبِ الغَابةِ
    والأشواك النِّيلية ساهرةٌ كالحُمَّى
    طازجةٌ تأتي في الليل وترنُو للضـوء،
    شبابيك الريـح
    وصفحة هـذا الورق الواعد
    تنسج في الصخر
    تواريخ الظـل .

    يوليو 2000




    بَوَّابَة الحَدِيقَة المُحَرَّمَةْ


    ـــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1)

    في بقاعٍ فارعة الوحشة
    تعزف على أوتارٍ صنَعَتْهَا من خُصلات القَّش المتناثرة
    كورال الصَّـدى القادم من حقول الصحراء
    خفيفاً يهزُّ أطراف فستانها الحرير
    الفدادين شاسعة تشذِّب تُربتها للمحاريث
    تحصد الأعشاب المتخثرة من وجوهِ الأسئلة .

    (2)

    وجهٌ يسكنُ ضاحيةَ امرأةٍ
    خرجت كالنَّجمة من رحم الكَّهفِ
    بطاقة قربانٍ لنجاةٍ من فقر الصحراء .
    في الليل تمـزِّق أشواق النوم الماجنة
    الأصوات ،
    الصرخات
    الأثواب الحمـراء
    خصلة نُـور تخــرج من جغـرافيا الضـوء
    لتكشـط ماء البحرِ
    كأنَّ الحــزنَ الأصـفرَ يطـفو خلف المَـوجِ
    وفضَّـة هـذا المـاءْ .

    (3)

    الخليقة
    تتناسل
    بريئةً من بكارة تمزقت على حافَّة اليابسة والشجر الحلال ..
    تطوي مليون تفاحة
    تغادر ورق الصمت
    تخدشُ حياء الخجل بورد صـرختها المجيدةْ ..
    في ذات الصُّبح البهيج
    كانت تجلس على صخْـرةٍ ..
    تُضئ نفسها بجرعات يومية من لُعابِ الشمس الحار
    في انتظار الحديقة التي أغوتها بتفاحة
    ريثما تشرع الأرض مهرجان خصوبتها
    وحدها في هذا العراء
    تُشيِّد هيكل الخروج على بوابة الكون الفسيح
    تصادق جبل الطين وكُـوَّة هـذا الشجر الطّيب
    تفتح تاج الـوردة عن ألـوان العشب
    مثل ساريةٍ تكتسي مراوغة الفجيعة وانحسار الهواء ..
    تخرج من غفران الرِّضا بلذة الحوار
    حوار الشجر وبقية الكائنات
    هي وردة الغواية
    سليلة الزُّهـرة
    كوكب العذرية القديم
    ورجلٌ وهبته قوس الخروج المديد
    ظلَّ تائهاً
    يبحث عنها
    بانحناءة معوجةٍ وريق يابس
    مُرهقاً كمدينة في الرَّبع الخالي
    ملوَّثاً بغبار الجبال الداكن
    وأشواك عالقة بأطرافه السُّفْلى
    واحدةً ..واحدةً ، صَعَدَتْ
    من خرقة الحذاءِ - شريكهُ في المتاهة والتشرّد
    بدهشةٍ يحصي أوجاع أقدامه
    بمقدار ثلاثة قرون يسرد فهرس الحكاية،
    كأسطورة فرشتها الآلهة
    أشبه بترحيب باهت
    لطينة خرجت عن طاعة الرَّب،
    ثعبانٌ يحرس مدخل الجبل
    شمس تتجول في السماء
    أرانب تلتقط أخبار الحارس الذي عاقبه الشتاء
    النعاس ضجرَ من جسد لا يترنَّح في الليل ..



    (4)

    أعواماً من التشرد في براري الخواء
    كان يبحث عن أنثى وحـيدة
    وأسئلة تفتح مغاليق الرؤيا / لهذه الهضاب العنيدة /
    عن عقل يبدأ تفكيك العالم، هكذا..،
    حتى امتصت الشمس دهون الظل المتخثرة في جسدهِ ،
    كان يعبر سـدرة هذا الفراغ صخرةً .. صخرةً ،
    أنحسرَ !
    كأنما جمجمة تخرج من أغلالِ الموتِ،
    بجناية الركض بعيداً عن أسـوار الخبز الجاهز،
    يسأل النبات عن مذاق شهوته .
    بينما كان الورق غائباً
    والحبر يتكونُ في اللحظة الأخيرة من يرقةِ الكتابة،
    أوقد شهادة التدوين على الصخر،
    يحفرُ لحظة عناق حارة،
    وثيقة الوقوف بوجه العنف،
    يعشقُ الحريَّـة ـ صـوت الإنسانية المجيد .
    (5)

