|
Re: رسالة للمتعجلين ....لا نجاح لهذه الثورة خار (Re: Sinnary)
|
إن إستمرار الحملة السلمية لإسقاط النظام رغم سقوط أكثر من 40 قتيلاً وإعتقال الآلاف يؤدي تلقائياً إلى تشجيع مزيد من الناس للمشاركة بشكل أو آخر في الحملة، وفي تزايد أعداد المشاركين في الإنتفاضة السلمية تعميق لمأزق المنظومة الحاكمة. أقول هذا لأننا إذا ما إنتبهنا لخصوصية شبكات العلاقات الإجتماعية في السودان لا سيما خصوصية أنظمة القربى الإجتماعية لا سيما صفة تأثر الأهالي بشئون وشجون بعضهم البعض، نستطيع فهم الجدلية السابقة. فالأعداد التي تنضم للمظاهرات يرتبط كل فرد فيها بعلاقات كثر في مجتمعنا الضيق، ولن تخلو هذه الحالة من علاقة متشابكة لأطراف في طرفي المواجهة. أعني بالطرفين المجموعات المتظاهرة وجماعة الحكومة الممثلة في حزبها ومن يوالونه، الأجهزة الأمنية المكلفة بحمايتهم بما فيها الجيش، ثم الإعلاميين المرغمون على إذاعة البيانات الملفقة. إذن لن يخلو هؤلاء الذين تم قتلهم أو إعتقالهم وتعذيبهم من علاقة ما بأحد أولئك، الأمر الذي يسبب ضغوط إجتماعية ونفسية بالغة عليهم، لا سيما قيادات ومنتسبي الجيش والشرطة بحسبانها أجهزة من المفترض ان تكون محايدة وغير مسيّسة. هذا الأمر قد ينتهي بالكثير من هؤلاء مثلما حدث مع نقيب الجيش البطل الرازي إلى إعادة تقييم ولائه للنظام، وربما التفكير جدياً في خطوة شجاعة (رغم أن التحول الفعلي هو عملية نفسية تستهلك كلورات هائلة من الطاقة). ما أود أن أخلص له أنه شخص مهما عظمت درجة إخلاصه للنظام أن يعزل نفسه بدرجة كاملة مما يجري ( ولتأكيد هذه النقطة ما علينا إلا ملاحظة تحولات حقيقية في المواقف تحدث بإستمرار هذه الأيام، فنرى من كان صوته قوياً في مساندة النظام يتخذ موقفاً وطنياً جديداً ومختلفاً عما كان بالأمس، وهذا لا يعود دائماً لنفاق كما يحلو للبعض تسميته، ولكن لأن وعي الإنسان حالة دينامية تتبدل وفق المعطيات الجديدة وما تولده من حوارات الذات مع الذات- الذات اللوامة). خلاصة ما حاولت شرحه في العبارات السابقة هو أن لكل سوداني عائلة متشعبة وأصدقاء وزملاء وأبناء وأصدقاء الأبناء وكلهم يؤثرون فيه بدرجة أو أخرى، هذه أوالية لا يتحصن ضد مفعولها إلاّ من كان غارقاً في الفساد. ضربت سابقاً مثلاً بثورة البلقان، ففي صربيا عندما بدأ الصرب يتدافعون بالآلاف في شوارع بلغراد مطالبين بسقوط ميلوذيفتش حدث مع تعاظم المد الشعبي في الشوارع تغيير قصم ظهر السلطة، ذلك عندما بدأ رجال الشرطة التمرد على الأوامر بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، وعندما سألت إحدى المذيعات أحدهم بعد نجاح الثورة لماذا عصا الأوامر كان رده ببساطة؛ إنه يعرف أن أبنائه موجودون في وسط حشود المظاهرة. قد يبدو هذا متناقضاً مع ما نراه من مساهمة عنيفة للشرطة وغير الشرطة في قمع المتظاهرين اليوم وأن هذا القمع قد نجح في سبتمبر 2013 مثلاً في إخماد جذوة الإنتفاضة دون تحول في مواقف الشرطة أو الجيش من صف الحكومة لصف الشعب. إضافة لقناعة البعض أنه بدون تحول في موقف الجيش على الأقل، لصف الشعب، فلا أمل في نجاح الإنتفاضة السلمية في إسقاط البشير وزمرته. إن هذا الإعتراض لا يؤكد إلا حقيقة واحدة، وهي أن المسألة ليست بالسهولة التي نكتب بها عنها، ولكن الحقيقة المثبتة بالبحوث الموثقة على الأرض تؤكد أن فرص إسقاط النظام عبر حملات المقاومة السلمية كانت على الدوام ضعف فرص إسقاطه بغيرها، وأنه ثبت أيضاً عبر هذه البحوث أن النظرية التي تقول بأن التصدي الدموي للمتظاهرين يقطع دابرهم ويخرس أصواتهم (تلك التي تلهم الفاتح عزالدين وغيره من صقور النظام) ثبت أنها لا تنجح باكثر من نسبة 50% والسبب أن إزدياد العنف في مقابلة الإحتجاجات المدنية السلمية قد يؤدي في 30% من الحالات إلى زيادة تعاطف الناس العاديين معها وإنضمامهم لها، وإنه كلما ثبتت هذه الحملات السلمية أمام البطش وتزايدت في أحجامها زاد إقبال المترددين إليها. يعود نجاح الإنتفاضات إلى مستوى تنظيمها وقدراتها على المبادرة، فالتنظيم الجيد لحملات الإنتفاض السلمي والقدرة على المناورة التكتيكية التي تتأرجح بين خطط للتجمع بأعداد كبيرة مع إستعمال مطارق وصفيح وكلما يصدر أصوات عالية، مع القدرة على التفرق بسرعة عندما يبدأ الرصاص يمطر في السماء، ثم التجمع في مواقع أخرى، أو تغيير المواقع المعلنة للتجمع بشكل إحترافي ومنظّم عبر وسائل تواصل موثوقة، مع تناغم في وسائل الضغط السلمي تلك التي تتباين من المبسط، مثل إطفاء الأنوار في كل البيوت في ساعات معلومة من اليوم وهذا تكتيك يخلو من المخاطرة، لكنه مزعج جداً للنظام بسبب تحمس المواطنين يلمشاركة فيه وبالتالي إنضمامهم التلقائي لركب المقاومة السلمية، ثم الإضرابات الفئوية، وإنتهاءً بالإعتصامات الضخمة التي لا تقل فاعليتها عندما يشترك فيها أعداد كبيرة عن فاعلية إنضمام الجيش لصف الشعب حقناً لدماء إبنائه، وتعتبر الإضرابات الفئوية للمعلمين والمحاميين والأطباء مقدمة ضرورية للإعتصام الكبير والحاسم.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
رسالة للمتعجلين ....لا نجاح لهذه الثورة خارج خطها السلمي والمفتوح للجميع | Sinnary | 01-21-19, 01:11 AM |
Re: رسالة للمتعجلين ....لا نجاح لهذه الثورة خار | Mohamed Doudi | 01-21-19, 01:59 AM |
Re: رسالة للمتعجلين ....لا نجاح لهذه الثورة خار | Sinnary | 01-21-19, 02:16 AM |
Re: رسالة للمتعجلين ....لا نجاح لهذه الثورة خار | Sinnary | 01-21-19, 03:21 AM |
Re: رسالة للمتعجلين ....لا نجاح لهذه الثورة خار | Sinnary | 01-21-19, 08:04 PM |
Re: رسالة للمتعجلين ....لا نجاح لهذه الثورة خار | Sinnary | 01-23-19, 04:18 AM |
Re: رسالة للمتعجلين ....لا نجاح لهذه الثورة خار | هاشم الحسن | 01-23-19, 07:17 AM |
Re: رسالة للمتعجلين ....لا نجاح لهذه الثورة خار | محمد حمزة الحسين | 01-23-19, 12:48 PM |
Re: رسالة للمتعجلين ....لا نجاح لهذه الثورة خار | Yousuf Taha | 01-23-19, 01:04 PM |
Re: رسالة للمتعجلين ....لا نجاح لهذه الثورة خار | Sinnary | 01-24-19, 06:47 AM |
|
|
|