نكفـي الفنـدك وبالصـريف نعـاين

،شوف يا أستاذنا فيصل
الجِرسة شأن رجالي وخصلة راجحة منذ قديم.. ومن حكيت عنهم لا يساوون شيئاً من تفجع وتوجع قدامى العرب والجاهليين.. ولكن هؤلاء كوم، و "جدودنا زمان" ناس الحقيبة ديل كوم تاني.. مسخوها عديل
على أن الموضوع لا يخلو من جانب فلسفي بعد- شفت كيف؟!!- فالرجالة حسب الطبعة السودانية تسترخص لمنتسبيها إبداء شيء من الجزع على النسوَّن عامةً.. والمخصوصات بالجمال والأذية خاصة.. و "في الحتة دي"- رحم الله هذه الجملة- الأمثلة أكثر من حصرها ولو في ستين بوست
وليس عليهم من نكير في هذا الصدد (وهي المقابل الفصيح أوي لعبارة: في الحتة دي)، فقبلهم ناس المسادير والمرابيع والدوباي وما يتصل به خلو السهلة تجقلب.. من لدن " يا محمد أحمد أنا جرحي باكر دورو... نوسر بي واتقسّن دروب دكتورو"، مروراً باللهوجة والشفقة- التي دعا عليها أحدهم في أغنية حقائبية (جميل النسب دا، مش؟) مشهورة بإنو "الشفقة تطير!!"- المتضمنة في ختام المربوع "أسرع قودع أمسيت والمواعيد فاتن"، وحتى نبلغ عمنا الذي دعا على صحابه وإخوانه بالويل والثبور وسائر مستقبحات الأمراض، طلباً لبرء فلانة مما ألم بها.. بالله اسمع قوله
إت* برية من الحمى والنيران
وإت برية من المرض البحوا الجيران
ياموسى وأخوك ويا هجو أب قران
تشيلو الحمى غادي وتبعدوا النيران
إت: يعني أنتِ*
غير أنني كنت وما زلت وسأظل حفياً بالشامخ اسماعيل حسن، ود حد الزين، الذي انتصف لنا من المتوجعين والمتهافتين على الذلة والهانة والبهدلة في درب "أمات رشوم".. وبالتحديد منذ فتوحاته المجلجلة في وخم الغنا السوداني من شاكلة "بعد إيه.. جيتا تايه يا حليلك.. والفؤاد ملكوه غيرك.. ربي يعدل ليك سبيلك" وطبعاً، وأكيد، لا ننسى "غلطة كانت غرامي ليك.. يا خسارة دموعي فيك.. و.. و.. كان طلعت القمرة وجيت.. ولو حلفت برب البيت.. ما بريدك مهما بقيت.. غلطة كانت وتاني أبيت.. غلطة قلبي سلمتو ليك.. ما كان مكانو.. ما كان يجيك" شفت الرجالة دي كيف؟!! صحيح من حق أي واحد إنو يغلط، بس ما من حقو يمرمط نفسو وسمعتنا معاهو بالإصرار على الغلط بل وتلمس المعاذير للغلطان.. "هو يسوي الغلط وانا أسوي كتر ؟خيرو"، عليك الله دا بسموهو شنو