    جسورة تفْرِدُ خيط ضفيرتها بعدما أنهكتها صرخات النداء
    وتعرَّقت عيونها من ملاحقة السَّراب،
    فجأة يبزق قريباً من ركامِ دموعها المُـتْعَبَهْ
    قبَّلها .
    سجَّادة الحزن لم تكن قوس نجاة نقتنص بها تفاحة اللعَّنة،
    هي نفسها زهرة الخروج
    تبصق على تاريخ الفجيعة
    وريث الصمت وفطرة القبول الماجنة .
    الأشياء مذهولة من كائنات جديدة
    بعنادٍ تزيحُ أبواب الحديقة المحرَّمة
    خريطـةَ الخوف من أسئلةٍ تتعرِّى
    باستدارة تسند رأسها على قائمة مستقيمة
    بنقطة أسفل عمودها الفقري
    كأنَّما تحكم قبضتها لتصدَّ فجيعة المُحْتَمَلْ .


    (6)

    حدَّثته عن سيرة الخروج
    من قبو الحدائق المثقلة بفاكهةِ الفردوس،
    تنفض غبار الخطيئة عن أسلاك ذاكرتهِ المُنْهَكة،
    تحرِّضه على خرق المكان
    بتفكيك تربته البريئة،
    بانتهاك الشَّجر بذرةً .. بذرةً،
    تماماً كسرْجٍ يُهيئ حصـان الريـح لجوْلةٍ قـادمة،
    يطوي جسر الغيمة الحزين ـ مسـرح الغواية الرخيص .
    حقول النشيد ملغومة بالشهوة العاصية
    لأغنية تفتح شهية الشمس
    لابتكار نسيجٍ تسمِّيهِ النهار الجديد
    بشغف المارقين من علبة النسل
    تمزق الورق الأصفر،
    تميمة العودة الخاسرة .
    في الجهة ذاتها من ضفة الروح النضيرة،
    نزْوة الكتابة تتلصًّصُ جبل الطّمي،
    الحبر الذي يعبر قناة البياض الجاهل
    والكائنات تبني هيكلاً للضوء
    تكشط أدران مسَوَّدة القبول الصامتة
    نسيجاً لأوراقِ فكرتها الباهرة
    على سجَّادةِ الخروج تربطُ خيطَ هجرتها المتين،
    سيرة العُزلة
    والخروج واللغة ـ دمٌ يسكنُ شريانَ غُرْبَتِهَا اللَّذيذةْ،
    إضاءة لمشهد الشارع
    خارجاً من خمَّارة الهزيمة
    من صدمة البنادق
    التي تواطـأت في الليل خلف بزَّة العساكر
    يُمجِّد البريقَ في الكواكبِ المُضِيئةْ
    ويكنسَ النَّشيجَ من أزِقَّةِ النَّهارِ والحبيبةْ
    شهقة بصفحةِ الترابِ تعجنُ الصلصالَ ناعماً
    لتبني في السقوفِ قريةً
    من عائلةِ الذينَ يكتبونَ في التاريخِ سيرة الحريةْ .


    (7)

    العُشْبَة الغَريبَة
    نَبْتَة الخَليقَة المُحرَّمه
    قَصِيدَة الخُروجِ مِنْ شوارعِ الفجيعة
    وأولُ النساء في الطَّريقِ نحو اليَابِسة
    يَخْرجُونَ
    يَخْرجُونَ
    هـكذا
    لآخر الحدائقِ المُريبَهْ .
    وعاشقٌ يجوسُ في الخـَلاءِ
    شاهِقاً كالضوءِ في مآذنِ المدينةْ
    يُقايضُ الظِّلال بالنِّساء والشَّجرْ .
    وآخر الثِّمارِ في مَراقد الحديقةِ / الوطنْ
    تفَّاحة أخيرة في سلّةِ الخُضَارِ نائمةْ .
    وحِيدَة .. وحِيدَة
    وحِــيدَةْ .
    في غُرْفَـةِ الزُّوارِ
    تُطعم الضيوفَ جُرْعة لذيذةً
    وقطعةً عنيدةً من شهـوة الكتابةْ !.

    (

    مُنِعَتْ نُطْفَةَ التَّكوين عن عُشْبَةِ الفَاكِهةِ
    فاستيقظَ وحشُ المتاهةِ يرْشقُ في الهواءِ حجارَتهُ
    برِفقةِ أنْثَـاهُ / صديقتهُ في الكَّشفِ والرُّؤيـا،
    ليحرث النَّسلُ رغباتهِ ويملأ سلاله بالخطيئةِ والخير .
    النَّسلُ يمشي في البريَّة
    يعبرُ الكون شارعاً .. شارعاً
    ينشر سيرةَ الخاتمة .
    خاتمة البؤسِ في الغُبارْ
    نهاية القبول في الدخان
    شهوة النعيم في الحديقة المحرمة .




    (9)

    المصَابيحُ فاجرةٌ تُدخِّنُ لفافةَ العتْمَةِ
    والنَّجمةُ شرطيٌ في السَّماءِ
    يُرْخِي بوَّابة اللَّيلِ
    كوكب الزُّهْـرة عارياً في الريـحِ
    يجلو خواص الأساطير
    عن غرابة الأكواخِ في المجرَّات البعيدةْ،
    حزمةُ اللَّون في بركة الضوء
    خريطة الحقل في جسد السؤال
    ورقصة في الكونِ
    تشتهي شواطئ الحقيقةْ .








    (10)

    بمقدار ما يحصد من مُغازلة الشَّمسِ .. ولذة الماء .
    ينسج القمر شِبَاكَهُ على شُرفةِ الليلِ
    يخطِّطُ الضوء نافذةً
    ليدخل الصوتُ باحة الشوق
    بصُحبةِ المزامير
    والمرايا في الطريق
    تُساررُ إمرأة تحرس الحديقة
    عن حيثيات الخروجِ ..
    لوردةِ التشظِّي في مخالبِ السؤالْ .!



    يونيو 2000







    الجَبَـلْ ..
    ــــــــــــــــــــــــ

     أشــياء

    الجسر
    والشجر
    والفضـاءُ الخليع
    يفتحون الأرض للجبل
    يخرج واعـداً بالصخور الأمينة
    والحصى الناعم الخـطى
    يدحرج ذراته المضيئة
    فـراشاً يستقبل الأحلام والشجن .








     بـوصلة

    البارحـةْ
    في ناصـيةِ الخَلاء الفَسـيحِ
    يتصـيَّدُ الذِّئـابَ الضَّالةْ
    والأرانبَ السَّريعةَ الخُـطَى
    يهـدرُ دمَهَـا في الواحةِ المجاورةْ
    بمهارةٍ يكْـنسُ العَـوِيلَ من قارعـةِ الطَّـريقْ .
    والشـجرُ يزحزحُ أغصـانهُ واحـداً .. واحـداً
    مثلما يفعل المـوجُ شـتاءً
    يفسـحُ الماء لفريسـةِ البَّحر .




     حُــريَّة

    يَشْوِي كائنات الوليمة في براكين النَّارِ
    والرملُ يبلل أطرافهُ بالدهـونِ
    وردةً تستنشقُ الرَّائحةَ
    مغمىً عليها كطفل يخرج الآن من أمـهِ
    يفتشُ عن بالـونةِ الأوكسجين
    وشـطر الحليب .









     شفافية

    عندما كان العَراءُ
    يفتح الطريقَ إلى الجبل
    كانت الريحُ
    تغسل فخذيها من " عليقة " المطر ـ للمـرَّةِ الأخـيرةْ .

    يوليو 2000















    تائهون في المدن الحجرية

    ــــــــــــــــــــــــــــــ
     دِيـبَاجَةْ

    في هذا الجزء الضِّيق من قَبْر العالم
    وقَفَ الطَّابُور حزيـناً
    كقُماشٍ مُهترِئ يتفحَّصُ وجهَ الشمس الحارقْ .
    عَرَقٌ يتساقط متَّسِخاً بغُبـار الميدان
    والغُرباء كعادتهم يحتاجونَ لِشُرْطيٍّ
    يمْنحهم قطْعةَ أرضٍ مهجُورة في أقْصَى العالم
    أوْ
    دِيبَاجَةْ .







