اعلموا أحبتي أن بداخل كل منكم منجم بل مفاعل لصنع أشعة حارقة لا تماثل بتلك التى يبحث عنها المفتشون الدوليون بين مصانع العراق وكوريا.. إنها أشعة "لا إله إلا الله" فهى تبدد من ضباب الذنوب وغيومها بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه. فلها نور وتفاوت أهلها فى ذلك النور – قوة وضعفاً – لا يحصيه الا الله تعالى..
فمن الناس : من نور هذه الكلمة فى قلبه كالشمس ومنهــم : من نورها فى قلبه كالكوكب الدري ومنهــم : من نورها فى قلبه كالمشعل العظيم وآخـــر كالسراج وآخر كالسراج الضعيف
ولهذا تظهر الأنوار يوم القيامة بأيمانهم ، وبين يديهم ، على هذا المقدار بحسب مافى قلوبهم من نور هذه الكلمة ، علماً وعملاً ، ومعرفة وحالاً..
وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتد أحرق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته حتى انه ربما وصل الى حال لا يصادف معها شبهة ولا شهوة ولا ذنباً الا احرقه وهذا حال الصادق فى توحيده الذي لم يشرك بالله شئياً فأي ذنب أو شهوة أو شبهة دنت من هذا النور أحرقها ، فسماء أيمانه قد حرست بالنجوم من كل سارق لحسناته .. والتوحيد يتضمن محبة الله والخضوع له والذل له وكمال الانقياد لطاعته واخلاص العبادة له وقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "(إن الله حرم على النار من قال : لا إله إلا الله يبتغى بذلك وجه الله)" وقوله "( لا يدخل الناس من قال لا اله الا الله)".
والقول أحبتي ليس باللسان فقط كما يفعل المنافقين ولكن لا بد من قول القلب حتى يتولد ذلك النور وقول القلب يتضمن معرفتها والتصديق بها ومعرفة حقيقة ما تضمنته من النفى والاثبات ومعرفة حقيقة الالهية المنفية عن غير الله ، المختصة به ، التى يستحيل ثبوتها لغيره . وقيام هذا المعنى بالقلب علماً ومعرقة ويقيناً وحالا ما يوجب تحريم قائلها على النار..
لتعميق معنى الإيمان بالقلب دون القول به نذكر قصة تلك البغى التى رأت ذلك الكلب وقد اشتد به العطش ** فقام بقلبها ذلك الوقت ** مع عدم وجود الالة والمعين وعدم من ترائيه بعملها ** ما حملها على أن جازفت بنفسها فى نزول البئر وملء الماء فى حذاءها ولم تعبأ بتعرضه للتلف وحملها حذاءها بفيها وهو ملآن حتى أمكنها الصعود من البئر ثم تواضعها لهذا المخلوق الذي جرت عادة الناس على زجره ورميه بالحجارة وضربه بالعصى فأمسكت له الخف بيدها حتى شرب من غير أن ترجو منه جزء ولا شكورا.. فأحرقت أنوار هذا القدر من التوحيد ما تقدم منها من البغاء فغفر لها...
لله سر تحت كل لطيفة فأخو البصائر غائص يتملق "
هكذا الأعمال والعمال عند الله . والغافل فى غفلة من هذا الإكسير الكيماوى الذى اذا وضع منه مثقال ذرة على قناطير من نحاس الأعمال حولها ذهباً له بريق ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة