واحـة للتذكــرة - بسم الله إبتدينا 3 - رمانة

العزّة بالإسلام :

إنّ العارف بالله الفضيل بن العياض (رحمه الله) كان يعمل قبل توبته سارقاًًًً وقاطع طريق فنزلَ ذات ليلَة لِيسرق بيتاً وبينما هو ينزل على درج السُلم في الليل إذا به يسمع صوتاً مِنْ قِبَلْ صاحب البيت وهو يقرأ :
" ألم يأنِ للذينَ آمنوا أنْ تَخشعَ قلوبهم لِذكر الله وما نزلَ مِنَ الحق "
- سورة الحديد آية 16-
فأصغى إلى قراءته وأخذَت الآية طريقها إلى أذنه وأخترقت الأذن إلى باب القلب وإذا بالفضيل تتسمّر قدمه على السُلّم ويتوجه إلى الله تعالى ويقول يارب أشهِدُكَ أنّه قد آن الأوان لِيخشع قلبي لذكرك ، هذا الذي كان يعمل سارقاً جاء عليهِ اليوم الذي أصبَح فيه من أوائِل العارفين بالله . وفي ذات يوم نادَتْ عليه أمه وقالت له يافضيل ، فرد عليها بصوتٍ مرتفع وقال لها نعم ياأماه وبعد أنْ خلا بنفسه قال كيفَ ترفعُ صوتك على أمك فأعتبر ذلك ذنباً كفّر عنْه بعتق رقبة .
- مِن هنا نوقِن أنّ كل شخص مهما كان تائهاً عن الطريق المستقيم له فرصة تصحيح مساره بالرجوع إلى الله والتوبة إليه بصدق ونية خالصة ....