     رَامْـبُو

    وحيداً يتَعَاطَى وجْبتهُ المتَّسِخةْ
    برمادِ الحٌزنِ
    والبراميلَ المليئةَ بالطعامِ البالي ،
    قراءة الكتب القديمة ،
    واقفاً على شَجَرِ القُصاصاتِ اللَّعينة
    حافياً يتسلَّق المدن العاريةْ
    والنوافذ التي تنام في الحوائط البعيدةْ
    يعلن الخروج عالياً
    لشرفة المنازل التي تهالكت من حُرْقةِ البُكاءْ
    لم يترك زاويةً خاليةً
    من قطرات النَّبيذ العالق بالزجاجات الفارغةْ ،
    وأغطية القوارير الملوَّنةَ الحوافْ ،
    دٌخان السَّجائر المٌتهالِكْ
    ومشاكسة الحيطان بكتابةٍ حارِقةْ
    هو يعرف يعرِف أن اليابسة الغبراءْ
    أضْيق من بئر في بحر الصَّحْراءْ
    باريس أو عدن أو سلَّة القٌمامة ، سيَّان في العدمْ / .
    أخيراً
    أرْسل الأناشيدَ لأطفال القٌرى المجانين
    وماتَ في مكانٍ من قعْر العالمْ .


     هِـجْرَهْ

    هاجرَ كي ينْسَى أن العالم مثقوباً
    وخٌطاه مسجونهْ
    ورِفْقة هذا الشارع مضيَعة للوقت
    غادر حيث الميناء الكٌبْرى مأْهولةَ بالرٌّكاب
    قبض الماءَ كعصفورٍ منْسِيٍ في الغابة
    وتوكَّأ باخِرَةً من أسطول البحر
    هاجرَ حيث الأرض مغارَتهٌ المنْشُودة .
    ليْلتهٌ الأُولى
    كانت مدْخنةً لحنين الدّاخلْ .



     مـنْفَى

    (1)

    كي يخرج منفِيَّاً
    باعَ زِجاجة بيبسي كان يُخبِّئها في الجَّيْب الخلْفي
    ولُفافة تبغٍ كانت منسيَّة في صندوق الزوجة .


    (2)

    تلقائياً
    يمْشي يومياً، مُمْتطِياً درَّاجتهُ " الفينوكس "
    لسؤال القبر الحاد
    بمباني الحجر الأصفر .
    يلعقُ جرعات الركل اليومية
    خلف سواتر من ورق كاذب .



    (3)

    زجاجة بيبسي
    ولفافة تبغٍ
    صارت قيمة مَنْفَى
    ماذا لو كانت قارورة كُولا
    ولُفافة زئْبَقْ ….. ؟







     وجْـبة بطاولة المـقْهى

    صادَفَ طاولةً بالمقهى الكائن بالحي المهجور
    تناول شـاياً
    وقصاصات من خُبز اليوم الماضي
    في صحن متسخ
    أوْ
    آنيَّـة فخَّارٍ - لا أدري !
    عرَكَ أصابعه في الرَّمل
    وغادر حيث الغُرْفة دائرة وهميَّة
    تلكَ وعجْرَفة أخرى
    كانـت وجبـته الأولى
    في هذا الجزء الواسع من قبر العالم .






    بلزوجة الطمي


    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ



    ( 1 )

    الدم
    يفتح شريان سلالاتهِ
    كارهاً لحظة النوم خارج الحنين
    وعزلة الموت الكريهة
    يلم أحضان الريح بشهوة الليل
    يجوس في فتحة العالم بزاوية الضوء
    والرواء يبلل عطش النهار
    يبيح صورته في المرايا
    لطفل قالته الملائكة في معراج الذاكرة .



    ( 2 )
    بلزوجة الطمي
    يسكب النهر وردة الماء
    يخرج الحبر من لذة الشمس
    يفتح الآن نافذة الصعود
    لرؤية الريح تغسل عشب الخريف اليابس .



    ( 3 )
    التضاريس
    مثل نتوءات الجسد
    تعبر الذاكرة بنشيج خائف
    وأسف حزين
    كلما سالت مياه الروح في شرك الفراغ .


    ذابلة سيرة الكائنات

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    أمام الطاولة
    ثمة شجر يمارس وحشته
    لا يجد نافذة تفتحه نحو ألسنة الضوء
    كل زاوية في المكان مغلقة
    بشرائحٍ
    مثل صفيح المستنقعات
    والظل
    يشكو من جلوسه الطويل
    تحت سقف مستعار
    الشمس لا تدخل أبداً
    كأنما تخاف السقوط في الهاوية
    أو يداهما الليل
    تمارس العادة السرية مع شجر الأكاسيا .

    ســياج

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ترحل الفكرة
    عن غيهب المتاهة
    عن عتمة المكان المؤجل في أرصدة الرحيل
    عن صراط يكتوي بحملات التفتيش
    تترصد المهاجرين
    بين أصابع المدن السماوية
    وذاكرة الروح
    تقاسم العودة لأطفال
    سفحوا براءتهم في المنفى .
    احتراقا على رؤيا الوجوه
    تكسر عتمة الوحشة
    في غرف العمارات اليابسة
    ورغبة السباحة في شواطئ الريح .


    أقواس الأبنُوس
    تريزينا بتيكايو / كفّاً بيضاء تلويحة لك
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
     أصـوات

    عصافيرٌ
    تتجـولُ بالبَهو الواسع خَلْفَ الشّـباك
    تقـفزُ من وَكَرٍ
    لبهاءٍ تسكنه الأشياء النُّورِيَّة
    وبقايا وطنٍ لطيورٍ في المنْفَى
    العـوْدَة ذاكرة في جسـد الغُرْبة .











     أجراس
    مـنْفِيٌّ في جسـد الحـنَّاء
    تـتدلَّى من كفِّي
    ألـوانٌ
    وتقـاطيعٌ تحْمِلُ رائحة البَّحر .
    " سُـومِيت " البلدة، صندل " ميِري "
    يفتح عُـري الضوء وتهـتك منفاي زغاريد النسـوة
    أطفـال الرِّيـح ينامون على كفٍّي
    المنديل الأبيض قـنديلٌ
    وجناح اللَّيل صديقٌ يملأُ جُـبَّتهُ بالحلْوى
    كحبوب البُـن السَّمْراء
    تكتب في الفجر
    تريزيـنا أغـنية الأرض العذْراء .
     سمراء

    جاءت من بواكير الشـروق
    ترتدي جِلْداً من الجَّامُوس
    أقْـراصاً من الأبنوس
    أرْدِيـةً
    وأشـياءً صغيرةَ لا تُقالْ
    نطَـقت بقاموس الفحولة
    والأساطير الـتَّعيش هناك
    موروث الشجاعة
    والبطولة كالشموس الفارهةْ
    مسكت بتـنِّينِ الجريمة
    أوْقَعَتْهُ في بساط المحكمةْ
    لم تفقه اللغة الفروق الراهنةْ
    بين القوارير الرَّهيفة والرجولة
    والبطولة لا تشْتهي جنساً دون آخر .
    هي من سماءٍ
    لم تزل تنجب " مهيرة "
    و" الكنانية " التي ركضت ترفرف كالبيارقِ
    تشْتهي نصر الرجالْ .
    تِرِيزِيـنَا اشتهت ذاك الفضاء
    تريزينا اقتفت نصر الرِّجال .


     أُغْنية اللَّيل
    تضحك أغنية الليل
    القادمة الآن كنار تطرق أكوام الظِّل
    كريحٍ تدرك أن طريق المنفى أعْرج
    تقدح شبق الحلم بزيت الريح
    وماء النار بصاج الضوء
    ليل يكسر عتْمة هذا الوقت
    يبيع بقايا الدُّكْنة ،
    يطرق باب الفجر،
    يعانق بنت " الزَّاندي " ويرقد بين بريق الضوء
    يشهد أن شتاء الغربة يمشي ضد مناخ الروح .
     أجراس الكلمات

    تستقيل الكلمات
    عن رداء الصمت
    والريح
    من أقاليم المناخ الأخيرة
    تخرج المشيمة من جوف الأرض
    قواميس الكلام من فاتحة النطق
    أجراس الكتابة والغناء الصحو من برق السماء .
    آخر الريح شقشقة العصافير
    والخروج بادئة الشروق المطمئنة .

    (عدل بواسطة فتحي البحيري on 05-31-2003, 04:54 PM)









                  

العنوان الكاتب Date
كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-02-03, 10:47 AM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-02-03, 10:54 AM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-02-03, 11:01 AM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-02-03, 11:04 AM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-02-03, 11:23 AM
    Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج طارق اسماعيل03-02-03, 12:06 PM
      Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-02-03, 03:30 PM
        Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج هدهد03-02-03, 03:48 PM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج zumrawi03-02-03, 06:40 PM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : مخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج سلفر03-02-03, 08:29 PM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج MOHDY03-03-03, 05:22 AM
    Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-03-03, 02:30 PM
      Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-04-03, 07:06 PM
        Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج طارق اسماعيل03-05-03, 08:16 PM
          Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-06-03, 08:49 PM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج هدهد04-27-03, 04:46 PM
    Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج هدهد05-27-03, 11:28 PM
      Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري05-28-03, 07:43 AM
        Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج هدهد05-30-03, 04:52 PM
          Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري05-30-03, 05:25 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de